وأبدا بممارسة اللعب ، وهوايتي في الاختراع ، فأقوم بصيانة المذياع .. وأبدأ بتطويره
ببطاريات حجمها أكبر ..حتى تتناسب مع حجم "الراديو " .
لا أذكر كل شيء ، لكن ذلك أثر على ميولي ، ونمّى رغباتي واتجاهاتي العلمية ، لأبدأ بالتفكير باختراع
 جهاز للكشف عن المعادن ..
لكن أين دعم البحث العلمي ، لطالب في المرحلة الابتدائية ،أو لربما في بداية المرحلة الإعدادية؟!
لم يحالفني الحظ لأكون في القسم العلمي ، ربما لعدم تفوقي في الرياضيات !!
وحينما أنهيت المرحلة الثانوية في الثمانينيات ، لم تكن وسائل الإعلام ، كما هو الحال اليوم
فالمدرسة تبعد سبعة كيلو مترات ، ومن الضروري أن أسير على الأقدام ، أو أن أنتظر
باص الحاج هلال – رحمه الله-  حيث كان الباص كبير الحجم 
شركة مواصلات لواء الرمثا
وللسفر تذاكر ، والأجرة قرش واحد ..
وعلى نوافذ الحافلة : عبارتان لا زلت أذكرهما :
- سترك يا رب
- والثانية : ممنوع إخراج اليد والرأس من الشبابيك .
وصلت إلى بلدة الشجرة الجميلة حيث مقر مدرستي هناك ، ولي الكثير من الأصدقاء ..
كان مدير  المدرسة يعرفني جيدا ، ففي أول تعيين له قال لنا في الصف : 
إياكم أن يقترب أحد من أرنبة أنفي ، فسينال عقابه الشديد ..
لا أدري إن كان على قيد الحياة ، أم أنه قد فارقها ، كما فارقها الأعزاء 
لكنني أدعو له بالعمر ، إن كان على قيد الحياة ، وبالرحمة إن فارقها ..
كان يعلم بأنني من المتفوقين ..
رأيت زملائي ، بعضهم ترتسم على ملامحه الابتسامة ، والبعض الآخر كان حزينا جدا ..
المدير في منزله ، في (البرندة) ،يمسك ورقة بيده .. 
إنه كشف بأسماء الناجحين ، وحينما  رآني ابتسم ... هههههه : خليل أنت راسب ..
صدمة كبيرة ، فتبادر زوجته الكريمة ، لتقول : 
لا يا خالتي : (هذه العبارة تقولها أي امرأة ، للتحبب ، والتلطف ..)
أنت ناجح يا خالتي ، ولكن زوجي يمزح معك ، وكأنه أومأ إليها بأنه سيختبر موقفي ..
ياااااه ، الحمد لله ....................................
وأقول في قلبي : الحين ما وقته يا أستاذ أحمد ؟!! ههههههه
لكن الفرحة جعلتني في حالة ، فكرت فيها بالسير على قدمي لشدة الفرح 
فالحاجة : أمي - رحمها الله ، تنتظر ثمرة تعبها وسهرها على فلذة كبدها ..