عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-08-2010, 10:18 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي سلسلة وقواقيات {ج1}.

هناك بالبعيد وقريباً من جزر الواق واق التي تقع خلف البحار البعيدة تتربع جزيرة الأحلام الجميلة، حيث تتزاحم بها قلوب الوطنيين لنيل شرف تطوير الوطن كل حسب طريقته ومنهاجه، ففي النهاية لابد لهذا التزاحم أن يصب في منبع التغير والرقي بذلك الوطن، ولابد للأشخاص الواعين من محاولة توضيح الصور المبهمة التي يظنون بأنها تشكل عامل هدم لا بناء للوطن، ولابد من تنبيه سلطة الجزيرة حول ممارستها على الشعب "المسكين".
بجزيرة الأحلام سكان قليلون وتعتبر من الجزر الغنية بمواردها الطبيعية والصناعية وثرواتها الكبيرة، وشعبها يحب الثقافة والابتكار، لكن هذا الشعب يفتقر للمؤسسات التعليمية العليا، وأيضاً للمادة، فصناع القرار المسؤلين عن النهضة التعليمية يسعون جميعاً لإبقاء ذلك الشعب تحت رحمة القطاعات الخاصة، حيث أن غالبية خريجي الثانوية العامة لا يجدون لهم مقاعد بالجامعات والكليات الحكومية ولا يملكون المال اللازم للدراسة بالجامعات الخاصة، مضطرين للعمل بهذه القطاعات والتي تذلهم بالرواتب القليلة وساعات العمل الطويلة، والسبب ليس ضعف أو تكاسل من أفراد المجتمع أنما هو ضيق أفق لدى المسؤلين، وهنا يأتي السؤال: هل تتعمد تلك الحكومة إبقاء هؤلاء الأفراد تحت خط مستوى الشهادات العليا؟!، حيث أن سياسة التعليم البسيط مجدية سياسياً، وذلك كي لا يكون لولائك أفكار وثقافة علمية من الممكن أن تفرز معارضين أو منادين بالديمقراطية "الحقيقية".
أن الشيء الذي يدعو للضحك روية العديد من الجامعات والمعاهد خاصة بتلك الجزيرة، لكنها وخصوصاً الجامعات لا يرتادها إلا أبناء الأغنياء، فعامة الشعب يعجزون عن تحمل تكاليفها الباهظة، وما يثير الشفقة والغيظ بنفس الوقت أن هذه الجامعات تحصل على دعم مادي ومعنوي من الحكومة ومن "جهات أخرى" ثم تقوم برفع أسعار الدراسة من 15 إلى 25% بالفصل الواحد، إذن أين يذهب ذلك الدعم؟!، ولماذا لا يكون بمنح جزئية على أقل تقدير لخريجي الثانوية بدل ذهابه لجيوب المؤسسين؟!، وهنا لا ينكر أحد المنح التي تقدم لفئة قليلة من الفقراء والتي تبقى دون المستوى المرجو، أن خريجي الثانوية ألوف مؤلفة والذين يقبلون منهم بالجامعات والكليات الحكومية يمثلون الثلث أي 33.3% تقريباً فقط، وبذلك يبقى الآخرون في سجون الوظائف المؤقتة بالقطاعات الخاصة أو محاصرين بين أشباح البطالة.
أتمنى أن يأتي يوم تضئ به شمس الفكر والنظرة المستقبلية سماء المسؤلين الحكوميين كي يحذوا حذو جزر أخرى صارت رائدة في مجال النهوض بثقافة موطنيها عبر تعليمهم وتأهيلهم بالجامعات ثم تتركهم ليتلمسوا طريقهم بشهاداتهم العليا، يبحثون عن وظائف خارج الجزيرة أن لم يكن داخلها، فقد أصبحوا مؤهلين وجاهزين للعمل بأي مكان وزمان، بينما يبقى خريج الثانوية في حيرة من أمره، فلا هو يجد عمل خارج الجزيرة بسبب عدم تأهيله ولا هو قادر على العمل بالقطاعات الخاصة بالجزيرة والتي تعطيه راتبً لا يقدر به أن يوفر مستلزماته الحياتية، أن الشهادة الجامعية سلاح فعال لقهر العوز والحاجة، وأن بناء الوطن لا يكون من الداخل فقط بل يتعداه للخارج أيضاً.

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان



التعديل الأخير تم بواسطة أبو المؤيد ; 10-08-2010 الساعة 11:08 PM
رد مع اقتباس