روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,552ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,817ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,393
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,520عدد الضغطات : 52,299عدد الضغطات : 52,404

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > مدونة الأعضاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2017, 10:02 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي

انتقلنا إلى بيتنا الجديد على أمل أن نحظى بالهدوء والسكينة وراحة البال بعد الشدة والمعاناة، ولكن يبدو أن الهموم ومشقة العيش تسابق خطواتنا أينما نذهب وأينما نتوجه، والله المستعان على كل حال؛ فبمجرد الاستقرار في منزلنا مرض زوجي وبقي على ذلك شهرين، وخلال هذه الفترة رأيت في نومي رجلا قصير القامة يدخل إلى بيتنا ويدفن شيئا تحت أول شجرة بالقرب من الباب الخارجي للمنزل، فانتظرت حتى العصر، ثم حفرت في ذلك المكان فوجدت خيطا به مجموعة من العقد قمت بفكها مع قراءة المعوذات، فعرفت حينها أن قوى الشر لا تزال وراءنا ولن تتركنا ما دمنا نشكل أسرة واحدة وإن كان ذلك ظاهريا.
كلما مر بنا الوقت كانت الظروف تزداد سوءا، فما زال عمر يرفض المدرسة تماما، ولكني لم أتركه، ولم أستسلم يوما، والغريب في ذلك أنه في اليوم الذي تتيسر فيه الأمور ويذهب إلى المدرسة وإن كان ذلك جبرا كنا نشعر بوجود شخوص من حولنا تتبعنا وتترصدنا أمام المدرسة ولكني كنت أتجاهل وجودهم، وأشجع عمر على المضي قدما.
عاش المسكين معاناة شديدة وقاسية؛ فإن نام لا يستيقظ وإن استيقظ لا ينام، ولا يقرب الطعام إلا قليلا، حتى ذهب شحمه ولحمه، وكنا نرى من أمره عجبا في بعض الأيام والليالي؛ حيث إنه يتحول إلى كلب ينبح ويجري وراءنا في المنزل على يديه ورجليه وبسرعة عجيبة، فيعضنا ويثير الفوضى في المنزل، وإذا سألته عن السبب قال: لا أدري لماذا أفعل ذلك.
وكثيرا ما كان يسمع طرقا على جدار غرفته الخارجي عندما تأتي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، فكنت أذهب إلى غرفته في هذا الوقت، فأسمع ما يسمع، وقد استمر هذا الطرق فترة ثم اختفى، كما كنت أسمع كلاما وحوار في غرفته، فأظنه يتحدث في الهاتف، او يلعب لعبة، فأفتح الباب في هدوء فأجده نائما.
وفي يوم من الأيام مرض واقتضى ذلك عملية جراحية بسيطة، فكان الموعد بعيدا في مستشفى المحافظة فأخذته إلى محافظة وأخرى وكنا في رمضان وعندي سوسن صغيرة، فقرر الطبيب أن يحجز في المستشفى وأن تجرى له العملية، فأقمت معه، وفي كل مرة يتم تأجيل العملية لوجود حالات طارئة حتى ذات يوم اجتمع عليه مجموعة من الاطباء وقرروا ان الوضع لا يستدعي إجراء عملية، وكلما كبر كانت حالته أفضل، وتم إخلاء سبيلنا، وقبل العودة قلت أعالجه عن التبول في فراشه ليلا، وعرضته على الطبيب هناك، وأخبرني بضرورة أخذ أشعة على أسفل الظهر، فربما وجود فجوة هناك يكون سبب هذه الحالة.
ذهبت به إلى مكان الأشعة، وأعطاني الفني خمس حبات لتنظيف الامعاء قبل إجراء الأشعة، فاستنكرت ذلك وقلت له الأشعة لهذا الطفل(الصف الرابع) فهل أعطيه كل هذه الحبوب، فأكد لي ضرورة أخذها كلها دفعة واحدة بعد وجبة العشاء.
انصرفنا من المستشفى عند الظهر ووصلنا عصرا، بعد أن قررت إجراء الأشعة في المركز الصحي في ولايتنا، وأخذنا ورقة من الطبيب، وبعد تناول وجبة العشاء شرب الدواء، وبعد قليل بدأت الأعراض تظهر عليه، ولم ينم في تلك الليلة لشدة ما يعاني من آلام في بطنه ولكني كنت أقول له: تصبر، ومن الضروري أن تكون أمعاؤك خاوية، واشرق علينا الصباح وخرج والده إلى العمل، في المدرسة القريبة من البيت، وشرعت في الاستعداد للذهاب إلى المستشفى لإجراء الأشعة، وهنا سمعته يصرخ في دورة المياه، فأسرعت إليه فرأيت الدماء تسيل من فمه وتجري مع الإسهال أيضا، فطار صوابي وانطلقت إلى الهاتف لطلب المساعدة من الأب، فاجأني برده انه مشغول وعنده حصة، عندها جريت إلى بيت أهلي وجئت بزوجة اخي لتساعدني في أمره، نظفته وغيرت ملابسه، وحملته وزوجة اخي لنضعه في بطانية، وحملناه إلى السيارة، فأذنت لها بالإنصراف إلى بيتها وأولادها.
وصلت به المستشفى وحملته على كتفي إلى الطوارئ، فرآه الطبيب الحاذق فقال عودي به إلى عيادة الأطفال فحملته إلى المركز الصحي من جديد على كتفي وجلسنا ننتظر دوام طبيب الأطفال وحالته تزداد سوءا. حضر الطبيب ودخلنا وعندما رآه قال لي: هذه حالة تستدعي قسم الطوارئ حالا، حملته من جديد وعدت به إلى المستشفى في مقابل المركز الصحي، وأخبرت طبيب الطوارئ بما قال طبيب الأطفال، فبدأ الكشف عليه، فوجده قد وصل إلى حالة الجفاف، حتى إنه لم يجد له عرقا إلا بشق الأنفس حتى يعطيه المحلول الوريدي. ساعتها تلاشى العالم تماما من أمام عيني، وطار فؤادي من شدة الخوف عليه.
قرر الطبيب أن يلزم عمر المستشفى، فجلست معه، ومر الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ولم يسأل أبوه عنه حتى بمكالمة هاتفية، وبعد صلاة التراويح حضر مع بقية الزوار، وما زاد على قوله: هل شفيت؟ وجلس مع هاتفه حتى غادر المستشفى مع بقية الناس. أقمنا أياما في المستشفى ومع هذا كنت أعود البيت ظهرا؛ لأعد طعام الإفطار له، لأنه يرفض أن يأخذ إفطاره من بيت أهلي، وأعود إلى ولدي بعد صلاة المغرب، بعد استقرار حالته.
للحديث بقية
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-09-2017, 09:53 PM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي

بفضل من الله تعالى تجاوزنا أزمة مرض عمر، وعاد إلى البيت معافى، لنواصل مرحلة الصراع بيني وبين زوجي، وبين زوجي وأولاده، فخلال هذه السنوات الثلاث الأولى التي انتقلنا فيها إلى منزلنا المستقل لم يرفع زوجي عصاه عن عمر وسوسن، وزاد على ذلك أن عزل نفسه في مجلس الرجال، واتخذه غرفة خاصة له، لا يخرج منه إلا إذا سمع شجار أبنائه لينقض عليهم بعصاه الغليظة، ما لم يشد وثاقهم مبالغة في إلحاق الضرر بهم، وكم وقفت في وجهه دفاعا عنهم، فينتقل العراك بيني وبينه، مرت هذه السنوات قاسية ذات أنياب حادة قاطعة، ولكن مع المزيد من الصبر، استطعت الاحتفاظ بكيان الأسرة وإن كان ممزقا ومهشما.
بعد هذه السنوات الثلاث، عزمت على ضرورة فتح باب الحوار، شاء ذلك أم أبى، وفعلا بدأ يتحدث عن مأساته التي كان يعيشها في معزل عنا، وما يشعر به من اليأس والأسى وهو يرى نفسه على هذه الهيئة المزرية، وكأنما هناك شيء يتحكم في إرادته، فلا يجيد إلا الغضب والدخول في شجارات لا أساس لها، أشفقت عليه وطلبت منه أن يحاول جاهدا التغلب على ما هو عليه، وأن يبدأ بالخروج من عزلته المريرة وأن يندمج مع أفراد أسرته، وبدأ المشوار وانتقل من مكان عزلته ولكنه لم يشعر بالراحة أبدا، فكان يستيقظ بعد منتصف الليل ويعود من حيث جاء ينتظر الصلاة ثم يكمل إقامته هناك، ولكن حالته كانت أفضل عن ذي قبل، وبعد شهرين عاد من جديد وانتقل إلى مقر عزلته، وبدأت المناوشات والنفور من الجميع، وكان أشد ما يؤلمني حينها قسوته على سوسن وعمر دون أسباب، أما عن نفسي فكنت ألوذ بالصمت إذا بادر بتكوين خلايا عداوات، وأتركه يفعل ما يشاء، فكم من مرة كانت دموعي تخالط لقمة طعامي، فلا أترك السفرة حتى لا يزداد غضبا فيدع طعامه، لم يكن هو هو وإنما كان شخصا آخر، حتى ذات يوم اشتبك مع ابنه وابنته؛ لأنهما يتشاجران ويزعجانه، فحاولت الدفاع عنهما، فما كان منه إلا أن هددني بأني لو تقدمت خطوة واحدة لضربني معهما، فأقسمت بالله أيمانا مغلظة لو مد يده وضربني وأولادي ما مكثت لحظة واحدة في المنزل، وعندها حملني مسؤولية فساد أبنائه، واتهمني بأني لا أحسن التربية، مع العلم أني كنت أقسو عليهما كثيرا؛ تأثرا بحالة القلق والتوتر التي كنت أعيشها معه، وقال: من اليوم وصاعدا لا شأن لي بهما، وتولي أمرهما بمفردك، وفعلا رفع يده عنهما ولله الحمد، لدرجة أنه لا يسأل عنهما ولا عن أحوالهما، لا في صحة ولا في مرض، وعاش العزلة من جديد لثلاث سنوات أخر، يخرج ويدخل علينا لا يعنيه أمر أي منا، ويسافر كثيرا مع أصدقائه دون علم بوجهته إلا إذا استرقنا السمع لنعرف وجهة سفره، نرى حقائب السفر فقط، وعندما يعود نجده في المنزل، ولكن كان ذلك أفضل للجميع عما قبل من بطش وقسوة. ولكن مع كثرة سهره مع أصدقائه ، وتأخره ليلا زاد من حدة القلق لدي فلم يكن يغمض لي جفن حتى أسمع الباب يفتح، أو أخرج من غرفتي لأنظر إلى نعليه؛ لأطمئن على عودته سالما، واستمر بنا الحال على ذلك سنوات ، لا يسمح لأحد منا بالدخول إلى مقر عزلته، وإذا حاولت التقرب منه طردني وأولادي، أو يخرج ويدعني بمفردي هناك، وإن قصده أبناؤه في حاجة، أمرهم أن يغلقوا الباب ويعودوا من حيث أتوا، فازدادت الشقة بيننا وزاد أبنائي في لومي على أني لم أحسن اختيار الأب المناسب لهم، فكنت أنهاهم عن ذلك وأوصيهم بأبيهم خيرا، حية أو ميتة، وأن ما بيني وبينه لا يعدو كونه كيد ساحر، وأصرح لهم بحبي له وخوفي عليه وشفقتي به، وأن الأمل في الله هو العلاج الوحيد لما نحن فيه. ولا أخفيكم اني طلبت منه أن يتزوج بأخرى مرارا وتكرارا لعله يجد الراحة في حياته، فكان يعرض عني ويلوذ بالصمت حتى آخر مرة عرضت عليه فيها هذا الأمر ثار في وجهي، قائلا: أنا أعرف لماذا تطلبين مني ذلك؟ حتى تتخلصي مني، ولكن اسمعي ما سأقوله لك: إن رأيت أني غير مرغوب في أخبريني بذلك وأقسم لك أنك لن تري وجهي، وسوف أغادر هذا المنزل، كان رده أكبر مفاجأة في حياتي، فلم أحر جوابا بعد ذلك، ولكني شعرت بأنه يحبني ولكن يمنعه مانع من الاقتراب مني، فازداد حبي له وتعلقي به.

للحديث بقية
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية