أربعـــ(40)ــــين

[إبراهيم بني عرابة]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أربعـــ(40)ــــين

...


مساء الخير يا همس الدرايش والحواري اللي تفوح الياسمين

صباح النور يا حضن الصباح وْ إبتسامات الصباح تضمّها

سواقي الحبّ لي تروي ضماها ثم تغلفها و تسقيها حنين

إلي غطّى الظلام جفونها وشفت النعاس بكلْ وئام يلمّها

جلست اسمع نخلها لا تمايل صار يحكي عن حكاويها سنين

إلي شفت الزوايا تمسح دموع الزمان اللي جرحها بكـُـمّها

زمان الجوع يمشي بالسكيك يمدّ يدّه يستغيث وبالأنين

يبعثر أمنية طفلة يتيمة دوم تحلم لو تنام و ريح خبز بفمّها

تعب صمت السكيك مْنَ الصراخ اللي تردد في حشا شيخ(ن) حزين

جلس بيده حصى يحسب وش الْـلّي مْنِ العُمُر ما زال روحه يسمّها

و خبز الهمّ لي يُخبز على ناره وبدموعه رسم حلم العجين

رحاته لي تدور وما الْـمسَت إلا يده وْخشم الهموم تشمّها

على صوت الدرايش تسأل الريح الحزينة عن علوم مسافرين

تعود يسهر يقلب فناجيلن ملاها بــْ ذكرياته جمّها

مساء الجرح يا نزف الدرايش والحواري اللي تموت فـــْ كل حين

صباح الدمع بعيون الصباح ويا معاناة الصباح بـــْ يمّها

" نعم كنّا كذا " جدّي يقول وْيمسح دموع(ن) على وجهه بلين

و اشوف الشيب لي غطى عيونه بالأماني والمحاجر دمّها

رست إيده على راسي وْ أعاين ضحكة(ن) عيّت على خدّه تبين

يناظرني وْ كأن روحه توادعني قبل حضن التراب يلمها

مثل ذاك المسافر لي رسى بْــ حضن المواني جا يودّعها و يبين

ملى شنطة رحيله بذكريات الأمس وجروح السنين و همّها

حكى جدّي وْ دريت انها حروفه ما تحمّلها سوى جرح(ن) دفين

حكايات الحياةِ اللي قضاها يزرع بذور الجفاف وظـُـلمها

قبل سبعين حنّه يــ وْلدي ذقنا الأسى وْعشنا على ذاك اليقين

بأنّه ما لنا إلا المواجع لا بغينا الزين من دنيا الضياع وحِـلمها

بأنّ الخبز حلم(ن) ما تحقق للفقارى أو تحقق لليتامى الجايعين

إلين انّه كبر ذاك اليقين وصار يمشي بالسكيك يْـأمّها

نعم كانت كذا ذيك الحياةِ الــْ عاشها ذاك الألم فينا سجين

نعم كانت كذا ذيك الأماني الــْ عند ربّك في كتاب(ن) عِلمها

ظلام(ن) بين جدرانه تكبّدنا تفاصيله وعشنا ميّتين

إلي نور(ن) سطَع وسط الزوايا طلّ صبحه والأماكن عمّها

مساء السعد يا داري الأبية صبحك اشرقلك وحقّك تفرحين

حكاوي الصبح بعيون المساء تـْبات تتْلألا و تنسج حُـلمها

شجاع(ن) جا يحّررها ويبنيها.. رجُل قائد شهِم حُرّ(ن) فطين

جبل ما لان عزمه باحتمالات المصاعب والخطوب بــ كـَـمّها

شديد العزم بفعوله و سيف(ن) فـــ النوايب من صنوف الأولين

و درع(ن) للوطن يوم النوايب جات تشبك قوسها مع سهمها

نعم قابوس تاج عمان من له فــْ صفحة التاريخ تاريخ(ن) متين

علامة يوقف التاريخ ويا الوقت ليها لــ اْنذكرله إسمها

بدى صرح الحضارة والأماني من سطع نوره نعم ببيوت طين

ولكنها صروح(ن) في حشاها العزم ويّـا الحزم يجري بــْ دمّها

بناها دولته بقلب(ن) تشبّع بالحيا من خالق(ن) برّ(ن) مُعين

غدابه فارس(ن) في دنيته من هيبته وْ سيف(ن) يخوض هْـضمّها

يبان العزم في نظرة عيونه -يحرسه ربي- ويظهر عالجبين

حكاوي الغدْ تبان وترتسم في وجنته بالــ هيْ عليه وْ ثـُـمّها

غدى حلم(ن) كبير(ن) كم تردد في دعاء وتمتمات الساجدين

على محجر عيون امّ امْسحت دمعة فرح عن خشمها

غدت به كل سنة تزهى وتفاخر بالذي شيّد لها صرح(ن) مكين

عمان العّز في ثوب الفخار تزيّـنت للي وفا في حكمها

سنين من السَعَد والمجد والتاريخ تزهابه وصارت أربعين

عسى ربي يديمه للوطن فخر وْعـَلَم شامخ وسَط هندامها

أناظر للقوافي مشفق(ن) و احتار لا سلهمت "وش بس تكتبين !!"

لشخص(ن) ما وفتله كلْ بحور الشعر لو جاته بأجمل نظمها

مساء الخير يا أجمل وطن لا من ذكرت اسمه يفوح الياسمين

مساءك جــا يهنّيها الحواري في صباح العيد شفته يْضمّها

...