تابع الزار الجلسة الأولى

[ناجى جوهر]

الجلسة الأولى



يجهّزِ أهل المريض البخور و الدخون و الشاهي و القهوة والحلوى العمانية وعشاء فاخرا
ثم يحملون المريض الى مجلس الزار
اما المعالج فيستدعي مساعدين له يجلبون معهم الدفوف و الطبول و الطارات
و آلات الطرب وأدوات المعالجين من دبابيس وخناجر وسيوف
وبعد صلاة العشاء تبدأ الجلسة بان يتوزع مساعدو المعالج في صفين
داخل المجلس بينهما فراغ كبير للرقصو اللعب يسمى إى (دارت) باللغة الشحرية
ويقومون بالنقر على الطبول نقرا بطيء و يغنون اغاني الزار
التي تشبه في الحانها اغاني الطرق الصوفية مثل :

شيء لله شيء لله الله الله
شيء لله يا بن علي الله الله




ثم يبدأ المعالجون الاقل مهارة بالنزول الى وسط الحلبة ويدورون
محركين ابدانهم ورؤوسهم وأرجلهم في حركات فنية تزداد سرعة و قوة
مع الطبل و الغناء والرقص و القفز والنط مع مرور الوقت
بينما يشارك المعالجون تباعا حتى يصل الدور الى اعظمهم قدرا وعلما ومعرفة
وهم يحاولون استحضار اتباعهم من الجن فإذا أصدر المعالج صوتا معينا
عرفوا أن أحد خدمه قد وصل
فيسألونه عن إسمه وعن علومه فيجيبهم
ثم يتوقفون قليلا لالتقاط الانفاس و رشف اكواب الشاهي
و القهوة (كان المعالجون يشربون الشاهي الحار جدا بدون تبريد)
بينما يذهب كبير المعالجين الى المريض و يخاطب ساكن الجسد
بعبارات لطيفة ويطلب منه مغادرة الجسد بسلام
بعد الاستراحة يعاودون الغناء و الرقص فيستعرضون قواهم الخارقة
امام المريض بقصد تخويف الجني ساكن الجسد و ترهيبه
ثم يتوجه اليه أحد المعالجين بالتهديد و الصراخ عليه و امره بالخروج فورا
وإلا تعرض للعقوبة , و هكذا يفعل الاخرون .
و من اساليبهم الاستعراضية :
ـ بلع جمرات فحم حامية و نحن ننظر اليهم



ـ يمسك احدهم خنجر حادا و يضعه على بطنه ثم يضغط عليه بكل قوة
و الخنجر لا ينفذ من جلده , ثم يستدعي مساعدايقوم بالضغط معه ولكن الخنجر
لا يجرحه
ـ يحضر في مرحلة متقدمة ما يسمى ال (دبوسة) وهو سنان رمح حاد جدا
ثم يرقص المعالج بشكل عنيف و يقفز عاليا و يطعن نفسه بالسنان لكنه لا ينفذ
ولا تسيل منه قطرة دم
عندما تصل الامور الى هذه المرحلة يتبوّلُ (حاشاكم) اكثرنا نحن الصغار
على ثيابهم من الخوف والفزع و حاولنا المغادرة و لكنكبيرهم لا يسمح لنا
بذلك إلا بعد التوقف للاستراحة فهذا (هو سبب إصابة اكثرنا بالبلاهة والغفلة)
ما تكاد تتوقف الجلسة حتى يغادر أغلب الصغار على الرغم من
مشاهدتنا صحون الحلوى العمانية التي لا تقاوم لكن الفزع غلاب
نخرج من الجلسة و نحاول التفرج من خلال نافذة او فتحة ما
و لكنهم يوصدون كل المنافذ تماما بحيث لا ينفذ منها شيئا حتى دخان
البخور واللبان المشكلة سحائب في المجلس
اما التدخين فممنوع لأنه من اسباب فشل العلاج كما يقول المعالجون
فنضطر للالتفاف صوب المطبخ حيث تجذبنا رائحة القبولي



و الشاهي بالزعفران والهيل
لكن الحراسة مشددة هناك أيضا و لا يسمح لنا حتى بالاقتراب
فيعود احدنا الى البيت مغموما فزعا جائعا لا لحق عشاء البيت
ولا نال عشاء الزار.
المهم ان الاحداث تستمر الى منتصف الليل و بعد انتهى الجلسة يوصي
المعالجون ذوي المريض بأمور,و يطلبون منهم اشياء ثم يغادرون
على ان تستأنف العلاج في الجلسة الثانية

يتبع إن شاء الله

[بو ميحد]

أشكرك أخي ناجي على هذه المعلومات و لي عودة للإفادة و الاستفادة لتوضيح بعض النقاط و الاختلاف البسيط .واصل إبداعك و تقبل مروري بين صفحاتك ..

[ناجى جوهر]

حيّا الله الشاعر / القدير بو ميحد
أشكرك على التفاعل والإثراء
ويشرفني أن نكتسب من خبراتكم وثقافتكم
ما نوضح به أوجه التشابه والإختلاف
في موروثاتنا الشعبية العمانية
وتقبل تحياتي و شكري وتقديري