3 أصوات شعرية تلتقي على الحب والوطن والخبز آخر تحديث:الخميس ,14/03/2013
الشارقة - “الخليج”:
نظّم بيت الشعر في الشارقة، مساء أمس الأول، وعلى هامش ورشة “فن الشعر والعروض” التي أقامها في الفترة مابين 3-21 مارس/آذار الحالي، وضمن برنامج منتدى الثلاثاء، أمسية شعرية للشعراء نجوم الغانم، وطلال سالم وأحمد الأخرس، وحضرها محمد عبدالله البريكي مسؤول بيت الشعر وعدد من الكتّاب، وقدم لها الشاعر محمد إدريس، مسلطاً الضوء على التجربة الإبداعية للشعراء الضيوف .
استهلت الأمسية الشاعرة الغانم من خلال شكرها لإمارة الشارقة، ولبيت الشعر الذي يفتح أبوابه على الأشكال الشعرية كلها، مخصصاً لقصيدة النثر فضاء خاصاً ومناسباً تحلق فيه، مستوعباً بذلك كل الرؤى والتيارات الإبداعية . وقرأت مجموعة نصوص قصيرة، عميقة الدلالات والرؤى، استحوذت جماليتها وتقنيتها العاليتين، تقول:
“معلمتي تتلو علي وصاياها
تعلمني أن أفتح قلبي للعشقِ
وراحةَ يديَّ لأقطفَ قبلة الهواءِ” .
ثم قرأت الشاعرة الغانم قصيدة “حيث تركناه البارحة” كانت عبارة عن رؤية فنية ذات عمق فلسفي لجغرافيا المكان، تميزت بلغتها القادرة على التقاط الصورة المتحركة، عبر عدسة روحية بارعة، تقول:
“كانت الطرقاتُ تحملنا فوق أكتافها
وكنا نحمل أفكارنا كأجنةٍ لازال
أمامها وقتٌ لتصعد الأشجارَ
ووقتٌ لتصبح أوطاناً جديدةً لأرواحنا” .
وقرأ الشاعر طلال سالم نصين أحدهما نثري تناول فيه “اللصوص”، والثاني خليلي، ربط خلاله بين البنية الإيقاعية والتفاعلات النفسية، ليحلق عالياً، ويجتذب الحضور على نحو بارز ومما جاء في النص الأول:
“بعض اللصوص أصدقاؤنا
هم لا يخيفوننا، لا يخيفون أحداً
يمشون بيننا، نمشي خلفهم أحياناً
يلبسون مثلنا، يأكلون ما نأكل
بل أكثر أحياناً”
واختتم الأمسية الشاعر الأخرس بقراءة مجموعة من النصوص التي تفاعل معها بحماس عال، حيث يتفاعل مع صورته الشعرية التي يرسمها بلغة يبدو واضحاً خلالها عمق الموهبة الشعرية، ومما جاء في قصيدة “عام المجاعة”:
لا أدري كيف سأنهي نصي
هل سأموت وحيداً
مصفراً في الأوراق الصفراء؟
أكتبُ ما يتهاوى من خبز الفقراء الباردِ
في سل النسيان
وأنسى ما أنسى من إملاءاتِ الشيطان
وفي نهاية الأمسية وقعت الشاعرة نجوم الغانم على إصدارين من إصداراتها هما “ملائكة الأشواق البعيدة”، و”لا وصف لما أنا فيه” كهدية منها لبيت الشعر وللحضور .
جريدة الخليج