
28-12-2013, 01:13 PM
|
 |
مشرف الكتابات العامه
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي
...ما ننفكُّ-أخي الكريم زياد-نرددُ في صلواتِنا وتلاواتِنا قوله تعالى من سورة الضحى : (( وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى * ))..وقوله تعالى في أواخر سورة الأعلى : (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى *بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * ))...
حشدٌ هائلٌ من الآياتِ في سُوَر كثيرةٍ يُذكُرُ ويُذكِّرُ بالآخرةِ..بلهَ إن تسعة أعشار القرآن الكريم يَصُبُّ جميعُهُ في معانيَ تدفعُ بعقل المؤمن وقلبهِ وكيانهِ إلى الإعدادِ الحثيثِ الجادِّ لهذا اليوم المشهود الذي ما منه بُدٌّ أو مَفرٌّ..
إن دنيانا الفانية هذه مطية لأخرانا الباقية..وإنها تماماً كما أخبرَ المصطفى صلى الله عليه وسلم في ما صح عنه : (( الدنيا مزرعة الآخرة ))،ومن مخاتلة النفس أنْ يمضي الأغبياءُ والحمقى يتعامَون أو يُذهَلون عن تعمير الفانية بتخريب الباقية...
وكلنا-أو مُعظمُنا-يملكُ في مكتبته كتابَ ( رياض الصالحين ) للإمام الحافظ النووي رحمه الله تعالى،نفتحه على المقدمة،فتقابلنا أبياتٌ مُشرقاتٌ تـُعْزى للإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى،يقول فيها :
إن للهِ عِباداً فـُــــطنا ** طلقوا الدنيا وخافوا الفِتـنا
نظروا فيها،فلما علموا ** أنها ليستْ لحَيٍّ وطـــنا
جعلوها لجَّة واتخذوا ** صالحَ الأعمال فيها سُفنا..!!
وها أنتَ ذا-أخي-جزاكَ الله خيراً،تردنا إلى اليقين الذي قد تذهلنا عنه آفة النسيان،فنذكرُ يومَ الآخرة معكَ..نذكر مفهومَه-والإيمان به ركنٌ رئيسٌ من أركان الإيمان الستةِ-ونذكرُ مظاهرَه وحقائقه الثابتة المرتبة ترتيباً زمنيا متلاحقاً ( من بعْثٍ وحَشرٍ وحسابٍ ومرور على الصراط فتوزيعٍ على المنازل التي أعدها الباري عز وجل للخلائق التي واجهتْ حصادَ أعمالِها )،ونذكر في الأخير آثارَ الإيمان باليوم الآخر وعوائِدِه الحسنى في حياة الإنسان المؤمن...
فجوزيتَ كلَّ الخير-أخي زياد-على كرم هذه الأنوار الجليلة التي أفدتنا بها..ودمتَ لنا قلماً وضيئًا متوضئًا....
|
جزاك الله خيرا كثيرا أخي العزيز أ. يزيد فاضلي على تلك اللمحة المختزلة في ضفاف الموضوع الهام على سبب وجودنا للوصول إلى تلك الغاية بأخف الأضرار , جعلنا الله وأياكم من الذين أحسنوا الحسنى وزيادة.... لننال العتق والرفق من المولى عزوجل...
دائما ما ينال السياق احلى مذاق بإضافاتك المثلى في أي إطارٍ أدبيٍ كان...
سرني مرورك الرائع أخي...
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور
وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
|