[يزيد فاضلي]

.. لأحلامكِ-سيدتي أزهار الكرز البديعة-صَدًى وترجيعٌ في خبايَانا كأنما هي جرْحٌ ونار...!!

لأحلامِك-سيدتي-ما يؤججُ فينا مُضغة َ الحقدِ المقدس والثار..!!

لأحلامِكِ-سيدتي-ما يسبقُ نهَاراً فلسطينيًّا،يعنو صباحُه المصفـَّدُ في القيْد قسْراً..من رفح الدامعة..إلى الناقورة..وكأنما الأحلامُ تموتُ تحت شوق الأرض لتربة الجليل..ونابلس..وبيت لحم..والأقصى..وجبل الزيتون..وأنـَّاتِ الثكالى في أرض الشتات،وخلف رموش مَدامِعِهنَّ القريحة يستحيلُ رجوعُ النهار..!!!

لأحلامِكِ-سيدتي-رائحةٌ شميمة من زبَدِ البحر المضرَّج في هوان عجزنا وتقصيرنا،وأحلامُكِ وحدَها هي القدرة المرتسمة على شفاهِ قلبٍ يبتسم وكأغرودةِ كرَوَانٍ يشدو لصباحٍ فلسطينيٍّ مرتسَم..!!

لأحلامِكِ-سيدتي-بياضٌ مقدسٌ،مستقطـَرٌ من وشاح الكَرز المسافر في جدائل الحنين،وأحداق العذارى الحِسَان وهن حول مريم المُجدلية يتراتلنَ أناشيدَ الجرْح المُدَمَّى في دير ياسين..وكَفر قاسم..وتنفلتُ منهن صرختان كاويتان في صبرا وشاتيــلاًّ..وفي البقاع...!!!

لأحلامِكِ-سيدتي-جَلالٌ من الأمل المُعَتـَّق في أشهى أنين..ولها بكاءٌ ترتاحُ في لوعته الأداهر..

لأحلامِكِ-سيدتي-أشرعة تبحرُ في ملاحةِ أحرفها الزرقاء فتلقي لنا من بين يديْها أصدافاً من وطن ونجماتٍ من ( سماءٍ ضبابيةٍ ثائرة ) وهديلاً من ( حمائمَ سلاَم مهاجرة ) و ( أغصاناً من زيتون مركونةٍ على الأرصفةِ ) كصندل محروقٍ في نار المجامر...!!!

لأحلامِكِ-سيدتي-غصة ٌ في حلوقنا المبحوحة،تلتقط يوميًّا أمنياتِ الجرح القادم الذي أعيتـْهُ شهقة الصباحات..!!

ولأحلامكِ-سيدتي-( طفلٌ ينشد الحياة ) لأنه استوعبَ جيداً درْسَ الغــداة..ولأن براءَته المعذبة تتسربلُ دائماً بجلباب الوطن العفيف،فينسكبُ من أسماله عِطرٌ من جـِــنين..وحنوطٌ من مدافن الشهداء..وبَخورٌ من الصلوَاتْ...!!!

لأحلامِكِ-سيدتي-طفلٌ ينشدُ الحياة...ولِمَ لاَ يُنشِد..؟؟ !! ألمْ يَصْدَحْ درويــــشُ ذاتَ صباحٍ فلسطينيٍّ لاَحِبٍ : (( على هذه الأرض ما يستحق الحياة ))..؟؟!!!

جلستُ-سيدتي البديعة-تحت وارف الكرز أتمَلـَّى من كلماتِكِ الغرثى-وأنتِ الزهرُ فيه-أتملـَّــى هذه الحُدائية الفلسطينية الرائقة،فلم يكنْ بُدٌّ من أن تنتثرَ سوْسناتُ الكرَز من علياء الأغصان لتستقر-في جمال وروعةٍ وبَهاءٍ-هناكَ في أقصى مَدائن أذواقنا وشِغافنا...

حَلـُـمْتِ-سيدتي-فبكيْتِ وابتسمتِ..فانتبذتِ صَهَوَاتِ الإبداع الجميل...وكل عام وأنتِ كَرَزاً زاهراً...