أتحرى في الليالي صورتك .. أتذكرك .. تعانق وجهي دمعة يتيمة .. اشعر بالانهزام أمام روحي فأمسح الدمعة سريعاً والعن الشيطان .. لكنني أعود فأتذكرك فأشكر الله أنني يوماً كنت معك .
أنظر إلى وجه التضاد فيني .. أنظر إلى هذا الصراع الأبدي الذي خلفه الفراق .. أنظر إلى الوجه الآخر من الحب. كم متعب أنا في ذكراك وكم تخلفت عن عهودي مع نفسي بأن أنساك .. فكيف لي أن أنساك ولم تطوى صحائفك بعد من قلبي ؟! .
يلومني الكثير ولا يعلمون عن عشر من الأعوام التي عانقنا فيها وجه الحياة .. يلومني الكثير ولا يعلمون عن حجم الحب الذي كان مترصعاً بالقلب .. يلومني الكثير ولا يعلمون بأنني أتنفسك كل حين ... لا يعلمون بمدى الشوق الذي يهيم ويطيح بي كلما حاولت نسيانك .
عشر من السنوات طافت مسرعة داست عرباتها على حقول الياسمين فينا وذبل بستان الورد وتصحرت كل فيافينا وغدونا كالصحراء البكر التي لم تطأ أقدامها المارة يوماً وكل ما حولنا سراب وسراب .
ليت كلماتي تصل إليك لتخبرك عن حالة الفوضى وعن قصاصات ورقك وعن التفاحة الرخامية والمشط الأزرق والخرزة الزرقاء وعن الميدالية البرونزية وعن المجموعة الكاملة لجبران وعن أم كلثوم في ( أنت عمري ) وعن كثير من كتباتك وقصائدك في عيوني والحب .
آآآآه من العيون التي تترصد الطريق وتحملق في المدى الممتد تناظر القادم وتهفو إلى سماع الخطوة القادمة وكم متعب حينما تصل الخطوة إليها ليكون القادم غيرك أنت .. القادم عابر سبيل .
" قلبي يمجد قلبك المشتاق للنجوى
ويؤرقه الغياب
الطائرات تضج في سفر بعيد
دونه جبل وصحراء وغاب "
أجدني أشبه قصيدتك أيها الرائع السوداني جمال محمد إبراهيم . إن هذا القلب منذ زمن يمجد قلبها ويهفو للقياها ويتمنى أن تطوي الأيام دورتها ونعود .. نعود دون سفر أو فراق .. نعود لنعلن عودتنا وعزلتنا من الانشقاق الذي أصبح سمتنا .. لأعود إليك أيها الشاعر وأنت تقول :
" كوني لي ..
فإن الشوق يشرق مشرئباً
في الغياب
وإن حدائقاً في وردها تتصيد الأنداء من
زبد السراب " .
فمتى تكونين ... ومتى متى تعودين فالعمر على سلم النهاية والشيب أصبح سمة لا هو وقار ولا هو انكسار بل الشيب علاماتي الانتظار فكفى غياب .. كفى انتظار .
جزء من النص مفقود .....
محمد الطويل
12 يوليو 2010م
مسقط