الموضوع: سلــطة عربيــة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-09-2010, 04:22 PM
الصورة الرمزية أمل فكر
أمل فكر أمل فكر غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 297

اوسمتي

افتراضي سلــطة عربيــة

سلــطة عربيــة

سلطة 1
في المجمع الصحي جلست امرأة بجانبي في منتصف العقد السادس تقريباً لدى مقاعد الانتظار الجلدية أمامنا غرفة علاج غير واضحة اللوحة التي عليها لأي نوع من العلاج هي، و على جنب غرفة علاج للأسنان.. ترتدي برقع ذا إطار ذهبي و لحاف قطني أسود طويل جداً و عريض مغطي من أعلى رأسها إلى قدمها. سألتني إن كان العلاج مختلط..؟! فشرحتُ لها كلٍ يدخل إلى الطبيب بالدور بحسب الرقم الذي سيعطى لها، لا استثناء لرجل أو لامرأة.. و قد سألت ذلك –أظن- بسبب مكان الانتظار هذا الذي يقبع في طرفها الأخير شاب وحيد، و هي مقاعد غير مخصصة بالتحديد سواء للذكور أو الإناث بالضرورة، و لكن بطبيعة الحال كُلاً يتخذ له موقعاً من يشابهه في نوع الجنس
و سألتني إن كنتُ في انتظار المراجعة لدى الطبيب العام بطريقة ود الأم، أجبتها بلا، و لا أعرف موقع غرفة المراجعة للعلاج العام، فأنا هنا فقط في انتظار فرد من عائلتي ليأخذني بعدما أنهيت العلاج في قسم آخر. فانبعثت هي مشككة – إذن ليس هنا مكان المراجعة!
متوجهة إلى زوجها الذي التفت ناحيتها، و قبل أن تنطق بينما هي في محاولة عجلة في مد الجزء الأمامي من لحافها إلى رأسها "جبهتها" بالتحديد، فلا يثبت فتعاود الكرة بارتباك أصفه بخجل المرأة العربية في الظهور أمام الأغراب المتأصل في داخلها و إن كبرت.. بينما وجهتها زوجها في أعلامه بمعلومة أو أخذ منه معلومة عن آخر ما أجراه من إنهاء معاملة الدخول إلى الطبيب، ما إن كادت تصل إليه و عيناها تلمعان بهاتان الرغبتان، بصوته الغليظ بنبرة وسط العلو أوقفها كشرطي مرور يوقف بحزم المركبات المارة من هذا الطريق
- انتظري هناك. لم أنتهي بعد، ما أن أنتهي و يجيء دورك سأناديكِ، سأأتيكِ بنفسي.
نكست رأسها و مشت عائدة، لمحةُ الربكة و الإحراج أكثر الذي تحاول ألا يكون شعور الإحراج فعلاً.
المُقادة، المُسيّرة، الملغية في أحيان هذه هي الصفات التي اقتحمت نفسي متسارعة، و لَمستُهَا من حركتها و هي تغادر مقاعد انتظار مليء بالنساء عدا ذاك الشاب و محاولة تغطيتها وجهها قبل أن تنطق حتى، و يجوز أيضاً أن تكون هذه حركة اعتيادية لديها.. العربية.

و هناك في روحة و جيئة ممرضة عربية باللبس الرسمي الأزرق لهذا المجمع الصحي، قصير بشبر ما بعد البطن قليل الضيق هكذا أسعفني الوصف، مع بنطال و لحاف أبيضان، طريقة تحجبها تغطي الرأس كاشفة شيء من الشعر الأمامي البني، و الرقبة و خط ضئيل إلى الصدر الذي يبدأ من بعده ما لم يحضا به و هو صفة أزرار لباقي الزي، و بشكل عام كان أنيق بطريقة عربية، غير إسلامية "بالحرف" خليجية معاً.. أستحسن الشاب الاستفسار كثيراً منها، و لها ابتسامة ودية.. و عبارات قصيرة أقرب إلى سعيدة حرة .. عربيةٌ أخرى.

سلطة 2

و في نفس الوقت من الزمن في دولة عربية محتلة، جو مرعب في جنح الليل متوائمة معها خفقات القلوب المسبحة، المنتظرة أصحابها انفجار عبوة تحت جدار خلفه العدو المتشكك الغير أكيد من وجود أحد.. أنسحب رجل عربي متلثم من مكانه إلى صديقه المسلح في الجهة الأخرى و بأنفاس متقطعة مشيراً إلى العبوة في الجهة الغربية منهم – لم تنفجر يا أبا الروض ماذا نفعل؟ أهذا يعني فشلت العملية
- إششش، العدو.. أنتظر ليس أمامنا سوى الصبر، أذهب عد إلى موقعك و أدعي الله مع جماعتك.
ما إن تحرك عائداً إلى موقعه و إلا برصاصات متطايرة من أعلى خلف الجدار صوب أتجاهه بالضبط، فدفع بنفسه إلى صديقه برعب- شكوا بنا
- جبناء، فقط ليقال أنهم شاكون كل ليلة يطلقون في الهواء و على لا شيء.
و ظلا ملتصقين بالجدار بالضبط؛ حتى لا يمكن أن تصل إليهم رصاصة ضالة من تلك الزاوية.. توقف الرصاص لثواني، فانفجرت ساعتها العبوة، و هب الاثنان مكبران و أنبعث الآخرون من أماكن مختلفة يشاركونهم إطلاق رصاص على جنود العدو الذي تلاشى بعضه.. و نشب بين الطرفين معركة نار.
أشتعل الصباح انتقاماً في أجساد أعداء مازالت محتضرة، مضيئة بحزن على جثث أحباب أخوان لنا في الجبهات المحتلة.. العربية.

في ذا ت اليوم استيقظ شاب من دولة عربية أخرى متململ راداً على مكالمة هاتفية
- أيوة !
في الطرف الآخر بنشاط – صباح الخير، هل أنت جاهز لرحلة البر..؟
- الآن.
- لا تنسى أحضر لي عينة من الجل المثبت الذي تستخدمه، أريده اليوم
- سنقصد السوبر ماركت لإكمال أغراض الرحلة، و بالمرة سأريك نوع الجل... تقصد الذي بالفراولة أو بدون..؟
- بدون رائحة
- أنت عربي؟!.. إذن لِمَ جنونك عليه
- النوعية... ...


تابع السلطات ،،،
__________________
رزقني الله سبحانه بنعمة اسمها فلذة كبد
اللهم أحفظه لي"


"كم أتباهى وذاكرة لهذا الحب الرباني"..
اللهم أسألك حبك وحب من يحبك
وحب عملٍ يقربني لحبك
رد مع اقتباس