روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
آخِرُ الأخبَارِ
آخِرُ الأخبَارِ
... أما الآن فإليكم أعزائي المشاهدين الْخبَر الأخير ... ثمَّ إنَّ جميع المراسلين والمبعوثين الإخباريين في سائر بقاع العالم، أكدُوا اليوم بزوغ ظاهرة مثيرة للانتباه، وجَديرة بالاهتمام والعناية والمتابعة، ونظرا لما تكتسيه من أهمية بالغة، فالواجب أن يبلغ الشاهدُ منكم نص هذا الخبر إلى الغائب كمَا هوَ دون زيادَة أو نقصَان ... لقدْ سادَ السلم أخيراً كافة أنحَاء العالم دون خلاف أو قتال عليه وبذات العنوان، وأشرقت شمسه مضيئة بعد طول انتظار في كل الأوطان، ولقد غدت الحرب نكرة في خبر كان، وانجلتْ ظلمتها بإصباح ظاهر للعيان، وبسكينة جميلة كسحْر البيان، ونشر الأمن أجنحته في كل مكان، وكذلك الناس ازدانوا بحلة الإيمان، وحرصواْ جميعاً على التوحيد وعبادة الرحمن، ولمْ يعد على ظهرها موضعَ قدَم للكفر والشيطان ... ثمَّ إنَّ الإنسَان تطهر من الحقد والحَسد تقرباً من الواحد الدَّيان، وتجرد من العداوة والبغضاء والشنآن، ولزم التحَلي بمكارم الأخلاق في كل مقام وأوان، وتمسك بالعروة الوثقى وبذكر من في كل يوم هو في شأن، كما تزود بالتقوى عندمَا فقه جيداً مَا تعنيه كل من عليها فان، وتحرَّى الصِّدق في سيرته توقياً للخسران، ونأى بنفسه عن قول الزور والبهتان، واليوم قد أصبَح الناس دون استثناء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر والطغيان، بقدر مَا يسارعون إلى حبِّ الخيرات ومقتِ الأوثان، ولا يغفلون عن التحدث بنعمة الله في الأفراح والأحزان ... لقد اتخذ أهل الأرض اليوم، أيها المشاهدون الكرام، العدل منارة لهم ولم يخسرواْ الميزان، واعتمدوا الإحسان منهجا في آن، وعملوا بمَا جاءَ من أمر ونهي في القرآن، فهنيئاً لكُم ولي ولأبناء آدم، ممَّن أدركواْ يومنا هذا، بهذا الخبر الذي حلق وأضاءَ في سمَاء عصْرنا دون سابق إعلان أو استئذان... نظرَ الرَّجل إلى زوجه مندهشاً ممَّا انسَاب في أذنيه كالنسيم، وعلامَات الاستفهام تضطرب في عينيه، ونظرت المرأة إلى زوجها وأثر الاستغراب يكاد ينبعث من عينيها، وكذلك كانتْ ذاتُ الحال متقاسمَة بينهمَا وبين أبنائهما، فأصبح كلٌّ منهم يسبح شارداً في ما سمع من كلماتٍ عذبة على لسَان المذيع، في حين سَادَ غرفة جلوسهم صَمتٌ لم يعهدواْ لهُ مثيلاً في الأفراح، ولم يشهدوا له نظيراً في الأقراح ... د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي السندباد |
|
|