متأخرة كالعادة..!! ولكن لا بأس أن أشارككم هذا الحوار..
بداية سؤالي لـك يا سليمان: بكل أمانة لم أفهم ماذا تقصد بكلمة (المفارطة) التي وردت في العنوان

..
ربما أنا الوحيدة هنا التي لم تفهم معنى الكلمة..ولكن لن أتحرج من السؤال عنها..
ماذا تعني؟؟
أما فيما يتعلق بالرمزية، فحسب معرفتي بأن العرب كانت تستخدم الرمز حتى في حديثها اليومي، وما قولهم (أنت كالكلب) إلا رمزاً للوفاء، وما قولهم (أنت كثير الرماد) إلا رمزاً للكرم..
وكذلك هو الحال في أشعارهم ونثرياتهم، وقد جاء استخدام بعض الشعراء العرب للرمز أكثر عمقاً في طرح بعض القضايا السياسية والاجتماعية، التي لو ذكرت بالصورة الصريحة لما كان لها ذلك التأثير الذي (أضفاه) عليها ذلك الرمز المستخدم، وأقرب مثال يدور في ذهني الآن هو الشاعر( بدر شاكر السياب)، الذي برع في التوظيف الرمزي من خلال إسقاطه للكثير من الأساطير والرموز الدينية في قصائده.
أما ما جاء به كتاب الحداثة - على الاخص- من تعريفات ودراسات للرمزية فإنها تجاوزت حدود الجمال الرمزي لتدخل القارئ في متاهات لا تضيف إليه شيئاً سوى كثيراً من الإبهام ومزيداً من التساؤلات، فاستخدام الرمز لا يعد عيباً في الكتابة الأدبية، بالعكس هو يضفي على الكتابة غموضاً لذيداً يدفع بقارئه للبحث عن تأويل مناسب لما جاءت به الفكرة الأساس للنص الشعري أو النثري على حد سواء، ولكن إذا خرجنا من دائرة الغموض ودخلنا إلى دائرة الإبهام فهنا يكمن النقص الذي يؤدي بالنص للخروج من حدود الإبداع والدخول في إطار الكتابة غير الواعية، التي يعتقد كتابها بأنهم يوجهون ما يكتبونه إلى النخبة، وهذه هي قمة الضعف.
إذن من وجهة نظري أن الرمزية لا تعد عيباً يطيح بالنص إلى الحضيض، إنما هي جمال آخر يضاف إلى النص ليعطيه أبعاداً أخرى، ولكن العيب في سوء الاستخدام وسوء التأويل.
وفي نهاية الأمر يبقى الشعر جميلاً... بعيداً عن كل ما يقال عنه وما يكتب حوله، إذا ما استطاع أن يلامس الشغاف، وأن يرقى إلى ذائقة المتلقي ويرتقي بها.
///
سليمان... لك ألف شكر على ما تجود به..