السلام عليكم أستاذة ريــــــم الحربـــــــــي
كما تعودنا منكِ ما شاء الله تبارك الله
تبحثين دائما في المواضيع المؤثرة ذات الطابع
الإجتماعي و إلإنساني
أرى إنك أيتها الأصيلة تسعين جادة لتعزيز قيم
الخير والصلاح في قلوب ربما تكون قد تأثرت
بطابع الحياة العصري,والذي قد يجبر المرء على
التخلي عن قـيم وأخلاق لا يكسب بدونها الدارين
بل يكسب دار الفناء ويخسر دار الخلد والعياذ بالله
إنّك أيتها الفاضلة منارة إرشاد و نور وبر إن شاء الله
فجزاك الله عن أمّتك وقومكِ خير الجزاء
أمّا بخصوص ما تفضّلتي و أثرت من نقاش
حول التمسّمك بالقيم ومحاسن الأخلاق,والصمود في وجه
التأثيرات السلبية,والإغراءات المادية,والمعاملة السيئة
فأجد في مقدمتك القيّمة مفاتيحا عدية للإثراء والتتمة
وعليه فإنّي أطرح مشاركتي برفضي لكل
أشكال التبعية والتقليد والمحاكاة لإناس فقدوا
مبادئهم وقيمهم وما جبلوا عليه من طيبة وشهامة
كما دل على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
عن أبي هريرة أنه كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه
ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون
فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم
فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
الآية 31 من سورة الروم
صحيح مسلم
ومعنى الحديث أن كل آدمي يولد يكون قابلا لدين
الإسلام,ونعلم ما يمثّله الإسلام من قيم أخلاقية وروحية
ارثى لكل إنسان كان على خلق وطيبة وصلاح
ثم إنحدر إلى هاوية الغرور,و إنسلخ من تقاليد وقيّــم
إجتهد الآباء والأمهات والمعلمـون في غرسها ورعايتها
حتى أصبحت ميزة كل مسلم ومسلمة
لكن مغريات العصر,و وسوسة النفس اللّوامة,واصدقاء
السوء, وتشجيع العدو المبين الملعون,كلّها عوامل ساهمت
في تخلي البعض عن تلك الأخلاق,و إستبدالها بسلوكيات
غريبة,فلم تعد الإبتسامة لوجه الله,وأصبح ردّ السلام
على الأقل ثقلا في المجتمع أمر مستقبح,و أضحت
صلة الرحم والنصيحة ومدّ يد العون للمحتاج أمور
لا يقوم بها إلا المغفّلون بحسب اعتقاد المغفّلين الحقيقيين
والحق أنّه لا يتمكن من التمسك بتلك القـيم إلا ذوي
المستوى والمقام الأخلاقي الرفيع,وهو الهدف الأسمى
لرسالة الإسلام كما ورد في الحديث الشريف:
(إنّما بعث لأتمم مكارم الأخلاق)
مسند البزار
عن أبي هريرة
ومن تلك الأخلاق التي جاء بها الإسلام ودعى اليها:
صدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم ورد السلام وإطعام الطعام
وحسن الجوار وإكرام الضيف والكف عن المحارم وحفظ الدماء والذمام
فلن ينال من أخلاقي الذي يغتابني,او يتكبّر علي,او ينكر شخصي
او يتقول علي بما يقلل من شأني,فانا أعلم بنفسي وبقيمتي منه
و أعلم أيضا انه أقلّ شأن مني,وإلا لما اتي من خلفي ولواجهني
فكيف أتنازل عن المستوى الذي وهبني ربي
ورباني عليه أمي و أبي ومعلمي
و أنحطّ إلى مستوى تافه تلعب به الأهواء
أما الإنتقام ممن جرحني فليس يخطر على بالي الإنتقام
لأنني لم أتألم من أشواكه,ولم أقع في حفره
فعلام أنتقم ممن آذى نفسه قبل أن يؤذيني
وقد جاء في الأثر عن الخليفة العباسي المعتصم:
قاتل الله الحسد ما أعدله,بدأ بصاحبه فقتله
فلم أقتل المقتول أصلا
وكما قال ابن المعتز:
اصبر على حسد الحسود فان صبرك قالته
كالنار تأكـل بعضها ان لم تجـــد ما تأكــله
شكرا لك أستاذة ريـــــــم الحربــــــــي