عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-05-2012, 04:01 PM
زياد مشهور مبسلط زياد مشهور مبسلط غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: فلسطين
المشاركات: 25
Arrow سفيرة الحزن والصبر والتحدي الفلسطيني - أتعرفون من هي ؟؟؟

سفيرة الحزن والصبر والتحدي الفلسطيني ... أتعرفون من هي ؟



بقلم : زياد مشهور مبسلط



مؤسس مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين ( وفاق ) من أجل الوحدة والحرية والعدالة والإستقلال

إنها قضية مسلـّم بها لايختلف عليها إثنان ؛ ألا وهي أن المرأة الفلسطينية شكلت ومازالت تشكل رمزية جدلية قد تكون الأولى في رمزيتها حيث أنها حافظة نار ثورتنا الفلسطينية وهي المفاعل الـذُري ( بضم الذال ) لأجيال تعاقبت على أرض الرباط والمرابطين .. أرض كنعــان العربية الأصيلة .... فلسطين .


نعم ، هي أم الشهداء التي تودع مواكبهم بالزغاريد وأم الأسرى التي تشحذ هممهم لمزيد من الصبر في عتمة ليل الزنازين وتحت سياط الجلادين الحاقدين ، وكما هي أم هؤلاء فهي أختهم وإبنتهم .. هي المرأة الفلسطينية التي شرّفت كل أمهات الدنيا بصبرها وجلدها وصمودها وعطائها .


وعلى الرغم من أنها منبع العطف والحنان فهي أيضا بركان الغضب القادم من رحم ثرى كنعان ؛ فزغرودتها للعريسين ؛ العريس في زفافه والشهيد في وداعه الى جنان الخلد حيث الحور العين في إنتظاره ؛ فكلاهما عريسان متشابهان مختلفان في آن واحد .


وفارستنا من على منبركم هذا ، هي السيدة الفاضلة / فوزيه ابو حجله ( أم عكرمة ) من بلدة دير استيا في محافظة سلفيت بالضفة الغربية . واسمحوا لي في هذه العجالة أن أتشرف بتقديم نبذة سريعة عن سيرتها ؛ فهي والدة الشهيدين البطلين الذين ارتقيا الى العلياء ؛ الأول في الإنتفاضة الفلسطينية المباركة الأولى التي إنطلقت شراراتها في 8 ديسمبر من عام 1987 م ،والثاني في إنتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر من عام 2000 م ؛ وهما الشقيقان الشهيدان نهاد وعلي ابراهيم كامل أبو حجله .


عرفتُ هذه الأم والمناضلة الفلسطينية الصابرة الصامدة بحكم صلة القربى ، وزرتها في بيتها لتقديم واجب العزاء ، وكنت اتوقع أن أراها منهارة متعبة مرهقة حزينة يائسة بائسة ، فهالتي أن رأيتها شامخة صامدة متجذرة بالأرض كشجرة الزيتون مشرقة الوجه باسمة مضيافة كريمة الى درجة أنني أحسست أنها تريد أن تخفف من حزني وتمنحني قوة وطاقة الصبر .


عرفتها سيدة مفوهة بكلمة الأم والأخت الفلسطينية الصادقة الكريمة المعطاءة ، فلم تستطع نوائب الدهر ومصائب الزمن أن تنال من عزيمتها فصدقت بها وعليها مقولة طائرة الفينيق الذي ينتفض من تحت الرماد ويعود للحياة من جديد ، وفعلا ً هذا التعبير هو الأصدق في حالتها ؛ وهي التي فقدت زوجها المربي الفاضل الأستاذ / ابراهيم كامل أبو حجلة ، وإبنيها نهاد وعلي في فترات زمنية متقاربة .


وحيث أن بلدة دير استيا تتميز بنمطها المعماري التقليدي القديم بصورة جعلت من منظمة اليونيسكو تفتح عينيها على هذه القرية الفلسطينية الأصيلة ؛ فكان لبيت ( أم عكرمة ) نصيب الأسد من هذا الإهتمام الأممي نظرا ً لجمالية تنسيق بيتها التقليدي من الداخل ، وقد جرت معها عدة مقابلات تلفزيونية بهذا الخصوص ، ومن ضمنها قناة فلسطين الفضائية لإعطاء المشاهد صورة مشرقة تزاوج بين أصالة التراث المعماري القديم وجمالية المعاصرة في التزيين والديكور والأثاث حيث يعود سر هذه المزاوجة الى الذوق الجمالي الرفيع لسيدة البيت .


وتذكرون في الآونة الأخيرة أن عرسا ً فلسطينيا ً تم في بلدة دير استيا للعائدين من مخيم اليرموك وهما العروسين ثائر ومها ؛ فوقع إختيار اللجنة المنظمة على بيت ( أم عكرمة ) لإستضافة العروس ، وجميعنا شاهد العروس وهي تتوسط عطوفة محافظ محافظة سلفيت السيد / عصام أبو بكر والسيدة / فوزية أبو حجلة ( أم عكرمة ) . وكان لتلفزيون فلسطين لقاء مع السيدة / ابو حجلة للتعريف بنفسها والتحدث عن سبب وقوع الإختيار على بيتها وإجراء مقارنة بين أعراس الماضي والحاضر ؛ فما كان منها إلا تقديم نفسها بوالدة الشهيدين البطلين نهاد وعلي أبو حجلة ؛ علماً بأن ضريحيهما يعتبرا مزاراً لكل أهالي المنطقة ، وقالت أنها تشعر وهي تزف العروس مها الى عريسها ثائر أنها تزف إبنتها في هذا اليوم الفلسطيني التراثي التاريخي الأصيل ، وأكدت أن زفاف إبنها الأصغر ( مصعب ) سيكون وفق العادات الفلسطينية التراثية الأصيلة .


وأختم مقالتي بأن هذه السيدة هي سفيرة الحزن والصبر والصمود والتحدي الفلسطيني ، وأنتهز هذه الفرصة لتوجيه التحية بالأصالة عن نفسي ونيابة عن كل عربي حر أبي ، واسمحوا لي أن ابعث لها بهذه التحية الشعرية العفوية التلقائية التي جادت بها قريحتي وأنا أكتب هذه النبذة التعريفية عنها :
في وطني إمرأة ٌ للحزن ِ سفيره ْ








في وطني إمرأة ٌ للصبر ِ أسيره ْ



في وطني إمرأة ٌ للنبـل ِ أميره ْ



في وطني أم ٌ للثورة ِ أسطوره ْ



في وطني سيدة ٌ صابرة ٌ صامدة ٌ طاهرة ٌ قادرة ٌ صادقة ٌ عابرة ٌ كل ّ َ مسيره ْ



فهي الأم ٌ لثائر ْ



والأخت ُ لصابر ْ



قمح ُ بيادرْ



بالفخر ِ جديــره ْ



في وطني سيدة ٌ صابرة ٌ صامدة ٌ طاهرة ٌ قادرة ٌ صادقة ٌ عابرة ٌ كل ّ َ مسيره ْ



أخت ُ رجال ٍ إن ْ صدقوا في ساحات ِ رجوله ْ



فلتشهد أضرحة ُ الثوار ِ الشهداء ِ الأبرار ِ بصمت ٍ في صوره ْ



وعرين ُ الأُسـْد ِ بقريتها المعموره

ْ


=

يمكنكم مشاهدة فيديوهذا العرس التراثي الفلسطيني في قرية دير استيا حيث تتوسط العروس العائدة من مخيم اليرموك عطوفة محافظ سلفيت والسيدة / ابو حجلة

على الرابط التالي


__________________




كاتب وشاعر وروائي وباحث فلسطيني
مؤسس مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين ( وفاق ) من أجل الوحدة والحرية والعدالة والإستقلال

من إصداراته

ديوان شعر خبز الأرض - مركز نهر النيل - مصر ، رواية الغريب - دار فضاءات - الأردن - المرأة المظلومة - دار المؤتمن - السعودية - نص فيلم سينمائي - زنابق حمراء - التاج للإنتاج الفني - فلسطين
رد مع اقتباس