هييه يا بحر !
توسد التراب بكل ما تعنيه الكلمة قلبا وقالبا
هي صورة قاسية استل الإعلام سيفاً أشهره لنشرها لم يلن ولم يهن
هناك رقد طفلٌ رقدة أبدية ذلك الغريق السوري والذي صافح رضيع دوما شوقا ولهفة
كلاهما وهلم جرّ مجرد ورقة يستغلها من تخدم مصلحته تلك القصاصة
ليست تلك الصورة الدامعة جديدة وربي
آلاف الأطفال..
هييه يا بحر !
كم أغرقت في جوفك من لاجئي الحروب
من يستغيثون إلى ربّ البحر ليحميهم ويحفظهم كي يكون البحر أمامكم
وطنكم من ورائكم يتجنّى يحفر لكم للموت قبورا
ليس لكم إلاك يا بحر الحياة
ظلم اللقمة والراتب والسجون وحرية العقيدة والعبادة
ظلم الدم واللحم وصلة الرحم حين تستعد لأجلك كي تهِد
ترفع لإجلك رايات القتل فأنت ثائر
تريد طعام وجبتك من البراميل المتفجرة جاهزة
وجبة ديمقراطية تستحقها إياك أن تتجرأ على أسيادك
أو تفتح فمك فإما تنطقن ربّيَ الرئيس أو تنسلخ عن جلدك وانتمائك لتستلقي على شاطئ اليأس حَلّك الأخير هو الموت الزُّؤام
وصانعي القرار أين ؟ منشغلون بصناعة الأفلام !
أفلام الواقع يخططون لها يضعون الاحتمالات والحلول
تقسيم تشتيت إبادة والأخيرة أسهل
يبدو أن هناك من يخشى حركة انسياب الماء تحت قدميه
سياسة مذكرات التفاهم ونتاجها الكارثي
يلهو بالرمل والماء يصنع بيت المستقبل المسدود
يسكب شيئا من المياه على شعره يلعب بريئا مرحا
أراد أن يأكل فلم يطعمه الوطن الأصلي والبديل سوى خبز التطرف
لا لم يفعل.. وكيف له الأكل واللعب وهو توا وصل اليابسة
حرب وفقر ورحيل طالبا اللجوء
منبطحا بلا حراك عله ينكأ جرح الأمة المسؤولة
الغارقة في التداعيات محتدمة الأزمات ممزقة الخارطة
ممتدة الفوضى تدفعها الميليشيات الطائفية والشبيحة وكل من يظن أن الله لم يهدِ أحداً إلا هو,
فأودى لمثل مصير "آلان" وعائلته
الأم ريحان _الوجلة من البحر_والأخ غالب..في عين العرب كوباني
المال وحده ليس كافياً يا عرب
رفعت جلسة أزمة اللاجئين _والتي شهد فصولها العالم أجمع_
فالأمر جدُّ طارئ""