عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-12-2013, 10:07 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...ومرة ًأخرى-أخي الكريم عامر الناعبي-ها نحنُ أولاءِ نعيشُ هذه القبسة القرآنية في تفسير قوله تعالى من الآية الثامنة والثلاثين من سورة يــس...

ومرة أخرى..ها نحن ضيوفٌ على مائدةِ شيخ المفسرين،ورائد رواد ( التفسير الأثري ) الإمام الكبير محمد بن جرير الطبري رحمه الله وجزاه الجزاءَ الأوفى...

ها نحنُ مع الشمس..أم المجموعة الشمسية-أو مجموعة الكواكب السيارة-وها نحنُ مَعَ ( جريانِها ) الذي تتقاطعُ في معناه حقيقتان منسجمتان في حِسِّ المسلم وإيمانهِ العَقدي الراسخ،بحيثُ لا تناقضَ بينهما أو تنافرَ أو تضاد :

- حقيقة جريانها،كونها-وهي النجم المتوهج الهائل-تمضي في إقرار عبوديتها لله عز وجل،شأنها شأنُ كل المخلوقاتِ والكائنات جميعِها التي تتناغمُ وتتحدُ في إيقاعٍ واحدٍ تحتَ معنى قوله تعالى في الآية 44 من سورة الإسراء : (( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )) وقوله تعالى في عموم الآية 41 من سورة النور : (( ...كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ))..لذا لاَعَجبَ البتة أنْ يكشفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه عن رحلةِ الشمس القدسيةِ التعبديةِ بين يديِّ الله تعالى بعد الغروب حتى تؤوبَ إلى حيثُ بدأتْ رحلتَها...

- وحقيقة جريانِها الفلكي الذي تواطأتْ عليهِ مجموعُ البحوثِ العلميةِ الفلكية الفضائية...

ولكي نقتربَ أكثرَ فأكثر من فهم المدلول الأثري والعلمي المعاصر،اسمحْ لي-أخي-أن أعرضَ هذه الإطلالة العلمية بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور البروفيسور العلاَّمة زغلول راغب محمد النجار-حفظه الله ورعاه-( دكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز ببريطانيا العام 1963م،والمدير التنفيذي لمعهد مارك فيلد التخصصي للدراسات العليا في المملكة المتحدة،والعضو المؤسس للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ) وأحد أعضاء مجلس إدارتها الرئيسيين ...والمشرف إلى حد الآن على أكثر من خمس وثلاثين رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه في مختلف التخصصاتِ الجيولوجية الدقيقة... )...



يقولُ فضيلته نقلاً عن موقعه العلمي ( موقع مكنون ) وفي مقالةٍ،بسَّط فيها المعرفة العلمية حتى يتيسَّرَ للعامةِ الفهمَ واستيعابه :

(( ...يقول تبارك وتعالى متحدثاً عن حقيقة علمية لم يكن لأحدٍ علمٌ بها وقت نزول القرآن الكريم : (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)) [ يس: 38 ]..ففي هذه الآية العظيمة نحن أمام كلمة جديدة وهي ( مستقر الشمس ) هذه العبارة لم يفهمها أحد زمن نزول القرآن، ولكننا اليوم نجد العلماءَ يتحدثون عن حقيقة كونية جديدة وهو تعريف مستقر الشمس كالآتي :

إن مستقر الشمس هو الاتجاه الذي تجري الشمس والمجموعة الشمسية نحوه...

إن هذا التعريف يتطابق تماماً مع التعريف القرآني للكلمة، فالقرآن الكريم يقول: (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ))..والعلماء يقولون:

إن الشمس تجري باتجاه نقطة محددة هي مستقر الشمس...وفي ذلك سبق علمي للقرآن الكريم حيث تحدث عن جريان الشمس، وتحدث عن مستقر للشمس...

هنالك إعجاز آخر في الآية الكريمة وهو أن الله تعالى لم يقل : والشمس تسير،أو تتحرك،أو تمشي، بل قال: (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي... ))،وهذا يدل على وجود سرعة كبيرة للشمس، ووجود حركة اهتزازية وليست مستقيمة أو دائرية،ولذلك فإن كلمة ( تجري ) هي الأدق لوصف الحركة الفعلية للشمس...

ولو تأملنا قوله تعالى في الآية التالية: (( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ))[ يس: 40 ] ندرك أن هذه الآية قد تحدثت عن حقيقة علمية وهي أن جميع الأجسام في الكون تسبح في فلك محدد،وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلى الأفلاك المختلفة للأجسام الكونية مثل الشمس والقمر، فلا يمكن أن يلتقي هذا الفلك مع ذاك،وهذه حقيقة لم يتعرف إليها الإنسان إلا مؤخراً...

ويقول العلماء اليوم إن جريان الشمس لن يستمر للأبد،بل هنالك أدلة قوية على وجود نهاية وأجل محدد تنتهي عنده حياة الشمس،والعجيب أن القرآن قد تحدث عن هذه الحقيقة العلمية قبل ذلك بقرون طويلة.يقول تعالى: (( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ))[ لقمان:29 ]. فقد وضع القرآن الكريم نهاية لجريان الشمس والقمر في قوله تعالى : (( إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ))،أي إلى مدة محددة،وهذا ما يتحدث عنه علماء اليوم..

فسبحان الذي أحكم آياته وأخبرنا فيها عن حقائق لم يكن لأحد من البشر علم بها من قبل،إنه بحق كتاب الحقائق والأسرار والعجائب،إنها آيات عظيمة نتعرف إليها لندرك أن الله هو من خلق الشمس وهو من نظَّم الكون وهو من أنزل القرآن وقال فيه: (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) [ النمل: 93 ]...
)) اهـ

شكرَ اللهُ لكَ-أخي عامر-على هذه الشذرات التفسيرية المفيدة الهادفة..وجزاكَ كلَّ خيْر...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 11-12-2013 الساعة 03:40 PM
رد مع اقتباس