.../...
...لعلها-أخي الكريم العزيز عبد الله-أعظمُ المصائبِ هي مصيبة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم..إنْ لمْ تكنْ أعظمَها على الإطلاق..!!
وقد وردَ في الأثر الكريم : (( مَن ابتُليَ بمصيبةٍ،فليذكُرْ مصابَه بي،فإنني أعظمُ المصائب ))..
لقد كانتِ السيدة الجليلة ابنتُه وريْحانته فاطمة الزهراء-رضيَ الله عنها-تتمرغ على تربةِ قبره العظيم،وهي تقول :
ماذا على مَنْ شمَّ تربة أحمدٍ ** أنْ لا يشُمَّ مَدَى الزمان غوالِيَّا..؟؟!!
صُبَّتْ عليَّ مصائـــبٌ لو أنها ** صُبَّتْ علــى الأيام عُدْن ليَاليَّــا..!!
نَعَمْ..كانتْ مراسِمُ تغسيلهِ وتكفينِهِ ودفنِهِ مَهيبة ًلجلال المدفن وعظمة الدفين،وقد أكرمَ المولى عز وجَلَّ أهلَ بيْتِهِ الكرام الأطهار-رضي الله عنهم أجمعين-كما صَحَّ ذلكَ تواتراً بالقيام على تجهيز الجثمان الطاهر وتوديع الجسد الشريف إلى قبره في بيتِ السيدة الجليلة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من مسجده النبوي الشريف..فكان عمه العباس بن عبد المطلب وابناهُ ؛ الفضل وقثم رضي الله عنهم..وكان ابنُ عمه الإمام علي بن أبي طالبٍ كرَّمَ الله وجهَه ورضيَ عنه..وكان شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم..وكان ابنُ حِبِّهِ أسامة بن زيد رضي الله عنهما..وكان أوس بن خولى وأبوطلحة الأنصاري رضي الله عنهما..تماماً كما أشرتَ وبينتَ أخي الحبيب مشكوراً...
والحقيقة أنَّ العِظة الحقيقية في وفاة رسول اللهِ صلى الله عليه إنما تكمُنُ في كَوْنِ الموتِ سلطاناً عظيماً يقهَرُ البشرَ إخضاعاً لعبوديتهِ ومشئتِهِ القاهرةِ النافذة سبحانه وتعالى الحَيُّ القيُّوم...
فإن الله تعالى لما خاطبَ نبيَّهُ الكريمَ بقولهِ في سورة الزمر : (( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ )) وفي سورة آل عمران : (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )) كانَ ينبهُ البشرَ جميعاً أنْ لا سبيلَ بالانخدع أو الطمع المستحيل في حظوةِ الخلود،وإنه لو جازَ لبشر أن يَخلَدَ ويبقى لكانَ أوْلاَهُمْ بهذه الحظوةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم...
فيا خيْرَ مَنْ دُفِنَتْ بالقاع أعظمُهُ ** فطابَ من طِيبِهِنَّ القاع والأكَـــمُ
نفسي الفِداءَ لقبِرٍ،أنتَ ساكنـُــــه ** فيه العفافُ وفيه الطهْرُ والكرمُ..!!
فـ (( ما أطيبَكَ حيًّا وميِّتاً يا رسولَ اللهِ.. ))...صلى عليكَ اللهُ يا عَلمَ الهدى....
بوركتَ-أخي عبد الله-وجزاكَ اللهُ خيراً على هاتيكَ التذكرة النبوية الجليلة النافعة...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!
التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 06-12-2013 الساعة 08:52 PM
|