عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 29-03-2011, 04:45 PM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

كانت لي محاولات في القصة القصيرة ...
\

من قرأ لي ووجده لي ملاحظات .. يجب عليه ان يبعثها لي فهي امانة عنده يجب ان يعيدها ...



\


*.. العجوز .. والقطه ..*
عيون الكستناء
15\08\2008
/
\

في صباح يوم حافل بالعمل .. مزحوم بالاوراق .. جاءت .. عند عتبة الباب الزجاجي الشفاف .. جلست تبكي مواءً .. متألمه تشكو جوعًٍ قد لحق بها .. قطة .. صغيرة السن .. ضعيفة اللحم والعظم .. مُتكِئَةً بطنها بالارض .. ومسدلة ٌ جسدها وقد خارت كل القوى .. مكسورةٌ احدى قدماها .. قطة .. مازالت تبكي مسدلةً عيناها .. وصوتها يخترق قلبي بألم ...

انتصفت عتبة الباب الزجاجي واستلقت عليه عرضاً .. والمارة بخطاهم يخافون ان تتعثر بها اقدامهم وتهوي جماجمهم ارضا .. ويصاب احد عظام جثثهم بكسر .. .. وهي تلاحقهم بنظراتها اليائسة منهم .. وتراقبهم جالسيبن .. واقفين .. وخلفهم تدحرج عيناها ذاهبين .. وقادمين .. ولا مقدرة لها غير المواء ..

وأنا على بعد امتار منها .. اراقب موائها الذي يخفت .. ومن ثم يزداد بقدوم احدهم ...
جاء طاعنٌ في السن .. يجر قدماه نحو الباب .. يفتحه وعيناه تسقط على القطه .. صاحب البناء ذو الباب الزجاجي الذي استلقت على عتبته قطه ..سألني : من الذي اتى بهذه القطة هنا؟؟ .. فأجبته: قدرها من حملها الينا .. نظر اليّ ثم القى بنظره اليها ..

ثم جاء بكوب كبير وفتح الحنفية ليشرب ..وهو ينظر لها والماء ملأ الكوب وفاض .. ادار مفتاح الحنفية ليوقف الفيضان الذي احدثه على الكوب وحمل الكوب ليفرغ نصفه في فمه .. وهو يتجه نحو القطة .. ثم افرغ نصف ماتبقى بالقرب من تلك المتألمه .. واثنى نصف جسده العلوي هبوطا اليها .. قائلاً لها: اشربي..!! اشربي ..!! وكانها ستطيعه وتقول .. حاضر مولاي .. وهي تموء وتموء .. دفعها الى حيث سكب الماء واعادها الى وجه البلاط دون جدوى .. قام واستقام .. وعاد ليفرغ باقي محتوى الكوب من ماء الى فمه متجها نحو الغرفه .. ثم عاد وبيده كوبا من البلاستيك .. ملأه بالماء وحمله الى باقي القطة .. مواء وجثة هاوية ملتصقة بالارض .. وضع الكوب بجانبها الايسر .. فساعدها على الوقوف ممسكا بجلدها وجرها بهدوء الى الماء .. فاستقامت على اطرافها الاربعة .. وصارت تلعق الماء بلسانها الصغير .. وانا اراقبها وابتسامة نمت بوجهي .... وعاد الى الداخل وهو يقول: ليتني جئت بلبناً لها حتى يلتئم جوعها ... مازلنا انا والعجوز نراقبها .. حتى نظرت الى عيناه تقتربان مني .. فلم اجد الا ابتسامة القيها وانا على علم بانه يحمل اليّ حديثا ...

بادر بالكلام .. وقال: لمَ لا تكتسبين اجراً .. نظرت اليه وفي ذهني يجول الف ومائة سؤال ..!! ثم لحق سؤاله بآخر .. لمَ لا تصطحبي القطة المسكينة الى منزلكم وتطعميها وتنالي اجر فعلتك ..؟؟!! وكأني أحلم .. ألقيت بنظري الى السقف لأرى كم سؤالا فاق حدود جمجمتي .. ثم عدت بنظري اليه .. وعيناي تقولان .. أ لا تريد انت ذلك الاجر؟؟؟ ... لم أجرؤ على سؤاله وانما اكتفيت على تقديم عذر لا سند له .. واتهمتني بالخوف من موت القطة ... فقال: لا تخافي . فإن ماتت فلست سببا في ذلك ... بالرغم من اني لا اجد مبررا يسند رفضه من اصطحابها واطعامها برفقة زوجته .. الا اني حملتها وانا بكامل سعادتي .. التي تفوق الوصف .... الا ان قدرا استجد على تلك القطة ... ولاذ بوضعها وحيدةً في احد الازقة وانطلقت .. ولم اجد لها اثرا ..../
\

عيون الكستناء
__________________
رد مع اقتباس