عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23-06-2012, 08:18 PM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حــكــايــة قــلــم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ..
أقدم بين ايديكم أول مشاركاتي في هذا المنتدى ..
أتمنى أن ترقى لمستواكم الرفيع ..

وطني .. ونداء الغريب
رأيته هناك ...
يلملم شتات أوراقه المبعثرة بين زوايا هذا المكان، يبحث بها عما يؤكد هويته ،، ....
هويته المطوية في هذا الغبار الكثيف ،، هويته التي طبعت في سواد عينيه وذكرى شمس بلاده في سمار وجنتيه ..
سائلته في هدوء : من أين أنت يا هذا ؟؟ نظر إلي في صمت ، ثم أكمل بحثه ، أحسست ببلاهة سؤالي ، ولمت نفسي على توقيته ، ألا أرى حزنه الواضح في عينيه.. وانين آلامه في هذا الهدوء القاتل ؟ ....
همس إلي بصوت خافق : كنت هناك .. ثم صمت لبرهة كأنه يستعد لإشعال وهج ذكرياته و أردف: نعم كنت هناك بين أهلي وأحبائي ألهو مع أقراني على ارض "وطني" ...
" وطني !!" آآه يا وطني كم كنت جاحدا لحقك ، كم قللت من شأنك لم اشعر بقيمتك حتى ابتعدت عنك .. نعم كنت هناك .. أقف على ثراك ...
كنت مثل باقي الأطفال ألعب وألهو .. أرسم أحلامي السحرية على حوائط طفولتي التي شاركني فيها صديقي خالد ، خططنا لمستقبلنا و بنينا قصورنا بحجارة الآمال وثبتناها بأعمدة الخيال، اصطفينا من نرديهم في قصرنا وحددنا أعداءنا وهدفنا بدقه قسمنا أصحابنا معنا فغدت سلوى وسالم معي في قصري .. وسناء ومريم وماجد اختارهم خالد ..
كنت أريد أن أخدم وطني ،، أردت أن أكون بأحلامي الساذجة القائد وخلفي النائب خالد والجنود حولنا لنرفع اسم دولتنا ، أردنا أن نقاتل ، ندافع ، نحمي ثرى وطننا ،، أردنا أن نبني هذا الوطن ..
وكبرنا أنا وخالد وكبرت أمانينا.. أراد خالد أن يكون مهندسا يرفع البنيان ويعمـر الأوطان ..
لكنه أفاق من أحلامه مبكرا ليبنى واقعه واجتهد في تحقيقه فحصل على أعلى النسب مما أهله لدخول الهندسة في طريق حلمه...
بينما غرقت أنا في بحر أحلامي وأمنياتي .. واستيقظت على زفرات فشلي في دراستي ، وأول أبواب مستقبلي التي أغلقت في وجهي ..
حطمت كل أحلامي بيدي وأصبح كل شغلي الشاغل البحث عن لقمت العيش ، تمنيت لو أن الخيال يصنع واقعنا ، تمنيت أن أحلامنا تنسج واقعنا ، لكن لابد من عمل ، لابد من جهد ، هذه هي الحياة لا تُصنع إلا بالعمل الجاد لا بأحلام الشباب ..
وبهذا تركت أحلامي جانبا حتى يحين موعدها وبحثت عن عملي ، عن مستقبلي ، عن هدفي بالوجود ..
حتى هداني احد زملائي إلى العمل معه في التجارة ، فجمعت كل قواي وأخلصت جهدي للعمل معه ، حتى احترفت التجارة وأضحى اسمي أشهر من نار على علم وبات في كل مكان و على كل لسان وصرت مطلوبا للكل حتى أتاني عرض تجاري من دولة غربية وكان مغريًا لأبعد حد ، ففرحت ولم أمانع وليتني ما فعلت ، كانت هنا غربتي ، هنا كانت مأساتي ، هنا كانت غلطتي ، ليتني سمعت نداءك يا وطني ...
ذهبت هناك تدفعني حماسة الشباب والانبهار بالغرب .. أردت أن أكون مثلهم .. أن أكون بلباسهم .. أردت أن أكون واحداً منهم ..

هناك بدأت تجارتي ، افتقدت بحق تلك الوجوه البشوشة ملقية السلام ، لا هذه الوجوه الشاحبة المظلمة التي تعتبرنا آلة للأخذ والعطاء لا بشرًا قابلين للاحترام ..
وافتقدت نساء وطني تحيطهن العفة والحياء .. يحلقن بثوب الطهارة والعفاف ، لا هؤلاء النساء يحتار العقل بالتدقيق بملامحهن لاكتشاف الأنوثة التي طغت عليها خشونة التعامل وعلو الصوت ..
إنه يوم الثلاثاء وقد عدت بعد يوم متعب إلى منزلي الصغير في زاوية هذا الشارع .. المنزل جميل كانت تلفه الحدائق الجميلة والأزهار المنمقة .. إلا انه كان يفتقد الجمال الحقيقي .. المؤنسين .. الأصحاب والأهل والخلان ..
نمت ذلك اليوم وكأني لم أنم منذ زمن بعيـــــــد تمنيت لو أني أواصل النوم لسنين عدة أرى فيها كل أحبابي وخلاني وأهلي وجيراني .. أرى خالد شقيق روحي وصديق طفولتي .. عفوا قد غدا بعد جهده ..( **المهندس** خالد) ،، أتذكر أمي وهي تبدأ محاضراتها اليومية التي حفظتها عن أهميه المذاكرة ..أملها وانتظر انتهائها أما الآن فاشتاق لها وأتمنى لو تعاد ملايين المرات فلن اسأم منها،، أخي احمد وهو يريد استعارة درًًاجتي العريقة ، فأرفض ويزداد هو إصراراً حتى نبدأ حربنا الحامية ..
وفجأة !! قطع أحلامي صوت المنبه العالي كان كالشعلة تخترق الظلام الدامس .. صوته حطم طبلات آذني وقطع علي أحلا أحلامي .. نظرت إلى الساعة فإذا بي قد تأخرت على عملي ، لبست ملابسي بسرعة متناهية وقفزت إلي عملي .. افتتحت المحل في الصباح ووجدت رجل ينتظرني عند الباب قد كان احد أسوأ زبائني اختلفت معه سابقا ، لكن هذه المرة كان يبتسم و أهداني كيس كبيره لم ادر ما به وقال بأنها هديه اعتذار منه وطلب مني عدم فتحه حتى المساء حين أعود للمنزل ....
لم أكن على دراية بما يجري ولكني بعد فتره قصيرة أرى الشرطة تلف المكان واتهم بترويج المخدرات!! .. تساءلت أية مخدرات ؟؟ و أوضحوا لي بأنه تم البلاغ عن محلي من قبل مجهول وسمحت لهم بتفتيش المحل ثقةًُ ببراءتي ، و بدأ الشرطة يتقدمون من الكيس الملقى ، وقتها راقبت بتأمل جرفني الفضول أردت أن اعرف أيضا ما بداخل ذا الكيس ،
ولكن ...
هنا في وسط هذا الكيس ، ثبات تهمتي عند الشرطة وخسارة ثقتي ...لقد كان كيسًا مملوءا بالمخدرات .. صمت لساني عن الكلام وعجزت أحرفي أن تخرج بين صمتي الهائل ..
.. حاولت التبرير حاولت التحدث .. لكنني لم استطع .. شعور الظلم .. شعور الأسى ..
و أودعوني ردهة السجن ..
وها أنا ألثم أحزاني في هذه الزنزانة الموحشة أناجي الطائر أن يعود إلى وكره قبل أن يصطاده الصائد .. وارى النمل يجري في مجموعات نحو قراها تمدها بالفائدة والغذاء ..
و أنا قد أضعت عمري هنا بين هذه البلدان والآن سنين ثلاثة من عمري تضيع بين الجدران .. قد كنت في سجن الوحدة والغربة وها قد صرت في سجن اصغر واصغر ..
فماذا فعلت أنا لوطني ؟ وما يريد وطني مني ؟ حتى ولائي وانتمائي زورته لدولة لا تستحق الاعتراف بها ..
وها أنا من هنا أعلن إني أعاهد نفسي ألا اترك وطني بعد خروجي من سجني أن أكون دوما وابدًا به ولأجله وان أكرس حياتي وعلمي وخبراتي له .. ..
ماذا أقول وأحرفـي متوجـعـة مـاض عـلى ذكـرى عمان استرجـعـه
شوق إلى تيــك البلاد وأهلـها ونـسـيـــمها ولـــطائـــر يشـــدو معــه
قد باع ودًا للنـوى ثم اشتـرى شـوقًا لـود في النـوى قـد ضيعــــــــه
أدموعـه تروي حكــاية بـعده أم قلبـــــه ذاك الـذي قـــد اوجــعــــه
نادى بــلادًا دمــه مـن تربهـا والدمع يعلـــن أنــــها لــن تســـمعه !

قصة رائعة
لها عمق ومدلول جميل جدا هذا بالإضافة الى حداثة الموضوع الذي تناولته ايضا
نعم هناك الكثير ممن ترحل بهم الأحلام الى ابعد من ذرى الوطن فينغمسون فيها
حتى يفيقون فجأة ليكتشفوا انهم أضاعوا أجل سنوات عمرهم مع من لا يستحقها
طريقة السرد متتابعة بطريقة ممتازة وتواجد التشويق والحبكة في وصول الهدية التي
اكتشف فيما بعد انهالم تكن سوى فخ
قصة جميلة جدا واهلا بحكاية قلم بيننا بكل اترحيب الإخوة
تقبلوا تحيتي
__________________
رد مع اقتباس