شاي الصباح
وأنت تعدِّينَ شايَ الصباحِ
وترنينَ للأفقِ المُظلمِ
وقد نصبَ الصَّمتُ أوتادَهُ
فآهٍ على صمتكِ المُبهَمِ
وروحٌ تعودُ لدمعِ الزهور
فيجري على خدِّها والفمِ
ومشطُ الضياءِ ، وشعرُ النَّخِيـــلِ
يُجاهدُ سراً لأن يحتمي
وأنتِ تعدين شايَ الصَّباح
وترمينَ قلبِي بالأسهمِ
حنانيكِ! صُبِّي سِهَامَ العتَابِ
وعِيثِي بها في خَلايَا دَمِي
فإن لها نَشوَةَ الوَحيِ يَجرِي
على صَفحَةِ الشَّاعِرِ المُلهَمِ
حنانيكِ! عامانِ لَمْ تُنزِلِي
فُؤادِيَ مِن وَسَطِ السُلَّمِ
وعامان أبحرُ في مُقلَتَيكِ
ومنْ رحلَتِي بعدُ لَمْ أَسَأَمِ
وما زلتِ هَيبةَ بيتٍ حرامٍ
وما زلتُ في ذِلَّةِ المُحرِم
يعانقُ زهوُ النخيلِ السَّماءَ
ويبقى إلى أرضِهِ ينتَمي
وأسورةُ الصَّائغِينَ تَحِنُّ
حَنِيناً إلى ضَمَّةِ المِعْصَمِ
أنا مُذْ لَبسْتُ ثِيَابَ الغَرَامِ
تَلَفَّعَ قَلْبِي سَنَا الأَنْجُمِ
وسَافَرتُ حَيثُ الرُؤى الضَّاحِكَات
تلهو بقنديلِهَا المُفْعَمِ
فشكراً على فكركِ المستنيرِ
وعذراً على فكريَ الملْجَمِ
تموتُ الحروفُ وأسمَاؤُهَا
وحَرفكِ ما مَاتَ في مُعجَمِي
طلال النوتكي
17\11\2011