روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,549ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,813ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,372
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,515عدد الضغطات : 52,294عدد الضغطات : 52,399

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > قضايا وأراء > مساحة بيضاء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2012, 02:45 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي رقائــق القلبِ في رمضان..( 26 )

رقائــق القلبِ في رمضان..( 26 )


أحبتي الكرام البررة...

مع اقتراب لحظاتِ رحيل هذا الشهر المبارك الوضيء الذي سعِدَتْ أرواحُنا ومُهَجُنا بأيامه النورانية ولياليه العامرة..ومع انتشاءِ خوافقنا الإيمانيةِ بنفحاتِ أواخره العشر التي يتنادى فيها الملأ الأعلى أنْ أفيضوا أيها العابدون القائمون على عتبَاتِ الأنوار الربانية،فإن ربَّ العالمين قد سبَقَ منه العفو للتائبين والمنيبين لربهم،فكان حقًّا ووعداً منه سبحانه وتعالى أن يبسط رحماته لتشملَ بالعتق من النار-إن شاء الله-كل رواد التهجد والقيام في هذه العشر الأخيرة...(( ...وآخره عتقٌ من النار )) كذا قال صاحبُ الشفاعة العُظمى صلى الله عليه وسلم...

في شهر الصيام-أحبتنا-وفي عَشره الأواخر،تنتفضُ أرواحُنا ومشاعرُنا،وتعودُ القهقرى إلى وراء..إلى بداياتِ فجر الإسلام..إلى ليلةِ نزول الأرتال النورانية الأولى من الوحي الأعلى..إلى جبل النور حيث غار حِــراء،وما أدراكَ ما حِرَاءُ..؟؟!!

هذا الغارُ الذي سيحتوي بين أضلعه الصخرية محمداً صلى الله عليه وسلم،وفيه سيتم اللقاء بين الأرض والسماء في ليلةٍ عصماء من ليالي هذا الشهر الذي يعِزُّ علينا جميعاً فراقـَه بعد أيام..(( شهرُ رمضانَ الذي أنزلَ فيه القرآن... ))...

ها هــوَ ذا محمدٌ صلى الله عليه وسلم،وقد اكتملتْ رجولته بأربعين حوْلاً مبارَكاً خلوْنَ من عمره الزكي الطهور،وهو الآن-بعد رحلةِ هذه السنوات الأربعين-يشعرُ بنوعٍ من العزلةِ الشعوريةِ والوجدانيةِ التي تتباعدُ مسافتـُها في حِسِّه الوضيء عن أهل مكة المشركين-وبقية العرب الذين هاموا في جاهليةٍ عمياءَ،يموجُ بعْضُـها فوق بعض-فيلتفتُ وسط هذه الدوامةِ التي حطمتْ إنسانية الإنسان وأركستْ معالمَ الآدمية في أخلاقه وسلوكه وتعاملاته،عَلـَّهُ يلتمسُ الهدى والنور الذي تتحسسه نفسُه النقية من حيث لا يَدري أن السماءَ ستوفي بعد وقتٍ قصير بوعدها للبشارة التي أجراها القدرُ على لسان جده عبد المطلب بن هاشم ذات صبيحة اثنين قبلَ أربعين عاماً خلتْ،حين ألهمه الله عزوجل أن يسمي حفيدَه اليتيمَ العظيمَ ( محمــداً ) ليكونَ محموداً في الأرض وفي السماء..!!

وحتى يجدَ لإحساسه المُلحِّ على العزلة والانفراد والاختلاء مُتنفـَّساً،فقد قادته أنوارُ السماءِ إلى غار حراء التليد،وتحكي كتبُ السِّيَر والصحاح أنه-صلى الله عليه وسلم-كان يهجرُ أهلَ مكة َ كل عام ليقضي شهر رمضانَ فيه،بعيداً ببضعةِ أميال عن البلدة الصاخبة،التي تستيقظ على تقديم القرابين لأوثان الآلهة حولَ الكعبة،وتنامُ على واقِعٍ لغوبٍ،شرحه جعفر بن أبي طالب-رضي الله عنه-بعد ذلكَ لملِكِ الأحباش النجاشي : (( أيها الملك،كنا قوماً أهلَ جاهلية،نعبد الأصنام التي نصنعها بأيدينا من الحجارة والأخشاب،نأكل المِيتة ونأتي الفواحشَ ونقطعُ الأرحامَ ونسيءُ الجوار ويأكلُ القويُّ منا الضعيفَ... ))...

إنها إحساساتُ العزلةِ والانفراد التي يشعرُ بها كلُّ نظيفٍ-في أي زمان ومكان-هالهُ مَــدَى انتشار الأدران والأقذار على امتداد الأفق،فاختنقَتِ الأجواءُ،وانحبستِ الأنفاسُ،فراحَ يبحث له عن ربوةٍ عليلةٍ في مرتفعٍ،يتنفسُ في عليائها هواءً نقيًّا،نظيفاً،ثم ينظر منها إلى السفح الخانق،يستجدي له-بالتأمل والتفكير العميقين-مَخــرَجاً مَّا...

وهناكَ في أعالي جبل من جبال مكة الفارعة الشاهقة،ينقطعُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم في رَبْوَتِهِ الصغيرة عن واقع الجاهليةِ وأدناسها وأوحالها وأركاسها وأنجاسها،ومع ذلك السكونُ المطبق على أديم الأرض في الليالي الرمضانية ذوات العدد،كان-عليه الصلاة والسلام-يرى العالمَ المريضَ بوضوح أكبر،ويُحددُ بالضبط الأدواءَ والأورامَ التي تنخرُ كيانـَهُ وتأكل نسيجَهُ الحَــيَّ...

في تلك القمةِ السامقةِ المنزويةِ،كان عليه الصلاة والسلام يأخذ زادَ الليالي الطوال،ثم ينقطعُ-في رحلة تدبر وتأمل فريدة-متجهاً بعقله وقلبه العامر إلى ربه سبحانه وتعالى...

ومن تلكَ الذروة الحِرائية كانَ صلى الله عليه وسلم يطل على أمواجٍ من حَمأ الجاهلية التي تسحَقُ الإنسان في تحتِها الخانق من غير أن يكونَ له أمَلٌ في مخرج أو بصيصٌ من نور...

كان يتحنث ويتعبد ويدخلُ في ما يشبهُ الفناءَ الروحي بالصقل والتجرد الفريديْن،حتى إذا راحتْ روحُه العظيمة تتسامى وتتعالى في معراج السموق والطهر والنقاء،أمسى-من نقاء السريرة-لا يَرَى رؤيا إلا جاءتْ كفلق الصبــح..!!

وحتى إذا اكتملَ نصابُ الإعدادِ في نفسه العظيمة،ورقتْ جوانحُهُ وهفتْ واستعدتْ،وحانتْ اللحظة التي انتظرها الوجودُ كلـُّهُ،فكانت الليلة السابعة والعشرون من رمضاننا الفضيل..لتبدأ مراسيمُ الدقائق الأولى من عُمْر البعثةِ النبوية الخالدة...انفتحتْ أبوابُ السماواتِ عن مَلـَكٍ كريم أمين اسمه ( جبريل )،أخذه،ثم أرسله،وهو يأمره ثلاثاً : (( اقــرأ..!! ))،فيردُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم-وهو الأميُّ الذي لم يقرأ يوماً ولم يكتب-في دهشةٍ لا تخلو من فرَقٍ : (( ما أنا بقارئ..!!! ))،فتنسابُ عندئذٍ التراتيلُ الأولى من أطياف النور الذي سيضربُ بها محمدٌ عليه الصلاة والسلام-هو وأتباعُه-الضلالة َضربــة ًقاصمة ً،تذهَبُ بها إلى غيْر رَجْعَــةٍ : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسانَ من عَلقٍ اقرأ وربكَ الأكرَمُ الذي علـَّمَ بالقلم علمَ الإنسانَ ما لم يعلم ))...

فكان لهذه اللحظةِ الحِرَائيةِ العظيمة ما بَعْــدَها..!!

لقد انفـَـضَّ عُكَاظ ٌ،وقامَ حِــرَاءُ...!!!

جعلني اللهُ-وإياكم أحبتي-من عتقائه من النار في أنوار هذه الليالي الأواخــر...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية