روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
أنشودة اهداء من ابنتي الطالبة ... [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     "دمعةٌ في عينيك… ومأوى" [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     شكر وعرفان لأم سالم [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     بـقـايــا هـلـوسـات.. [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     زحمة مشاعر [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     رحلت بطيبك الصافي [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     فراغ وللأسف ينداس.. [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     أحاسيس للبيع [ آخر الردود : أبو عبدالله - ]       »     لا تقول يلي:غدا [ آخر الردود : حمد الراجحي - ]       »     العبور على ذاكرة من المطر [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,927ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 3,200ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 9,238
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 53,114عدد الضغطات : 52,874عدد الضغطات : 52,958

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-03-2011, 06:42 PM
حمد المخيني حمد المخيني غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: إش ش ش تعال
المشاركات: 37
افتراضي ذاتَ رَفضٍ صَحى مُؤَخراً ____________ قصة قصيرة

ذاتَ رفضٍ صَحى مُؤخرًا
قصة قصيرة

أمامَ مرآة ناعمة , لَعنَت العبثْ, حين أبصَرَتْ يأساً خلقَهُ الحزنَ ,في ما تبقى من وجهها !
أزاحتْ ثوبُ الزِّفافِ , أبيضٌ هو كبياضِ القطنَ.. تمنَّت أن يُحسِنَ ذويها –هذه المره- إختيارَ المُسنَّ الثريّ, من عليها أن تعيدَ له شبابهُ بما يدفعُ من مهرٍ ومالٍ !. تمنَّت أن يكون لدى الداخلُ بعد قليلٍ قلبٌ أبيض.

على طرف السرير جَلستْ , استنشَقتْ رائحةُ الزهورِ بين يَديها. تشمُّ رائحةَ الرِّضا , أباها راضٍ وأخاها و زوجَتهُ وأبناءهُ راضون. هي بذلك , كأنها في جنةٍ عَرضُها مصالحُ أبا وأخا وجذورهما ! , تنَهدتْ حُزناً...
وَضَعتْ باقةُ الزهرِ جانباً. أرختْ رأسَها فوق الوِسادةُ , تَسقطُ بعضَ الدموعِ نحو حُمرةِ شفاهٍ جافةْ.
مالحةُ تلكَ الدموعِ كـ البحرِ حينَ يموت. ساخنة كصفعةِ والدٍ متزمت , حارقةٌ كـ سخريةِ الماضي حينَ ينشُرُ غسيل التضحِياتْ.

أحدهم يدقُّ البابَ , تنهضُ من على السريرِ , تمسحُ دموعَها سريعاً , تعيدُ رسْمَ الإبتسَامةْ ,موهوبةً في رسم الإبتساماتِ . كأن التكرَارَ علّمها. تفتحُ البابَ , تَدخلُ زوجةَ أخيها على عجالةٍ:
- لفت إنتباهي طقمُ الألماس , أعجبني . هيا أديري ظهرك نحوي , سآخذه قبل أن يدخل زوجك ,, أبا الخير وعمه وشيخ كل قبائله!
لم تنبسْ ببنت شفه , لا تتشبثُ بالشكلِياتِ كما تتشبثُ بـ رِضاهُم . ابتسمتْ وأدارتْ ظهرها.
- شكرا لكِ يا عروسة, أقسمُ أنني أغبطكِ على هذه النعمة .مع السلامة , احرصي على رضى زوجكِ .
في سهوٍ باسِمٌ , حرَّكت راحةَ يدها مُوِّدعةًّ .. تركتْ البابَ مفتوحاً للقادِم بعدَ قليل.
عادتْ إلى حيث يجبُ أن تنتظرْ . جَلسَتْ وأقدَامِ الإنتظارِ تعزِفُ لحناً مُعقّدا , كـ أنغامٍ من عصرِ البارُوك. كَـ لوحةٍ سيرياليةٍ لا تعكسُ حقيقةَ ما يُرى.

طالَ الإنتظاْر , بَرُدَ الشَّاي, أنهتْ قراءَة ثمانينَ صفحةٍ من روايةٍ عربيةٍ , تعيشُ لحظاتِها بهدوءٍ, لا تشعُر بالخوف من ليالٍ اعتادت عليها ,, كهذه.
أدركتْ أنهُ آتٍ حينَ, سَمِعَت همس ٍ قادمٍ نحوَها . لم يَكُن الزوجُ وَحيداً حين دَخلَ عليها, كانت تُمسِكُ بساعدهِ إمرأتَهُ الستينية. اقتربا من تلكَ القابِعة على السرَّير.افتتَحتْ العجوزُ حديثَ الأمنياتِ ببعضِ الدموعَ , ثم حرَّرتْ صوتَها المخنوق:
- أربعينَ عاماُ و شغفُ الأمومة يقُتلني , أحترقُ غيضا كُلما رأيتُ أماً تحضِنُ طِفلا , أريدُه حتى وإن كان ناقصُ الخِلقة. طفلا يُجمِّل الحياةَ في عيني !
كانت تتأملُ ملامحَ العجوزَ بصمتٍ . طَلبٌ آخر , هي ليست سوى جسدٌ مُتعِدد الأغْراضْ , يستغله الآخرون في تسيير حياتهم . تذَكرتْ أخاها حينَ أجبرَها على بيع إحدى كليتيها لأحدٍ الأثرياء , تذكرتْ كيفَ أنها ضحكت ذات يوم بجنونٍ , عندما طلبَ منها والدُها أن تَهبُه أسْنانِها , بعد أن ضاقَ ذرعا بأطقم الأسنان المملة !, ولوْلا َغباءَ الطَلبْ , لَما رَفَضَت. لم تعتد الرفضَّ أبدا ,مُهمّشةٌ تبقَى, كَما اعتَادَتْ.

قطع سَرحاِنها كلاماً:
- سوفَ نوفرُ لكٍ كلَّ سُبُلَ الراحةِ , كلُّ ما تحلُمِينَ بهِ سيكونُ لكِ , شرطَ أن توافقي على التخلِّي عن حضانة إبنكِ فورَ ولادتِك لهُ ؟
نظرتْ إليهٍم , نهضَتْ , احتضَنتْ العجوزَ بكلتَا يديهَا, ثمَّ ابتسَمتْ , أرادَتْ أن تثَرثِر , لكنَّ .. ما أصعبَ قول لا , و .. ما أقذركِ يا نَعَم:
- سوف ترين يا عمتي , أن الحياةَ مهما قسَتْ , تَلينْ.
- شكرا لك يا ابنتي , أعدتي لنا السعادة من جديد , سنعوضك بكل ما نملك. نعدك
نظرتْ إلى السماءِ خِلسَةً , هُناك من يَبني أحْلامَهُ تحتِها !
غادرَ الزوجينَ المَكانْ , و أحدهم ينظر للآخر نظرةً يحدُوها الأملَ.

ركضتْ نحوَ البابِ باكيةً , أغَلقتهُ مرَّتين , سَقطتْ أسفلهُ , لا تشعرُ بالأمانِ تحتَ هذا البابَ الذي لا يَجلِبُ سوى من يأخُذ ! تركضُ بفزعٍ نحوَ السريرْ...
هواجسٌ تراودُ العقلَ عن نفسهِ حتى تقعُ الخَطيئَة. تحضُن جسدِها, تتكَّوم , تُغطي أذُنيها بأطرافِ الأصابعَ , تشعُر بألمٍ يجتاحُهما, كأنَّ هُناك من يُبحِرُ عبرَ "قناةِ إستاكيوُس" عائِداً إلى أهلِه . رجالٌ سُمُرٌ يمارسونَ طقوساُ روحِية , يعوٍي أحدُهم كالذئْب ويدُّقُ الآخرَ طبلَة الأذُنِ بإحتراف.
تُجاهِدُ بألمٍ كيْ تُطْبقَ الأجفاَن , حتى إذا انتَصرَت , تَهاوَت الأيَادي من كلِّ حدبٍ وَصوْب, خَلف أْجفانٍ متجرِّحَة. الكلُّ يشيرُ بيديهِ {هـاتِ ,, هاتِ}.
ليس بمقدورِها أنْ تضحي بالمزيد , ستموتُ أشدُ يأساً , وأعظمُ وجعاً.
, شيءٌ ما أفزَع الصَّمتَ , صرخةٌ لم تحتّمِل المكوثُ في جسدٍ مُتهاِلك .
في منتصفِ المكانْ, كانَ الجسدُ مُعلقاً , تسيلُ منهُ الدِّماءَ .
لا عَزاءَ لها , كانَ عزاءٌ لأحلاماً رَحَلَتْ حينَ رَحَلَتْ ذاتَ رفضٍ صَحى مُؤخراً ! .



النهاية
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:32 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية