[يزيد فاضلي]

...استغلالُ التكنولوجيا المعاصرة في خدمةِ القرآن الكريم ونشْر نصوصه المصحفيه لكل الدنيا من أعظم القرُباتِ التي يتقربُ بها المسلمون إلى ربهم...

وصحيحٌ أن روحَ القرآن الكريم تبقى أساساً في ( المصحف الورقي ) لأنه أدعَى إلى الاستئناس-في حس المسلم-إليه من أي طريقةٍ رقميةٍ أخرى يُتَعَامَلُ فيها مع كتاب الله عز وجل...

يبقى الأساسُ هو أن تكتحلَ العينُ بمرآى الآي الحكيم مباشرةً من كتاب الله عز وجل،المحفوظ بين دفتيْ المصحف مذ تم جمعُه-الأولُ فالثاني-في عهدتي الخليفتيْن الراشديْن أبي بكر الصديق وعثمان بن عفانَ رضي الله عنهما...

وما من شَكٍّ-أختي الكريمة ريـــم-أن الأجيالَ المسلمة توارثتْ طباعة الكتاب الكريم،وتفانتْ في تقديمه للجماهير المسلمة على أحسن طباعةٍ وأجودِ تجليدٍ...

وإن كنا نحن المسلمين-في قرننا العشرين الميلادي-سننسى،فلن ننسى أبداً اللفتة المَلكية الكريمة من الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله وجزاه عن أمته خير الجزاء بإنشاء ( مطابع الملك فهد للقرآن الكريم ) والتي جعلَ مقرها المدينة المنورة لتضخ للعالم الأسلامي ملايين النسخ منه مَجاناً،لتغدو تلك الطباعة شامةً على إنفاذ قدَر العناية والحِفظ التي تكفل بها المولى عز وجل تجاه كتابه الكريم...

جهدٌ مشكورٌ مأجورٌ إن شاء الله لكل مَنْ ساهمَ في نشر وإنجاح مشروع المصحف الإلكتروني الذي يُعد إضافةً نوعيةً رائدةً في تقريب كلام الله عز وجل إلى المسلم المعاصر،وبطريقةٍ مغريةٍ مَرنةٍ،تجعله يستوعبه دون عائق من عُجمة اللغةِ أو موانع وعقبات الترتيل والتجويد والتلاوة...

..ونظن يَقيناً أن نشرَ هذا المشروعَ وأمثالَهُ رَيْعٌ يعود على صاحبه وعلى كل من ساهم فيه بالأجر الوفير والحسنات الجزيلة..وهو بعْضٌ من معنى ( السُّنة الحسنة ) الواردة في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه والترمذي في سننه وأحمد في مسنده : (( من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا... ))...

جوزيت كل الخير-أختي الكريمة الفاضلة ريم-وجزى الله من اجتهَدَ وسَهِرَ على إخراج المشروع...