
يوم أمس, 12:05 PM
|
 |
كاتب جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: سورية - سلمية
المشاركات: 13
|
|
في عرض البحر قصة قصيرة للشاعر: مهتدي مصطفى غالب
في عرض البحر
قصة قصيرة للشاعر: مهتدي مصطفى غالب
البحر
ساعة يهدأ و أخرى يثور ...
تحركه أنامل طفل يلهو بقطراته ...
تصمته معانقة المجداف ..
إنه ذو طبع متقلب ، يفعل ما يحلو له ، أحايين يكون حنوناً كالأم ، و أحياناً يكون قاسياً كسلطان جائر ، و مرات عديدة ينساب في عيون جميلة ن امواجه تدغدغ أقدام القلب ، فيتسلل الفرح إليه ، و مرات أخرى تغضبه الريح فيرسل غضبه يمزق سكون الليل و النهار أيضاً .
السفينة
تائهة تبحث عن مرساة أو ميناء ، تتخبط في كل الجهات ن كفتاة هربت من زوج عجوز لتتوه في العاصفة ن تطاردها الأمواج ، تكاد تغرق .. تصحو ... تتابع سيرها كقافلة في صحراء قاحلة تطارد سراباً ...
الربَّان
سكير يتبادل الشتائم مع البحارة ن يقاتلهم ، يلكم الركاب ، ينادي البحر أن يصعد ليشرب معه كأساً ، يستسقي السماء ماء.
الرّكاب
أسلموا أمرهم للربان و بحارته ، لا يفعلون شيئاً ، كلٌّ يمارس غرائزه ، يشبع نهمه ، يتصارعون كالعبيد أيام روما العظيمة بلا سبب، يتناقلون الأحاديث الفارغة ‘ يتساقطون متعبين ... إلا أنا ... كنت أمارس سخريتي و لهوي ... أهزهز السفينة بقبضتي ... فتتوجع يدي .. فأعود إلى الخلف ....
حدوث ما قد يحدث
(( هذا خشب رائع ... سأسرق منه قطعة و أبيعها ))
بدأتُ الحفر في خشب السفينة ، حتى حصلت على قطعة كبيرة من جسد السفينة ، و لأقرب سمسار بعتها ... و عدت لأرفع رأسي عالياً ...
لم أشعر إلا و نوافذ العالم تُقفل في وجهي ، و الشوارع تفقد صدى الخطوات... تسلل الخوف إلى داخلي ن ارتعشت بعنف ، كانت المياه تغطي السفينة ن وصلت إلى رقبتي ، صرخت ... الكلُّ يهرب بنفسه محاولاً النجاة ... لكننا غرقنا ... و ها نحن نختفي في قاع قاع البحر ....
|