إلـى شاعِـر لَـمْ يُـولَـدْ بَـعـدْ
صَافحَ النجْمَ نورُه فأذابَهْ
واسْتحَى مِن سَمَائهِ الخلابَةْ
عَبَرَ الكوْنَ شاعِراً وغدا في
كُلِّ أفْقٍ يَهيمُ مِثلَ السَّحَابَةْ
ألِفَ العُمْرَ مُنذُ أن كانَ غيْثاً
تشتهي وَرْدَةُ الجَمَال انسِكابَهْ
كانَ مَاءً رَقى إليهِ سَرَابٌ
فسَقى الدَّهْرَ واسْتعَادَ سَرَابَهْ
كوَّنَ الحُلمَ .. واسْتحَالَ نَبياًّ
وكذا خطَّتْ الحَيَاةُ كِتابَهْ
ودَّعَ الدَّهْرَ سَائِراً للمَنافي
حَيثُ أدَّى بهَا طقوسَ الغرَابَةْ
شاعِرٌ .. كلمَا اسْتقرَّ بأرضٍ
هَيَّأ الكوْنُ للجَمَال خِضَابَهْ
عِشقهُ الصَّمْتُ .. فيهِ ألفُ سُؤالٍ
واكتمَالُ الأحْلامٍ كانَ جَوَابَهْ
مِلْءَ وَحْي يَنامُ كالمُتنبي
تُسْهرُ الخَلقَ رُوحُهُ الجَذابَةْ
ألفُ أعْمَى يَعيشُ بينَ رُؤاهُ
كالمَعَرِّي وقدْ أمَاتَ اغترَابَهْ
صَوتهُ الوَحْيُ .. كلمَا صَارَ يُتلى
سَكتَ الدَّهْرُ مِن خُشوعٍ أصَابَهْ
شاعِرٌ .. سِرُّهُ القصيدَةُ فيهَا
مِن خَيَالاتِهِ رُؤىً مُنسَابَةْ
عِندَ باب التاريخ رَتَّل شِعْراً
مِنهُ صَارَ التاريخُ يَطرُقُ بَابَهْ
مُنتظر المُوسَوي
|