على خُطى السابقين
تحتَ أفياء شجرٍ حزين عاشت كئيبة
شربت من بئرِ الكدر مراتٍ عديدة
: عجوزٌ: أمست من حديثِ الغابرين
:::::::
لعبت في ملامحَ وجهها يدُ السنين
أحكمت مفاتحُ الصمت اغلاقِ ابوابها
حاكت خيوطُ الذهولِ على وجهها أمتنُ أثوابها
فاستسلمت وما تكلمت
وضاعت مفرداتُ الكلمِ على لسانها وتلعثمتْ
::::::
لم تقوى على أي شيء
لم تشعر بأي شيء
: لم تقنتع بكلامِ العابرين
لم تعرف بأنها في ظلالٍ مبين"
::::::::
لم تعرفْ بأنها فقيرة
لم تعرف بأن دنياها حقيرة
لم تدري بأنها ولدت للحزن
وأن الحزنَ ولد لأجِلها ،،
:::
[/COLOR]
:::
سألت ليلَ السائلين
نظرت في مرايا الغائبين
مرت بوجوهِ الحائرينْ
::::::::
فتشت عن خبرٍ يقين
لم تدرِ بأنها تملكُ حظَّ العاثرين
::::
تركوها :ضحيّة:
دفنوها وهي :حيّة:
ودفنوا " الحنان"
وباعو" الجِنان"
بثمنٍ بخسٍ وكانوا فيها من الزاهدين،،
::
فمن يعوضُ قلبها الذي انكسر
ومطر حنانها الذي انهمر
وشلالِ عطفها حينَ انحدر
فما كان لها الاهمٌ وسُهاد
وليلٌ طويل بدونِ زاد
وافتراشُ الحزنِ على الوساد
ونارٌ تكوي مهجتها حتى الرماد
فأخذت تتمنى الأمنيات
وتترقبُ القمر
وتسلي النفس بالسهر
فمن يداوي كلومها
أم من يخففُ من همومها
أصبحت أفاعي الوحشة تنفثُ فيها سمومها
انزوت عليها تفاصيلُ الانكسار
وأحاطت بها ملامحُ الانهيار
طردتها كلُّ نفسٍ بغيظة
الى أن أصبحت مريضة
عانت وقاست
ومن المرارةِ ذاقت
حتى وافاها الأجل في ملجأِ الأمل
رحلت ولفظت
آخرَ الزفرات،،
: عجوزٌ أمست من حديثِ الغابرين::
، لكل مُقصر بحقَّ لوالديه، لكل من تطاوعهُ روحهِ على
وضعهم في ملجأ وهم أحياء يرزقون:
بقلم : أزهار الكرز ،،
12:00 ليلاً ،، نبض مؤلم،،