وتنتهي مرحلة قراءة البطاقـــــــــــــة الأولى ، فيسمح لي بمغادرة الحاجز إلى ذلك العالم :
وأبدأ بالمسير .
المسافة بعيدة ، ويشترط الشياطين ، أن تكون رحلتي في ربوع الصحراء سيرا على الأقدام ..
الشمس تعلن المغيب ، وأرى محيا ريم الفلا يظهر من بين الجبال ، كلمح البصر ،لا شك أن قلبها
الحاني يحرسني ..
الساعة الآن ترسل لمعان عقاربها على شاطئ الرحيل ، وعقارب الزمن تسابق العمر ..
ويبدأ الظلام يخيم على المكان ، وأصوات الوحوش المرعبة تملأ المكان .. ..
ففي صالة الانتظار لم تقدم لي أي وجبة من الطعام ، كان اليوم طويلا ، بدأت أشعر بالوحشة
في المكان فعلا ، وصوت نعيب الغربان ، أتشاءم منه ، وهي ترفرف حولي مرحبة بضيف يخترق
الحواجز ..
أشجار صحراوية تنتشر هنا وهناك ، وجيوش من الهواجس تحاصرني ، يمنة ويسرة ، ويحيط بي
الرعب من كل جانب ..
ما ذلك الخيال الأسود هناك ؟
لا أكاد أصدق ما أرى !!
هل هو الجوع الذي جعل أمعائي تعقد اجتماعا لها ، أم أن عصافير قلبي وهي تزقزق ، تمسك ريشة
فنان لترسم هذا المشهد !!
سأقترب منه ، فقد رزقت من السماء ..
إنه خَرُوف صغير من الضأْن ، لا شك أن راعي أغنام كان هنا وبقي هذا الحمل ...
المكان لا يسمح لي أن أقوم بإعداد وجبة العشاء ، ولم أفكر للحظة بكونه حراما ، أو حلالا
أو حتى غنيمة ،لكنه الجوع ، فقد أوشكت على الهلاك ..ولا بد أنه الرزق من رب السماء ..
سأحمله على ظهري إلى مكان آمن ، بعيد عن أنظار الوحوش ، وعن أنوفها ، فهي بلا شك تشم
رائحة الدماء ، وأخشى أن أكون أنا وغنيمتي فريسة لها ..
وزنه خفيف ، فهل يكون كافيا ليسد الجوع ؟
لكن ، الحمد لله ، فهو وجبة ستهدئ غضب معدتي علي قليلا ..
يا الله ! ما هذا ؟
أرى رجلي الخروف تنزلان على ظهري أولا بأول ، فهل سيسقط ؟ أم أن شيئا ما يحدث ؟
لا زالت رجلاه تأخذان بالازدياد طولا ، وهما على وشك أن تصلا الأرض بعد أن كانتا
إلى وسط ظهري ،،،، ..
واصلت المسير ، وإذا بكهف صغير مظلم ، أسمع فيه أصواتا غريبة ..
بسم الله الرحمن الرحيم ...
إنهم يتحدثون عن قصتي بالتفصيل ، وأنني أحمله على ظهري إليهم ..
نظرت إلى الحمل خلسة ، ويا للمفاجأة !!
التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 11-02-2015 الساعة 01:25 PM
|