روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,512ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,773ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,231
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,480عدد الضغطات : 52,256عدد الضغطات : 52,362

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-07-2012, 10:52 PM
الصورة الرمزية أزهارُ الكرزْ
أزهارُ الكرزْ أزهارُ الكرزْ غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: تحتَ ظلِّ شجرة كرزٍ عملاقةْ
المشاركات: 350

اوسمتي

افتراضي : لقاءُ الأنجم:.




لقاءُ الأنجمْ


ليلٌ وريحٌ تتلاعبُ بأغصانِ شجرةٍ عجوز .
أصواتٌ خافتة ترسلُ أنينها بينَ قطراتِ المطر
وقعُ أقدامٍ على الأرضْ يخالطُ هدوءَ المدينةِ الساكنةِ سكونَ الموتى
ارضٌ وماء أضحت به المدينةُ الوادعة المتأرجحة بين أكنافِ الجبالْ
......







الى جميع من أحب والى أحبتي في هذا المنتدى الغالي












أهدي " لقاء الأنجم"


~~~~~


~~~~



~~~~






موتٌ وميلاد ، مارس



حيث يزهر الأملْ ومن أحدِ غرفِ المشفى تطلُ تلك المرأةُ لتزف إلى قلبه الأبيض
بشرى ولادةِ طفله الأولْ
هنا لم يمتلك مشاعره
نزلت دمعةُ حارةٌ من مقلتيه لتردفها أخرى وأخرى...
لم يعلم ماذا انتابهُ فجأةً أيفرحُ أم يحزن
أبي الغالي ليتني أستطيع إسعادك ليومٍ فقط ها أنت تنامُ لستَ بعيداً من هنا
وها هو ابنك الصغير يحمل ابنه بين ذراعيه
صورةٌ كم تمنيت أن تراها يا والدي
يا لقسوةِ الأقدار حين تضعُ في صدري حملاً ثقيلاً وتلوذُ بالفرار وها أنا ذا لا أستطيعُ أن أقسم قلبي إلى نصفين
ليتني أستطيع قطعك يا قلب إلى نصفين
نصفٌ ألبسه ثوبا سعيدا بمقدم فرحتي الأولى و
آخرٌ أصبر بهِ نفسٌي على مرضِ والدي
غيث : وبعد أن أفاق من إغفاءته
وبعيونٍ ممتنة ما كان لهُ إلا أن يخرجَ كل ما في جيبه من مال ليعطيهِ لمن أهدته
أجمل خبرٍ في حياته كلها وبحنانِ الأبوة التي لم يتذوق طعمها إلا منذُ دقائقَ عدة ينحي ليقبل الصغير
سمي عليه ,تمتم بصوتٍ هامس كل ما يحفظُُ من أذكار ومعوذات ثم
وهمست شفتاه ناطقةً صوت الأذان .
مسحَ على شعيراته لحيته الملتصقة ِ وتوجهَ إلى المسجد ليؤدي صلاته ويحمدُ الله على ما أعطاه.
بعد قراءةِ ما تعودّ عليه من أوراد وقراءة جزءٍ من آي القران سكنت نفسه لبضعٍ من الوقت
لكنهُ سرعانَ ما أطرقَ رأَسه وعادت لهُ دوامةُ الأفكارِ مرةً أخرى ليغرق في بحرها
الوقت يمضي بسرعة ولم يزل في دوامةِ أفكارهِ تلك لم يشعر إلا بصوتِ أقدامِ المؤذن وهي تصعدُ معلنةً نداء صلاةِ العشاء
أواه ..
كم من الوقتِ مضى وأنا أفكرْ
استغفر ربه وبدأ صلاته بعد أن قرر أن يتكلَ على من إليه يلجأ المرء ويشتكي .

~~~
انقضى الهزيعُ الأخير من الليل وعيونُ غيث لم تبصر للنومِ طريقاً تسلل الأرق إلى جسدهِ المنهك .
أخذ ينظرُ إلى سقفِ غرفته ملياً
نظر يمنةً ويسرة !
وضعَ رأسهُ على المخدة لا فائدة
خرجَ إلى فناءِ منزله ِ نظر إلى بعضِ الشجيراتْ المزروعةِ هنا وهناك علهُ ينسى ولو جزءا بسيطاً من همومه !
تنفس ببطء محاولاً إدخال أكبر قدرٍ ممكن من الهواء البارد في جوفه المشتعل مرارةً وألما
دقائقُ وسلم الليل الطويل آخر رسائله لفجرٍ يحملُ مجهولاً لا يعلمهُ إلا من خلقَ السموات
نداءُ أعاده إلى الوراء عندما كان عائداً إلى منزلهِ فجرا ً وراعهُ ضوءِ هاتفهِ المحمول ، وبيدينِ مرتجفتين : نعم أنا هو
الرجل : أنا من مستشفى ........
غيث : خيراً إن شاء الله
الرجل : أنبأك أن أباك في حالةٍ خطرة فهلا قدمت إلى المستشفى على الفور.
غيث بارتباكٍ واضح : حالاً
لم يأبه لشكلهِ حتى أو ما كان عليه من ثيابْ ا!
الشيء الوحيد الذي كان يشغلهُ ومنذُ زمن حالةُ أبيه المرضية
ما كاد يصل إلى المستشفى حتى هرع إلى حيث يرقدُ والدهُ
أبي أبي أجبني أنا ابنكَ
غيث
يا أبي كما أحببت أن تسميني
غيث يا أبي أجبني لا تتركني وحيداً مع الذكرياتْ
أحس بدفء أنفاس والده فتح فمه محتضرا غيث
سامحني يا بني كنت كما أحببت أن تكون سميتكَ غيثاً لولادتك في يومٍ ممطر
سميتك غيث لتكون غيثاً لأهلك!
سميتك غيثاً لتغيث من تستطيع من الناس لا تخيب ظني ولارجائي فيكَ يا بني كن كما عهدتك وها أنا
أودع أهلك أمانةً في عنقك فصن أمانتك وبر بوالدتكْ
أبي أبي نظرَ إلى يديهِ الباردة وفمهِ المشوب بالزرقة
استمع إلى صوتِ الأجهزة المؤذنة بانقطاعِ الحياة
أطبق عينيه بكلتا يديه متألماً
رحمكَ الله يا أبي رحمكَ الله
بكى عليهِ بكاء مراً

يالكِ من حياة تأخذينَ من تشائين
والى أينَ تشائين
وما أعمارنا فيكِ إلا كشجرةٍ تسقط منها ورقةً كل يوم
حتى إذا ما انتهت أورقاها
فنيت وبادت!!
ويا العجب حيثُ يوجد الموت يوجدُ الميلاد!
فالي متى ستتعبينا أيتها الحياة!!

~~
بداية ألم ، ابريل




في حيٍ آخر
وفي وسطِ مزرعةٍ رحيبة تميلُ على جنباتها أشجارُ النخيل الشاهدةُ على زمنٍ يتسمُ بالأصالة وتقطعها سواقٍ جميلة صممت بطريقةٍ تروي بها تلكَ المزروعات
يكمنُ بيتُ أم عجوز حفرَ الزمنُ في وجها أخاديدا لها من الولد ثلاثةٌٌ أولهم ذاق طعم الحياة وبهرجها انغمس في لذاتها
فغرته الأموال
وهفت نفسه إلى مواطن الجمال فسكن القصور وتنعم بحدائقٍ وزهور
، ونسي أن وراءه شيخان كبيران محتاجان لعطفٍ وحنان وبرٍ وإحسان
فما أضيق مداركه ، وأظل فكره ،
وثانيهم فتىً ذكي أساسه دلالٌ وافر
ونعيم كثير وحب أثير
تعلم ونال ما نال لكن وللأسف أنساه الارتحال
بر أب حنون وأمٍ رءوم
وثالثهم غيث والذي كان بجانب والده إلى أن لفظ أنفاسهُ الأخيرة
~~~




في أحدِ غرفِ ذلكَ البيتِ المتسعِ الأركان
تناثرت وريقاتٌ أحرق ذكرياتها الزمان
أيامَ طفولةٍ جميلة
صباً وشبابْ
رحل العزيزُ والقريب
انشغلَ الابن والولد
وتركتها يدُ الأقدارِ وحيدةً
تعيد شريطَ الألمِ المتكرر هذا
وحيدةً بين فناءٍ واسع وبيتٍ جميل
فلما الجمالُ بدون من يتحلى به
ولما الحياة بدون من يحيونَ بها
وحيدةً
تواجه قسوةَ الزمن
أسيرةٍ لكمدٍ وأحزانْ
أضحى جسدها نحيلاً
يا قلبها حين يشكو ولمن!
يا قلبها حينَ يتذكرُ ومن!!
يا لحنانها ولمن!!
يا عمرها الذي ذهب والذي تبقى ولمن!!
لم تقوى على ري أشجارِ حديقةِ منزلها حتى !
تساقطت أغصان هزيلة هنا وهناك ،
جفت تلك الأزهار التي كانت تزين أركانَ السلالم ،
تهاوت نخيلاتُ الجمالِ على أرضٍ صابها اليباس ،
عزفتْ الريح ألحانَ الفراغْ
الوحدةِ
والألم
حتى أنَ أبوابَ الدار شكت لبعضها البعض فتكلمت بلغةٍ لا تفهمها إلا هي ولا نسمعها نحنُ .
~~~





هناك
وعلى على ناحيةٍ من هذه الأرض وفي وسطِ بلادٍ قلّما تشرقُ شمسها ويضحي فيها الفتى غريب الوجه واليد واللسان رست سفنهُ وأختارتها ميناءأ
كانَ فتاً مميزاً في كل شيء
مغروراً في كلّ شيء
لم يتأثر بأهوائها قط لم تغيرهُ ديارُ الغرب لكن وللأسف لم تغير قلبهُ الحجري أيضاً فنسي أهلهُ ومنذُ زمن لم يتذكر أحداً
وسط انشغاله
كان في السنةِ الأخيرة بل في الفصلِ الأخير
سبعُ سنواتٍ مرت وكأنها الأمس ً دوامةٌ من الأفكار الغريبة بدأت تجتاحهُ منذ فترة صداعٌ قوي شلَ حركتهُ مؤخراً
أفقدهُ كل ذرة تركيز كانت لديه
رباه ماذا حلَ بي وما قصةُ هذا الحلم الذي يراودني منذُ أسابيع!!
ركن كومة كتبه ِ جانباً
ارتدى معطفهُ المعلقُ في زاويةِ الغرفة
خرج من غرفته ليستنشق بعض الهواء .
لم يعرف إلى أين يذهب والى من يذهب!
شعر بالفراغِ القاتل مؤخراً بعد رحيل زميلٍ له كان يشاركهُ في غرفته.
هامَ على وجههِ بين تلكَ الشوارعُ المتفرعة .
لم يدري كم مرَ من الوقتِ وهو يمشي ويمشي
توقف لأخذِ استراحةٍ قصيرة تحت ضوءِ لمصباحِ أحدِ الشوارع
جلس على كرسيٍ يراقبُ حركة الطريق
مرتَ عليهِ مجموعةٌ من الوجوه
وعددٌ من المشاهدِ المختلفة أغمض عينيهِ فجأة شعرَ بالنعاس وهو يتسللُ إلى عينيه
فتحها على مشهدٍ آلم قلبهُ لم يدري لما !
رأى شاباً بعمرهِ تماماً يحملُ امرأة عجوز على ظهره وبجانبها شيخٌ أحدب الظهر
آلمهُ ذلك شعرَ بالحنين فجأةً لم يعرف تفسيراً لما انتابهُ فجأةً
عادت لهُ دوامة الأفكارِ مرةً أخرى
وعاد معها الصداع الذي يراودهُ منذ أيام
أقفل إلى مكان سكنهِ عائداً
~~~





دخل بيتهُ أشعلَ مصباحاً ليواصل دراسته
أمسكَ القلم حاول استكمال دراسته لم يستطع
رأٍسهُ يكادُ ينفجر ألمٌ يتبعهُ ألم
حاولَ أن يضع بعضاً من الطعامِ في فمه
شعرَ بالمرارةِ فلفظَ ما كانَ يأكلهُ خارجاً
شعر بالتعب يسري في سائرِ جسده وحرارةٌ أخرى
تسري في سائرِ عروقه
وضعَ رأسهُ على وسادته
أطبقَ عينيهِ محاولاً النوم
~~~





منازلٌ فارهة متجاورة
تحفها حدائقٌ ونوافير
وكأن بها تتكلم لا مساس
فهي ملكٌ لل ......
وتلك لل.....
وفي حيٌ كبير متشعب لا يسكنه العامة من الناس
يقطنُ الابن الأكبر
كان يعملُ في مجال التجارة بيع هذا ويشتري ذاك
لم يكن متفوقاً في بدايةِ حياته ولكنهُ سرعانَ ما أتقنَ المهنة
ولعب َ زواجه من امراءةٍ شريرة دوراً كبيراً في افتراقهِ عن أهله
فكانت لا تحظهُ على الخير ولا تأمرهُ بمعروف
كانت شيطاناً في صورةِ إنسان
ومارداً في صورةِ بشر
ولهُ توأمان رائد وراشد وهما في عقدهما الثاني من العمر
كانا يملئان حياتهِ بحق
يجد فيهما ما يلهيه ويشغلهُ عن سائرِ همومهِ
لم يتخيل حياتهُ يوماً بدونهما لذلك فقد أجبرهما على دراسةِ الاقتصاد والتجارة
وها هما اليوم يعملانِ معهُ وفي نفس الشركة التي يديرها هو
~~~





مكتبٌ أنيق لا يليقُ إلا بالمدير
يقفُ السكرتير على بابه قارعاً له
أبا راشد وهو يعيد السماعة إلى مكانها وبذلك ينهي مكالمةً استلمها للتو
نعم تفضل .
السكرتير : عم أبو راشد ابنك يود الحديث
أبو راشد : دعه يدخل
راشد السلام عليكم
وعليكم السلام
راااشد ويقوم الأب من مكانه
مابك بني لما وجهك شاحب أمك بها شيء ، أخوك !!!
راشد : أممممممممم أبي
جدي ج دي راااااااشد يا أبي ولم يتمالك دموعه جدي مات يا أبي ماااااااااااات!!
~~~~





الأب وهو يسقط لأقرب كرسي أبي
مرت دقائقٌ لم يستطع كليهما الكلام
الأب كان صامتاً .
أما راشد فقد أطلقَ العنانَ لدموعهِ للتعبير عما بداخله
عادت به ذكرياته يوماً لم يستطع طي صفحاتها
كان راشد وأخوه أكثر ما فرح به الجد أثناء حياته ومع أن رائد وراشد توأمان إلا أن الجد كان يميل
لراشد ربما لأسمه الذي يحمله والذي يطابق اسمه فنال راشد أكبر الاهتمام من جده
وبطبيعة راشد المبتسمة دائماً أحبه الجد كثيراً
عوده على الكثير من الأمور وكان بين الفينة والأخرى يسرد له حكايات الأقدمين وكان راشد يستمع له من بدون أي ملل
إلى أن جاء ذلك اليوم والذي ظلّ محفوراً في ذاكرة راشد حيث خرج من بيت جدهِ الذي يحب
آآآآه
تنهد راشد ومسح على شعره ووجهه محاولاً تهدئة نفسه كم من الوقت مر يا ترى
ولم أزركَ يا جدي الغالي
رحمكَ الله
عبس وجهه قليلاً وكأنه تذكر شيئاً
جدتي آه نعم كيف حالها الآن من سيكون معها!!
نهض من مكانه حيث يجلس والده
ربت على كتفه محاولاً تسلية والده وخرج مسرعاً إلى البيت!!
~~~





معاناة ~ مايو

أصواتٌ غريبة مضطربة تعمّ المكان المتشح بالغرابةِ أيضاً
طيورٌ محلقةٌ في الجو دوامةٌ حمراء تقتربُ من المكان شيئاً فشيئا
يخرجُ منها غرابٌ كبير ذو
لونٍ أسودٍ فاحم يا الهي أين أنا بالتحديد وما هذا المكان!!
جسدي يرتجف أوصالي لا تقوى على الحراك!
ما هي إلا ثوانٍ وأنا معلقٌ بين السموات
وتحت رحمة ذلك الطائر رباااااااااه
ماذا أفعل ههنا وماذا تفعل أحاول الصراخ لكن بدون صوت وكأن ثمة شيءٌ ما يكتمُ على أنفاسي !
لم أستطع تمييز المكان ولا الزمانِ حتى
فجأةً أشعرُ وكأني سأقع وبالفعل أصرخ بصوتٍ مرتفع وما هي إلا لحظاتُ وأنا في البحر
وأحاول طلب النجدةِ لكن لا فائدة وإذا بصوتٍ وكأنته يرغب في التحدث لي ومساعدتي أتتبع مصدر الصوت أرى يداً ناعمة تمتدُ إلي أحاول الإمساك بها
لكن سرعانَ ما تختفي ويختفي معها الصوت
أعاود المحاولة والسباحة لكن لا فائدة استسلم للموج بيأس
إنها النهاية
~~~





يقفز من فراشه مفزوعاً رباااااه عاودني الحُلم مرةً أخرى
كم من المراتِ أحاول النسيان لكن شبح هذا الحلم ما زال يلاحقني
تنفس بعمق أشعل مصباحاً كان بجانب سريره ِ ونهض من فراشه ليشرب شيئاً من الماء
~~




ليلٌ طويل
وسكونٌ يلتحفُ الوجودكل ما كان
يسمعُ في تلك الحديقة المنزلية صراصيرُ الليل ومواءُ بعضِ القططِ الضالةِ الطريق
للقمرِ جمالٌ لا يراهُ إلا القليلُ منا فقط وعلى كرسيٍ في جانب المنزل يطلُ على تلك الحديقة كان يراقبُ النجوم غارقاً في أفكاره ،
حياته
ماذا تفعل ياااااااااا رااااشد
رائد بصوتٍ مرتفع
راشد : رااااائد رباه أخفتني
لا شيْ ء
رائد : لا جدوى من عدمِ حديث يا راشد فلا يوجد من هو أقرب لك مني
وأنا أعلم ما يشغلك لا تنسَ إني توأمك .
هل لموت جدي علاقةٌ بحزنكَ هذا !
راشد وبدا ضعيفاً في عين أخيه ولم يسبق ان رآه هكذا من قبل
نعم يا أخي نعم
جدي يا رائد جدي كان لطيفاً معي ومعك كان بمثابة أبي وأمي
لم أتصور أن يأتي يوم وأفقده يا رائد!
رائد: هون عليك يا أخي هون عليك
راشد : أنا لا شيء يا رائد لا شيء
لم أرد لجدي شيئاً أثناء حياته
وها أنا لم أزر جدتي حتى بعد موتِ جدي
~~~





في طريقهِ إلى الجامعة يحمل كتبه في يد وفي الأخرى مظلةٌ ومعطفٌ مطري
الجو في تقلبٍ هذهِ الفترة كمزاجه تماماً
على حافةِ الطريق يقف منتظراً إشارة السير
يغوص في أفكاره الكثيرة ولا ينتبه إلا بالشخصِ الذي يتكلم بلغةٍ أجنبية انتبه يا رجل
يقطع الطريق مواصلاً تمضي ساعاتُ دروسهِ ببطء
يخرجٌُ من جامعتهِ متثاقلاً متخبطَ الخطى
لا يعلمُ إلى أينَ يتجه حبيبات المطر بدأت بالسقوطِ
فجأة خلت الطرقات من المارة اشتدت
تلك القطرات أصبح الوضع أكثرَ صعوبةً من ذي قبل وبالأخص بعودةِ الصداع الذي يلازمه
لا يدري كم من السعات وقف بالخارج ربما أرادَ للمطرِ أن يغسل بعضَ همومهِ تلك
ربما أرد له أن يذيب ما يكتم على أنفاسه من مرارةٍ وألم
شعرَ بدوارٍ يغشاه وسقطَ
على الأرض وسطَ
أعينِ المارةِ القلائل
والذين تحلقوا من حولهِ
~~~






شمسٌ توشك على المغيب رائحةُ الأرض العطشى المتلهفة للماء
تنتشر في المكان
لا يوجد أحد إلا من أسراب النمل التي بدأت بالحفر هنا وهناك في أنحاء تلكَ المزرعة التي أضحت اليوم خاويةٌ على عروشها بعد أن كانت مورقةً يانعة

~~





في غرفةٍ خافتةِ الضوء كانت وحيدة تبكي على سجادةِ صلاتها
تدعو ربها
أصبح وجهها شاحباً هزيلاً وكأنه مومياء
ثمة وقعٌ قريبٌ من أذنيها .
ارتجفت أوصالها !
تعودت على الوحدة سمعت طرقاً خفيفاً على بابِ غرفتها
نهضت ببطء
الجدة بصوتٍ مثقلٍ ضعيف: منْ
فتحت الجدة والتقت عينيها بعيونٍ كانت صغيرةٍ بالنسبة لها مهما كبرت كانت أعينهم موجهه إليها أخذت دموعهم تنساب على وجوههم بدون أية إحساس
تحسست وجوههم بكلتا يديها
راشد ، رائد هل أنا أحلم!
ماكادت تتكلم حتى ألقى الاثنان بنفسيهما في أحضانِ جدتهما وأخذا بالكباء كما ولو كانا أطفالاً
جدتي سامحينا جدتي
الجدة : وهي تمسح دموعها بطرف ثوبها مرت فترةٌ أحبتي
مر زمنٌ طويل لم أركما فيه أين ذهبتما وتركتماني أحبتي
ازداد بكائها
التوأمان : نعدك جدتي لن نترككِ مرةً أخرى سنظلُ معك
أكملت : أبوكما كيف حاله الآن ألم يعلم بموتِ أبيه
أم أن أمكما سامحها الله
التوأمان : لا عليكِ جدتي لا عليكِ
~~~





وسطَ مكانٍ يسوده الصمت وتحيطُ به ِ أجهزةٌ من كل مكان بدأت عيناه بالتحركِ قليلاً
فتحهما قليلاً بدأ ضوءٌ خافت بالتسلل إليهما سرعانَ ما أطبقهما من جديد
تقلب في فراشه نزلت دموعٌ من مقلتيه أثارت طبيبهِ الذي كان يشرف على حالتهِ المرضية اقترب الطبيب نظر إلى وجهه الشاحب مسح دموعه وقام بمنادته برفق
فتح عيناهُ
سألهُ الطبيب عن حالتهِ المرضية
أجاب بصوتٍ هامسٍ أشبه بالأنين
~~





غيث : ماذا تفعلان في بيتها أخرجا خارجاً
أم إن أبوكما قد أرسلكما لكي تتشمتانِ بها
راشد ورائد: عماه مهلاً ما بك !
نحن هنا لزيارةِ جدتي حتى ا ن أبي لا يعلم عن زيارتنا
قلت لكما أخرجا خارجاً
لا أريدأن أراكما قالها وهو يصرخ
خرجَ الاثنان وهما في غايةِ الأسف
كانا صامتين إلى أن وصلا إلى منزلهما
~~





الجدة وهي تمسح دموعها: غيث
بني لما فعلت هذا
إنهما اعز ما لدي
إنهما رائد وراشد أنسيت
إنهما مهما كان لا يمكن أن يتأثرا بوالديهما
أو أمهما تلك سامحها الله
غيث : لكنهما يا أمي !


الطبيب : هل يوجد لديك أقارب !
أعني منذ متى لم ترى أقاربك حتى!
خيم الصمت على وجهه لم يعرف بماذا يجيب كانت تلك الكلمات بمثابة سكاكين تطعن قلبه
فتركَ لدموعه مجالاً للتحدث

~~






أبي هلاّ سمعتني قليلاً جدتي جدتي

الأم : راشد كم من المرات قلت لك الا تتحدث عن تلك العجوز أمامي
انسيت
انسيت ماذا فعلت انسيت!
رجعت به ذاكرته سنواتٍ مضت كانت هي نعم هي
أمي أنت السبب في رحيل جدي والسبب في ابتعادنا عنهم
لم يحس إلا بلطمةٍ قوية من يدي والده: أبي قالها راشد وبعيونٍ كسيرة
لما تسمع إلى أمي لم تهجر جدتي
هي وحيدة من لها بعد الله سوانا سأذهب إلى حيث تكون الحياة

لن اعود نعنم لن أعود ههنا ابداً قالها راشد وهو يبكي
لم يتمالك أخاه ذلك فهرع اليه فوراً لكن يد المنون كانت اسرع
حيث كان مسرعاً لدخول سيارته
فإذا برجلٍ وسيارته مسرعين
ثمة هدوءٌ يضجُ في المكان

كئيبةٌ بنفسها صرخاتٌ تنتشلُ جوفها

كم من المراتِ بكت وأسبلت دموعها التي أبت أن تصمت ولو لفترةٍ وجيزة
سئمت من كلِ شيْ
لم تذق طعاماً لم تستغ حتى ماءاً
تعب قلبها الضعيف فأضحت بين رحمة الأجهزة وأيدي الأطباء
عجوزٌ جار عليها الزمان
ضرَس بأنيابه وتركها فريسةًً للأحزان
أمي أرجوك أجيبيني غيث وهو يصرخ : لا حراك
رباااااه من لي سواك
ارحم ضعفها ربااااه لقد تحملت الكثير
قاست وعانت ؟ألماً في ألم
~~





رائد وهو يبكي بصمت اذهبوا عني لا أ{يد رؤيتكما
غادروا المكان
ذهب اليوم
ذهب إلى حيثُ عالمٌ غير عالمي
وارضٌ غير أرضي
ربااااااه

رحماك بي خذني إليه
خذني اليه
مسح وجهه بيده وابتعد إلى مكانٍ لا يعلمهُ أحد

~~
بين الماء كانت ههنا ذكرى حزينة
يونيو
الطبيب : لا بد من عمليةٍ مستعجلة
من الأفضل لو تم نقلها للخارج بسرعة

غيث : لا بأس سأنقلها بعد يومين من الآن
~~

سحبٌ كثيفة انذراتٌ تدوي
بلادٌ في مواجهةِ جيشٌ عارمٌ من الأمواج
بحارٌ تزأرُ هنا وهناك حفيفٌ قوي للشجر وكأن بها تستغيث
عيونٌ خائفة مرتقبة فقط على شاشات التلفزة كل جديد
وكل خبرٍ عن مفقودٍ قريب او عن آتٍ جديد

ولا أحد يعلمُ الغيبَ فقط إلا من خلقَ السموات
~~




رتبَ القطع الأخيرة من ثيابه ارتدى معطفه وحمل حقائبه تأكد من تسليم مفتاح غرفته تلك إلى صاحب البناية
القي نظرةً أخيرةً على المكان
دمعت عيناه تذكر فقط إلى أين هو ذاهب بل ومن سيقابل منذ سبع سنوات
وربما تزيد قليلاً أو تنقص
لم يرهم
تذكر ديارهُ فقط ساعتانِ فقط ويكون في مطارا لبلاد الذي طالما اشتاق إلى طائراته
هفت نفسه إلى بلاده فقط نظر إلى هاتفه المحمول حاول التذكر مراراً لم يفلح تذكر الأرقام الأولى لكنه لم يستطع أن يتذكر شيئاً ما يوصله إلى العنوان
اقفل إلى مقعده عائداً
ضغط على مفتاح الراديو ليستمع إلى الإخبار
وكانت صدمته بما سمع
رباااه
إعصار
رحماك
ستتعطل الرحلات أيضا يا الهول!!
~~
وكأنه تتحتضر نادت ابنائها
غيث: اماه تماسكي ارجوك~
اشتدت العاصفة ريحٌ عصفت بالأخضر واليابس
القت كل شيٍْ امامها ارضاً
غيث انتبه لهم ولا تنسانني
أظلمت الدنيا فجأةً
فتحَ عيناه رأها وهي تغرق أمي تماسكي
تماسكي شدي على يدي
حتى يأتي من ينقذنا أماااااااااه
تردد الصوت في مكانهِ وحيداً
لم يعثر حتى على سطحٍ أملس ليرتدَّ إليه
دوت صرخاتهُ وحيداً وهو ممسكٌ بها
مرت ساعاتٌ وساعات
وصل الماءُ فيه إلى مستوى جسدها الضعيف لم تستطع الاحتمال أكثر وأكثر
وحال بينها وبينه الماء
فكانت من المغرقين






~~
تمت
__________________
لا آله الاّ أنت ، سُبحانك اني كنتُ من الظالِمين ..
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-07-2012, 01:50 AM
الصورة الرمزية عبدالله الراسبي
عبدالله الراسبي عبدالله الراسبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قسم الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 9,051

اوسمتي
وسام الإدارة وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي


الاخت الفاضله ازهار الكرز تسلمي على هذه القصه الجميله والرائعه
مبدعه اختي الفاضله
نص في غاية الجمال والابداع
وتقبلي تحياتي
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-07-2012, 01:43 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

لقاء الأنجم
قصة رائعة بحق هي لامست فضاء الأنجم اخيتي
انتقال رائع بالحدث من شخصية الى أخرى والحبكة لم يخبو جمالها من البداية الى انتهاء الحدث
كل ذلك حوته لغة سلسة جميلة وواضحة ولم تخلو القصة ايضا من الصور الجمالية والتشبيهات
الرائعة التي اعطت للقصة طابعا مميزا
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28-07-2012, 06:12 AM
الصورة الرمزية yasmeen
yasmeen yasmeen غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
الدولة: سلطنة عمان
المشاركات: 313

اوسمتي

افتراضي

النهاية صفعة مباغتة وغير متوقعة

شكرا لمشاركتنا الفصول المتقلبة والتفاصيل الموجعة


أدامك الله بخير
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-07-2012, 01:04 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

قصة جميلة عشت أحداثها لحظة بلحظة...
و تنفست كل شيء فيها حتى رائحة تلك الارض التي جفت شعرت بها...

عزيزتي أزهار الكرز...
سلمت يمناكِ أيتها العطرة.. تقبلي مروري من هنا


مودتي
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30-07-2012, 03:00 AM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي

أختي أزهار الكرز
ما أجملها من إطلالة بحروف صيغت من العسجد
وكلمات كتبت بماء اللجين !!
نص مميز لكاتبة مميزة
سلمت أنملاتك أختي أزهار الكرز
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-08-2012, 11:09 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

الأخت الفاضله أزهار الكرز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا رسم رائع في لقاء الأنجم

ينفرد بعزف رائع وسرد أنيق

بجمال القصة والمحتوى ...

سجلي إعجابي وتقديري.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-08-2012, 02:06 PM
الصورة الرمزية أمل فكر
أمل فكر أمل فكر غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 297

اوسمتي

Thumbs up

أختي أزهار الكرز، مساء الأحاسيس كالأحاسيس الرائعة التي نُقلت إلينا من خلال القصة،
رغم نهايتها المأساوية الغير متوقعة من إعصار، فهناك إحساس رائع للأبوة "أب غيث"، وأبوة غيث، والأمومة، وصلة الرحم، وتعب حقيقي لمن يقطع صلة رحمه..

دراما رائعة، تنبئ بوجود كاتبة لها تعيرات خاصة في نقل المشاهد للقارئ، والتقل بينها وأكأنها عين كيرا متنقلة مثلما نتخيلها،،

أشتغلتي على نص شغل رائع، والأجتهاد والتقدم سيتوجكِ كاتبة بحق وحقيق... واصلي التقدم، وأتِ إلينا دائماً بشيء جديد وجميل كهذا؛ فنصك يقول بأنك تستطيعين أفضل.. ونحن نطمع لذلك.

وفقتي أختي..

تقديري عزيزتي^^

~~
__________________
رزقني الله سبحانه بنعمة اسمها فلذة كبد
اللهم أحفظه لي"


"كم أتباهى وذاكرة لهذا الحب الرباني"..
اللهم أسألك حبك وحب من يحبك
وحب عملٍ يقربني لحبك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:36 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية