الغد لي وحدي ..ولأمثالي الحالمين..

[علي محمد الشحي]

...................................................................



في درج الطاولة محبرة جف حبرها ومجموعة أوراق ملطخة بالحبر ووردة..

وكتاب تعددت صفحاته ..قد أوغل فيه الكتَاب ..كلا يخط على هواه..

مفتوح على مجموعة من الخربشات ..في صفحة ممزقة الحواف..

وعلامات الاستفهام تنبت في أعماقه كالأشجار..

فلا جواب إلا والأخاديد مكانه..تأخذك لحافة هاوية..

وشمعة مضيئة ..نورها يبهت شيئا فشيئا ليذوب في العتمة..

وأنــــــــا الإنسان ..مكبلة أفكاري بين الحقيقة والوهم ..

أجدني في العدم . غارق في مستنقع الزيف والبهتان..

فهناك فوهة بركان بين الواقع والمأمول..

فهل نخدع أنفسنا بالأماني ؟؟

هل بات الكلام خبزنا وميرتنا؟؟

إذا ..أهلا ومرحبا بالنسيان ...

سأمتطي صهوة الزمن وأرحل...

سأعبر لعالم آخر حيث الراحة والدفئ..

سأنسى وأقلب الصفحة ..لا أبالي بوزنها ولا قيمتها ..

إنما سأتوجه إلى نهاية المطاف وأقلبها ..

سأجتث كل حروف العلة من أعماق الأعماق لأعيش في سلام ..

سأردي الماضي بسيف الوقت المسموم وأمضي..

هناك حيث أجدني حرا بدون ماء ولا هواء ..

ربما سأتمكن من الحياة والمقاومة ثانية بثانية ..

لكني سأقاوم لا محالة ..فهذا قدري ربما..

سأجمع أشلاء الذكريات وأنثرها ورائي لأنسى ..

سأقطع بصري حيث لا أتمكن من رؤية الماضي كل ثانية على صفحاتي اليومية ..

وعند كتابتي لقصائد الرثاء سأكتبها بالماء ..

سأغوص في المرايا يوما بعد يوم كطواش ..ينتقي الدرر..

سأنتقي ما ندر..وأترك الفتات للغربان ..

فكل قافلة تسير وغربان تماشيها..تنعق بالخراب ..فلا أبالي..

وإلا ..فالموت كالأشجار وقوفا ..

والقافلة تسير وأنا أربح..

سأسد أذنيّ فعلا لكي لا أنجرف خلف أصوات الغواني.. فالهاوية...

سأدك كل شريان من شراييني بدم جديد لا علاقة له بأسماء قديمة ...

سأعيش ..نعم سأعيش ..فكل خريف يناديني بحنين عاشق ..

سأرسم أحلامي على سحابة ..وأحافظ عليها من موجة حر ملتهبة ..

سأعلق أهدافي بخيوط الرياح وأسافر معها لأحققها هدفا هدفا..

وأجنيها سنبلة سنبلة..

فالغد لي وحدي ..ولأمثالي الحالمين ..

فما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا...



.............................................

ألف مودة ومليون زهرة ...

علي محمد الشحي..