| 
				 محاولة في الفصيح و النقد مفتوح 
 
			
			يقول الرواحي
 يقول الرواحي من ضميره و امتثل
 يا قاري ٍ ف خط الكتابة و السجل
 اقرأ تماثيلي و سمّعها الملا
 يا ليتها تبري سقيم من العلل
 و عنيتها ف دنيا المصاعب و الأسى
 دنيا دنيّه ما تجاوب من سئل
 فيها الخديعة و بالعداوة تأسست
 هيهات ما يبقى لطالبها أمل
 لي طبعها زاهي و زخرفها بديع
 و أيامها تطوي مثل طي الحبل
 ما صافيّت مخلوق على طول الأبد
 هذا طبعها من زمان و من قبل
 تصبح صبية عمرها عشر و ثمان
 و لباسها فيه الحلايا و الحلل
 و تمسي عجوز ٍ شمطا ما تبدي سرور
 تضحك بنيبان النغايص و الغلل
 دارت على الغافل رحاها و انقلب
 هذا جزاته والله من نام و غفل
 يطمع بها و ما درى بأحوالها
 غدارة ٍ فيها المصايد و الحيّل
 كم ٍ و كم ٍ من ملوك ٍ غادروا
 و الأنبياء و إمامهم خير الرسل
 هذه هي الدنيا و ما فيها أمان
 الكل ف حشاها تلهمه مثل الأكل
 و الناس فيهم أخيار و كذا اشرار
 مثل الأصابع ما بها شبه و مثل
 حد ٍ فهيم و عاقل دارس الأزمان
 و حد ٍ على عينه الغشاوة و الجهل
 و لي ما يرد النفس عن ترك الردا
 يصعب عليه الحمل و يزيد الثقل
 من مشى في الأرض مكفوف البصر
 لا بد ما يعثر و لا يله بدل
 وألا الأمل و الحظ بيدين الإله
 خسران من يركض و يرجي بالأمل
 البخل مذموم عند المسلمين
 قال النبي : لا جنة ٍ لأهل البخل
 و من نظر في عيب غيره و ألتهى
 نسى لنفسه عيوبها و عنها أشتغل
 و التكبر شين ما يلّه قبول
 لا جزا الله من تكبر و استقل
 ما طار طيرا و أعتلا الا وقع
 و ما لاح نجم ٍ في السما الا أفل
 يا لأدمي خذها النصيحة و استمع
 خلي عروض الناس عنْك و لا تسل
 و ان بغين تكون رجّال ٍ قدير
 اعمل الحسنات تجزا بالمثل
 بالتقى و الدين تمشي مستقيم
 و الكرم و الجود من شيّم الفضل
 مرات لك و مرّه عليك بلا نزاع
 و احسب الأيام تلقاها دوّل
 و أختر صحيب ٍ باسل لي يشد الظهر
 ف حل النوائب ما يرد و ينخذل
 يحفظ الأسرار مثله مثل بير
 و ان سرا في الليل ما لافه الكسل
 و الحذر ثم الحذر ما ماكر ٍ خدّاع
 لي يطعنك من خلف ظهرك بالنصل
 يضحك بنْاب الخبث ما يبادلْك خير
 يغتاب بك وسط المجالس و الحفل
 و الوسط معروف في خير الأمور
 من شد خيط بقوة ٍ عنه انفتل
 الأب واحد كلنّا ما نختلف
 و الأم وحده و الأصل طينن صلل
 والآدمي يرضي إلهه و يذكره
 يذكر نعمْته و عنّها ما يغتفل
 و يكون بالإحسان سّباق ٍ سريع
 يبذل بماله عن يمينه و الشمل
 و الغضب تركه و كون انته سموح
 و من صفح عند الخطأ زاد العمل
 و القناعة كنز قالوها الأوائل
 و من لبس ثوب التواضع ما فشل
 و أحوالها الدنيا كثيرة و متعبه
 والله مقدّر من سعى فيها و نزل
 تفنى الخلائق كلها من دون حد
 و يبقى العزيز الواحد الفرد الأجل
 و هذه المثايل من التجارب كلها
 و من قرأ تاريخ قبله ما همل
 أنضمتها في شف ناس ٍ عارفين
 أهل الفهامة لي يقيسوا بالعقل
 و الختم صلوا على طه الشفيع
 ٍ ما عندليب ٍ ناح بأنغام و زجل
 
				__________________   |