روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,803ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,342
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,505عدد الضغطات : 52,284عدد الضغطات : 52,387

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-03-2011, 06:20 PM
الصورة الرمزية محمد الطويل
محمد الطويل محمد الطويل غير متواجد حالياً
عضو مجلس ادارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 2,036

اوسمتي

افتراضي قراءة في قصيدة ياسر المشيفري ( رصيف بارد)

قراءة في قصيدة ( رصيف بارد ) بعيون أخرى تفتح أبواب خلف الأبواب ولا تقف عند النقد أو تسير إليه ، إنما عيون تبحث عن جماليات ما يخبئه كل سطر أو بيت من شعر أو قصيدة .. عيون تحاول أن تقف مع الشاعر في محنته وتتلمس جوانب القرب منه .

مقدمة استهلها محرر الصفحة مسعود الحمداني لقصيدة ( صيف بارد ) جاء فيهـــا : " تنام القصيدة خلف أجفان الشاعر ، تغرس نخلتها على حقل القمر وتذهب بعيداً حيث يمكنها أن تمشط شعر النجمة الصغيرة ، وتتوارى بحب خلف عيون شاعرها "

مقدمة .. تلهب القارئ شوقاً في الانعطاف إلى أغوار القصيدة التي عنونت بـ ( رصيف بارد ) للشاعر الجميل ياسر المشيفري .. القصيدة التي عانقت النور من خلال ملحق شرفات للعدد 10876 بتاريخ 13 مارس 2011م من جريدة عمان .

( لا تفكر أبداً بما تركته وراءك ، كل شيء محفور في روح العالم ، وفيها يبقى للأبد ) . باولو كويلو

حينما يتخلص القمر من حصار السحب ويختفي حفيف الإطارات الرتيب مع هدأة الليل ويستحم الأفق بقطرات من البللور لا يبقى سوى رصيف بارد ولذة من الذكريات ممزوجة بألم .. لا يبقى سوى أرصفة خالية إلا من عطر يطوف على الأنوف مصدره بعيد وصاحبه مجهول .. حينما تتناثر الكلمات بين الرصيف والرصيف والخطى تتبعها حافية تشكو من برد الرصيف وتستمر في السير نحو لملمة تلك الكلمات المتناثرة كمن يطارد في الغربة عن تذكرة عودة يبحث عنها في عيون المسافرين ويحدق في الطائرات المرتحلة يتمنى أن يعود ولو على جناح رصاصة هكذا تمر لحظات السكون بأكثر من لون وأكثر من حلم وأكثر من أمنية ويقيم مع ذاته مأتم الطقوس المظللة بالبخور لتنام المصابيح الحزينة وتغيب فتائلها المتوهجة خلف أجمل تفاصيل الحكاية تبحث عن وجه عشقته المدينة .. وجه تمركز في القلب له من الهيبة والشأن في ذاك القلب ما له :

" نامت مصابيحي الحزينة كلها وغابت ورا ..
أجمل تفاصيلك تدور عن ملامح هيبتك "

في ذات الشاعر حب أزلي وحزن أزلي وأمنيات عالقة لم تطوى صحائفها بعد .. أمنيات بين الرجاء والتمني تعبث بها حالات من القلق واليقظة تتدحرج على أرض من وجع صباحاته ذكرى وليله ألم ومكانه رصيف بارد ، ولقد خص الشاعر الرصيف بالبرودة ربما لأن الخطى ما عادت تطأه أو ربما لأن الليل لفه بالغموض وطالت إقامة الليل عليه فدانت الحرارة إلى برودة والبرودة يعني ربما يأس أو فتيل من فقدان الأمل ، لكن هو ياسر المشيفري يحدث نفسه كمن يؤكد لذاته أنه في المكان الصحيح:
[
" هذا أنا في شارعك من وين تطلع يا ترى
يا ليت يومي يبتدي في كل صباح بشوفتك "

وكأنني أرى ذات الشاعر هنا تقف على الأرصفة تمشط الطرقات وتحدق في مخارجها وهي تترقب طلعة الحبيبة من إحدى تلك الطرقات ممنياً النفس أن تكون بدايات الصباح برؤية من يهواها أو من جعلته على الأرصفة لتكون صباحاته جميلة وهنا أتذكر الشاعر الدكتور / أحمد الدرمكي إذ يقول :
[
( تخطين وشماً في الهواء ، ووجهةً
تسرق عروجاً مأتمياً لمقبلِ
[
وتحصين من يبقى إلى الفجر واقفاً
لقاء دم يرفو جبين التوسلِ ) .

جميل حينما يتوحد المرء مع نفسه ويخاطبها بل يخاطب أعضاءه جميعها يشركها معه لتتوزع مهام وظائفه ويدرك حجم الفرحة إن فرح أو حجم الألم إن تألم وهذا ما يوجده في النص ياسر المشيفري على الرصيف البارد حينما يسأل قلبه :

" من باع طيبك يا قلب مع ذكرياتك واشترى
ناديت للريح اقبلي صوبي .. وطارت خيمتك

حتى الريح التي ناداها الشاعر في قصيدته أتت بالخيبات إذ اقتلعت الخيمة وأخذتها إلى البعيد ، والخيمة هنا دلالة على صناديق الذكريات الملتحفة بغطاء شبهه الشاعر بالخيمة ليعبر عن ذلك بكثير من الذكريات إن لم تكن أطنان فهل تناثرت تلك الذكريات مع الخيمة التي سافرت مع الريح أم بقيت ليبقى ياسر يفتش عن الحبيب الغائب عبر الانتظار مواسياً نفسه بالبيت التالي ومذكراً بالتضحيات وما قدمه في ذاك الغياب أو من خلال مسيرة عشق لم تكتمل :

" أهديت لك شوقي مثل ناس المداين والقرى
كل يوم يتزايد شوي ويشتكي من غيبتك "

كمن يسأل ذاته ترى ماذا أفعل بكل هذه الذكريات التي تحيط بي في الشارع بل في كل زاوية أو زقاق أو مكان أنظر إليه والغياب في نظر الشاعر يشكل عبئاً أكبر بزيادة حجم الشوق ليتحسس ما حوله فيجد كم هو بارد هذا الرصيف مخاطباً الحزن القديم الذي شبهه كالشيخ الهرم رغم أن الحزن كالزمن لا يشيخ واستمد الشاعر العصا في إشارة إلى العمر الكبير الذي قطعه فيه هذا الحزن مرتعشاً من شيبته ومخاطباً له من خلال البيت التالي :

" بارد رصيفك يا الحزن والسالفه ماتنطرى
مكسور ظهرك من عصاتك / وارتعاشة شيبتك "

وكأنه يقول كل ما تبقى ليس سوى بؤساً عظيماً لا يحلم بغير الانهيار كالكهل الذي يصارع ماضيه ومستقبله وكلما أنبلج الفجر وأشرقت الشمس بنور ربها فلا جديد على الكرة الأرضية فكل ما في البارحة والأمس تكرر هذا اليوم وكأن سم الأفعى يسيل ككل يوم على الجرح الملسوع . متذكراً شاعرنا ليل البارحة وكيف أشعل النور وكيف الليل ارتحل تاركاً له نجمتين وقمر في إشارة إلى الفجر القادم وبقايا ما خلفه الليل "

" أشعلت ضوي البارحة والليل عاندني وسرى
لك نجمتين .. ولك قمر .. وأشياء تشبه سيرتك "

هكذا شبه الشاعر تلك التي ينتظرها على ذاك الرصيف بما تبقى من وجه الليل نجمتين وقمر عينان ووجه باسم ربما تأويلي يسوقني لهكذا تفسير ولأنه متوحداً مع ذاته يلقي الكلام على الكلام صار يتساءل ترى هل يستر أو يحجب الدمعة على نفسه كي لا تزعل عليه إن رأت في عينيه الدموع ، وربما ذاك ( الخفوق ) الذي ذكره الشاعر في البيت يقصد الحبيبة التي إن رأته باكيا يثير فيها روح الزعل فظن أن حجب الدمعة أمر مستحب . للنظر إلى حجم المشاعر وهي تتجسد لتكون بركان ثائر ورغم أن البركان لا يمكن أن تحصر اتجاهاته لكنه ياسر المشيفري يحاول أن يصنع لبركانه اتجاه وتشريع وتقنين من خلال البيت :
[
" كنت أستر الدمعة ؟ .. أخاف أنه خفوقي لو درى
يزعل عليك .. ومو بعيده ينتقص من قيمتك "

ولأنه آثر السهر ومعانقة ساعات الليل الطوال نسي النوم فما عاد الكرى له بين العيون مكان إلا لحظات عابرة قال عنها الشاعر " أحياناً "


" أحيان .. بس أحيان تتعطش جفوني للكرى
ويمر في حلمي عطر تشريقك / وتغريبتك "

إنه عطر التأمل يا ياسر ، بل هو عطر الانتظار ، بل هي الشرارة التي تشتعل دوماً في القش اليابس ، كيف لا وأنت تلقي عاطفتك للريح وتتلمس الأرصفة .. كيف لا ووجه من تهواه يطل عند الصباحات كالحريق ، كيف لا وقطرات الندى تجففها الشمس من على جبينك بعدما سكبتها أجفان الليل على ذاك الجبين وخوفي أن يطول الانتظار وتستعر الشمس بحرارتها ويتحول الرصيف إلى نار حارقة وأنت لازلت مع الصبح تمني رؤيتها معترفاً بالوقوف بالشارع الخطأ علك تراها لتكون صباحاتك جميلة وعذبة وكأنك تخضع الأمس المنصرم إلى ميول اليوم وتخشى أن يرتحل اليوم ويأتي الغد وأنت بذات الانتظار ولا شيء سوى انسياب الجرح من رحم الانتظار كمن يلهو بكفه مع الشمس على أن يحجبها أو كمن يبحث عن الماء وأقدامه على الرمل فلا شيء سوى همهمات ليل انقضى وصبح لم يأتي بالحبيب :

" واقف غلط في شارعك أقدر أشوفك يا ترى
الصبح يا عيني عليه .. يصير احلى بشوفتك " .

طبعاً سيكون الصبح أجمل برؤية من تحب فالحقيقة دائماً هناك تقبع خلف المجهول تملك تفاصيل الحكاية وأنهي قراءتي لهذا النص بنص لشاعر سوداني لايحضرني اسمه :

" على جمر النوى أحيا وقلبي
وليلاتي حزينات الغروبِ
رحلتِ ومذ رحلتي فلا حكايا
ولا عطر يمر على الدروبِ
وسافرت الغمائم دون عودٍ
وناحت كل صادحة طروبِ
وإذ تفد النجوم .. تظل حيرى
تسائل عنكِ في ولهٍ غريبِ " .


محمد الطويل




التعديل الأخير تم بواسطة محمد الطويل ; 15-03-2011 الساعة 06:26 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:24 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية