روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »     حنين [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,471ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,729ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,735
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,436عدد الضغطات : 52,207عدد الضغطات : 52,311

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-08-2015, 09:37 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي الإخوة الأربعة الجزء الخامس





حكاية شعبية




الأخوة الأربعة




الجزء الخامس


البلدة الطيّبة


فرح زعيم اللصوص بالأموال المرسلة إليه
وأشتد طمعه وزاد جشعه، وإستخف بغرمائه غباءا وجهلا
وبطرا وغرورا، وقد قيل قديما:
لا تكن المغرور فتندم ------- ولا تكن الواثق فتصدم
فتوهّم أن الوزير وقومه إنما دفعوا إليه ذلك المال خوفا ورهبة وتقيّة
وأنهم سيدفعون الغالي والنفيس في حال حضوره شخصيا
فأمر رجاله بالتأهب لمهاجمة القرية ليلا
بينما كان الضيوف قد أعدوا خطة ذكية لإستقباله
وقد أدرك الوزير مخلد أن الزعيم سيطمع بالمزيد من المال، فالطمع عمى
وبعد مغيب الشمس قدم إلى مقر اللصوص وفد من القرويين
مع مجموعة من الرجال يحملون مراجلا عظيمة، مملوءة بالطعام اللذيذ
وما إن إقتربوا من المعقل حتى تصدّى لهم الحراس,فسلّهم شيخ القرية القدور قائلا:
هذا عشاؤكم هدية من الضيوف, وهم يعدونكم بمثلها خلال مدّة إقامتهم في القرية،
فأغتر الإرهابي، وداخله الكبر , وصمم على مباغتة الضيوف، وسلبهم جميع ما يملكون,
لكن رجاله الحّوا عليه في تناول الطعام المهدى إليهم، قبل تنفيذ خطته الإجرامية,
فإنشغل اللصوص بالطعام, بينما إنشغل الوزير وقومه بإعداد سجون القرية
وتجهيزها لإستقبال الضيوف البلهاء،
وما أن تناول المجرمون الطعام حتى خدرت أجسامهم، وثقلت أجفانهم، وخارت قواهم
وما لبثوا أن فقدوا الوعي والشعور وناموا في أماكنهم. وعندما تأكد القوم من تخدر جميع المجرمين
هجموا عليهم في عقر دارهم، وربطوهم بالحبال المتينة،
ثم حملوهم على خيولهم وأودعوهم في السجون، وقد فرقوا جمعهم وشتتوا شملهم.
وعند منتصف الليل المقمر فاق اللصوص من المخدّر الثقيل، فوجدوا أنفسهم مربوطين،
ومقيّدين في السجون المشددة الحراسة، وقد نصبت لهم مشانق كثيرة في ساحات القرية،
فأينما التفت أحدهم يرى المشنقة معلقة أمام ناظريه، فأرجفوا وزلزلوا زلزالا شديدا.
وقبيل الفجر كان الهدوء يخيّم على القرية، والسكون باسط جرانه على المكان، والإرهابيون نائمون
على وجل وحذرٍ شديدين، وقد أقترب موعد الشروق، وفجأة أقبل الأمير مجيب الحق راكبا فرسا أدهما،
ومعه كوكبة من الفرسان، ورجال القرية، وهم ملثّمون شاهرون سيوفهم، وقد لبسوا السواد
لإضفاء الهيبة والغموض. فلمّا رآهم اللصوص أيقنوا بالموت العاجل، وخافوا خوفا شديدا،
ذلك لأن شملهم قد تبدد، وافتقدوا بعضهم بعضا، فأرتبكوا وحاروا، وحاولوا التخلص من القيود،
فلم يفلحوا، فأزدادوا رعبا وهلعا.



ودخل الأمير مجيب الحق الحبس عابسا متجهما، وكان شابا طوالا جسيما، كأنه طوب شامخ،
فدلّه شيخ القرية على رئيس الجماعة الإرهابية، وقال: هذا هو القاتل، الذي شتت شملنا،
وفرق جمعنا ونهب أموالنا، وأرعب أطفالنا، فصرخ به الأمير صرخة هائلة، وقال:
إنّك لأنت الذي أفسدت في الأرض، وروعت الخلق، وسفكت الدماء، هاهي لحظة القصاص منك قد واتت
ومنيّتك قد حانت، ثم صاح بصوت مرعب: أيها الحراس, خذوا هذا الرجل وأشنقوه حتى الموت,
فهلع كبير اللصوص, وبلغت روحه الحلقوم, فأجهش بالبكاء، ثم قال متوسلا: أرجوك يا سيدي,
أبقي علي, وأعفو عني, فإنني والله لم أقتل أحدا، ولم أسفك دما, وسوف أتوب إلى الله عن ترويع الناس،
ونهب أموالهم، وسوف أعيد إليهم ممتلكاتهم, فأجعلني أحد خدمك، أسوس فرسك، والمّع حذائك,
وأسهر على راحتك, ثم بكى، فسكت عنه، وتركه ينوح ويتوسّل, وأخذ يطوف على السجناء الآخرين،
فكانوا أشد هلعا، فأخذ عليهم العهود والمواثيق الثقال.
ثم أمر بإطلاق سراح الزعيم، ورافقه رجالٌ ليعيد الأموال المنهوبة والمسروقة إلى القرويين،
وعندما رأى الأمير وقومه صدق الجماعة، ورغبتهم في التوبة والصلاح، أطلقوا سراحهم، فشكروهم
واجتهدوا في إثبات إخلاصهم، وسلامة نياتهم، وأخذوا يشاركون في إعادة إعمار القرية
وحفر الآبار وشق الطرقات وغرس الأشجار، وعمل الإخوة الثلاثة وقومهم والقرويون بجد وإجتهاد
حتى جرت المياه في السواقي والأفلاج،
وأورقت الأشجار، ورغت الأغنام وصدحت الأطيار، وتفتحت الأزهار، فأمر الأمير بهاء الدين وكان الزعيم،
بتوزيع الأموال على سكان القرية، وتسيير القوافل لجلب الميرة، فخرج الرجال بما فيهم اللصوص التائبين
فأشتروا ما تحتاج إليه قريتهم، وعندما علم الناس الذين هجروها قسرا بتغير الأحوال عادوا إليها
وساهموا في إحيائها وإعمارها. وكانت القوافل الرائحة والغادية تفد إليها، فأنتشر خبرها وعرف مكانها،
فهاجر إليها الناس من مختلف البقاع، حتى غدت مدينة كبيرة خلال سنتين. وقد علمت العصابة الحاكمة
برئاسة الأمير مطلق بما فعله ابناء دريقان، وتأسيسهم مدينة جديدة، فلم يكترث لها أحد منهم،
وظنّوا أنّهم قادرون على محوها من الوجود متى شاءوا.
وبعد الإستقرار وإستتباب الأمن، تذكّر الأمير بهاء الدين امارة أبيه فشعر بالحزن والقلق
ثم مر به خيال ريحانة فأبتسم، وقرر أن يطمأنها على سير الأمور، وعزم على التوجه إلى هناك لمقابلتها
وعندما عرض رغبته على خاله الوزير مخلد، حاول أن يمنعه، فلمّا رآه مصرا تركه
فاصطحب الأمير بهاء الدين عجوزا على أنّها والدته، وطلى شعر رأسه ولحيته وشاربه وحاجبيه بالورس
ولبس لباس الدراويش ورافقتهما مجموعة من الفرسان للحماية, وعلى أطراف الإمارة
طلب منهم أن يعسكروا هناكوأن ينتظروهما, ثم أركب العجوز على حمار قاده
حتى وصلا إلى البوابة صباح اليوم السادس من الرحيل
فأعترضهما الحراس، وطلبوا منهما دفع العشور, فبكت العجوز وولولت, ثم قالت:
لا نملك مالا, وإنما قدمنا إلى هنا لنتسول، فإن إبني هذا بهلول أبكم, ولا يجيد عملا سوى الرقص
فسخروا منهما وتركوهما يدخلان، فأخذت العجوز تهيب بالناس: أطعمونا لوجه الله ... غرباء فقراء ...
جوعى عطشى أطعمونا لوجه الله... لوجه الله.
فأجتمع حولهما الصبيان والسفهاء، وأخذوا يعبثون بالأمير بهاء الدين، وهو يرقص ليثير ضحكهم
وكانت النساء تستدعي العجوز وابنها، فإذا دخلا منزلا طلبن من البهلول أن يرقص
فكان يرقص رقصا شنيعا مضحكا، فإذ أنتهى صاحت العجوز:
أطعمونا لوجه الله لوجه الله، فربما حصلا على كسرة خبز أو صاعٍ من تمر.



وفي المساء كان خبر العجوز وإبنها الراقص قد وصل إلى الأميرة ريحانة، فعرفت انه إبن عمّها الأمير بهاء الدين
لكنّها أظهرت عدم الاكتراث، بينما أوعزت إلى أختها الصغرى زمزم بالإصرار على إستقدام العجوز وإبنها
في الغد ليتفرجن عليه. وحين أوت إلى فراشها، أخذت تتصور لحظة لقائها بإبن العم، بعد الغيبة الطويلة
وتواردت الأسئلة على مخيلتها:
ماذا حدث؟ ولماذا عاد ابن عمي؟ هل سيعرفني؟ وكيف لي أن ألقاه؟
وماذا سيفعلون به إن كشفوا حقيقته؟ ثم نامت على حلم اللقاء.
وفي الضحى صحت على ضحكات أخواتها، وتوسلات العجوز: أطعمونا لوجه الله.
فتهيأت، وخرجت مسرعة،
وعندما وصلت إلى المجلس شاهدت العجوز وإبنها يخرجان من بوابة القصر

يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-08-2015, 11:20 PM
الصورة الرمزية عبدالله الراسبي
عبدالله الراسبي عبدالله الراسبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قسم الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 9,051

اوسمتي
وسام الإدارة وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي


اخي العزيز والقدير الرائع ناجي جوهر قصه جميله جدا ورائعه
وسرد طيب ورائع
وننتظر الاحداث القادمه بكل شوق
لا حرمنا الله من قلمك المبدع وقصصك الرائعه
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-08-2015, 09:04 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي





حفظك الله ورعاك يا أبا نصر
أسعدني مرورك
وتشرّفت بحضورك
وتقبّل تحيّاتي


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-09-2015, 01:52 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية الأخوة الأربعة الجزء الخامس



حكاية شعبية



الأخوة الأربعة




الجزء الخامس


اللقاء السريع




فنادت هلعة: إنتظري يا خالة إنتظري
وعندما سمع الأمير بهاء الدين صوتها، ورآها في الشرفة توقّف، وقال للعجوز هامسا:
عودي ياخالة، إنها من أبحث عنه، فعادت العجوز وهي تقول: أطعمونا لوجه الله، ثم صاحت:
أقبل يا ولدي، فإن الأميرة الجميلة لم تشاهد رقصك البديع بعد، وعندما دخل، والتقت عيناه بعينيها عرفها وعرفته
وأبتسم قلبيهما رضا، وأزهرت شجرة الحب في صدريهما، وفاحت رياحين المحبة وعطّرت المجلس بعبيرها
وزقزقت عصافير السعادة في نفسيهما وإمتزجت روحيهما في لحظة صفا زكيّة، وسرعان ما توطّدت عرى المعزّةِ بينهما
ووجد كل منهما ضالته في الآخر، وفيما هما سابحان في هالة عشق وغرام طاهرة، دخل الأمير مطلق بغتة
وشاهد بعينيه سرحان إبنته في الخيال, وتيهان إبن أخيه في عالم الجمال، فأستقبلته العجوز الماكرة بإبتسامة عريضة
وشغلته عن ملاحظة الأمور على حقيقتها, وأقبلت عليه بوجهها المجعد قائلة: أطعمونا لوجه الله أيها الأمير
وعندما سمع العاشقان كلمة السر، طويا كتاب العشق والغرام، وولجا باب الحيلة والخداع
فأبدت الأميرة ريحانة استياءها من رقص البهلول الفظيع وقالت:
إنّ ابنك الأبكم لا يجيد الرقص يا خالة، فألصق الأمير بهاء الدين وجهه إلى الحائط متظاهرا بالخجل
وبكت العجوز تأثرا وقالت: أهكذا يا ابنتي تكسرين خواطرنا، وتحزنين قلوبنا
لقد أتينا من بلاد بعيدة، بعد أن أذاقنا الناس الويل، ولجأنا إليكم لتطعمونا لوجه الله.
ثم توسلّت إلى الأمير مطلق: أرجوك يا سيّدي، دعنا نأوي إلى سرداب القصر، فإن الليل أقبل
وسوف يقوم إبني بهلول بخدمتكم. فقال الأمير وقد أدركته الرأفة بقدرة قادر: وماذا يجيد ابنك؟
قالت العجوز: الرقص يا سيدي الرقص، سيقوم بهلول بالرقص ليل نهار أمام جنابكم، فضحك الأمير مطلق، وقال:
حسنا، ناما في السرداب، ولكننا لسنا بحاجة إلى رقص ابنك البهلول هذا، ثم انصرف ضاحكا، وقد إنطلت عليه الحيلة.
فهمس الأمير بهاء الدين إلى ابنة عمّه: سأنتظرك بعد الغروب.
وما إن غابت الشمس حتى أعدّت الأميرة ريحانة صينية كبيرة، رصّت عليها أطباقا مليئة بمختلف أنواع الأطعمة
التي أعدها الطباخون، فهذا طبق مليء باللقيمات، وذاك به هريس، وفي طبقٍ ثالث خبز رغال، وقصعة سمن بلدي
وفي وعاءٍ صغيرٍ دبس كثير، ثم وضعت الصينية على رأسها، واصطحبت أختها زمزم، وتوجهتا إلى والدهما تطلبان منه الإذن
وحين شاهد الأطباق الممتلئة، كاد أن ينفجر غيظا، إلا ان الفتاة الصغيرة تدخّلت قائلة:
إنّ العجوز ستخرج غدا وتحدّث الناس عن كرم الأمير مطلق، فأنفرجت أساريره، وسمح لهما بالذهاب.
وحين أقبلتا، أخذت العجوز تزعرد وترحّب بهما قائلة: أهلا بكما أيتها الأميرتان الكريمتان، إنني أتضور جوعا
وشرعت تدعو للأمير مطلق وتلهج بشكره، بينما إنفرد الحبيبان غير بعيد، فكان الصمت للحظات أبلغ من ملايين الخطب
ثم تكلّم الأمير بلسان فصيح فقال: ريحانة يا ابنة العم، إنك روحا تسري في روحي، وحبا جرى في عروقي
وأغنية عذبة أطربت كياني، وزهرة أبهجت عمري، ونسمة غشت فؤادي، فسحرته بعبيرها اللطيف.





فقالت ريحانة وقد أسكرها الغزل: يا لك من متحدث لبق يا ابن العم، لكن دعنا من هذا، وقل لي: ما الذي أتى بك إلى هنا؟
قال: أتيت لأبشرك بأننا قد عمّرنا مدينة كبيرة، على بعد خمس مراحل من هنا، وأن الناس تفد إلينا من مختلف البقاع
يبنون منازلا لهم، ويستقرون، والأهم من كل هذا أحببت أن أراكِ، وأن أطمئن عليك.
قالت ريحانة: يا لك من مغامرٍ يا بهاء!
ألم تفكر فيما سيحصل لك لو وقعت في يد أبي؟
قال: بعد أن أراك لن أبالي
قالت حسنا أيها العاشق، إليك مفاجئة لا تخطر على قلبك.
قال: وما هي؟
قالت: لن أخبرك إلا إذا
فقاطعها متلهفا: موافق موافق، ما هي المفاجئة؟
قالت: لن تصدّقني
قال: بل أصدقك قولي بالله عليكِ فلقد شغلتي قلبي
قالت: إنّ لك أخ ثالث في الهند
قال: أحقا ما تقولين يا ريحانة؟ لا لا إنّك تمزحين
قالت: ألم تقل إنك ستصدِّقني؟
قال: وكيف ... ثم سكت متفكِّرا
فقالت له: ما بك؟ لم سكتّ؟
قال: الآن تذكرت
قالت: وماذا تذكّرت؟
قال: لقد أعطتنا والدتي عنوانا في الهند، وأمرتنا بالذهاب إلى هناك عندما نتمكّن.
قالت: ولماذا ... وسمعا صوت إحدى أخواتها تنادي:
يا ريحانة، يا زمزم أسرعا، إن أبي يسأل عنكما
فأخرجت حزمة رسائل، وقالت له: هذه رسائل أخيك
فقال: سوف تأتين غدا؟
قالت: سيأتي أخوك إلى هنا خلال أيّام، فحاول أن تصل إليه.
وفي تلك اللحظات، وصلت سفينة الأمير حيدرة خان إلى البندر، ولم يتمكّن ركابها من النزول
إذ أرسل الأمير مطلق أمرا ببقائهم في سفينتهم إلى الصباح, ومع شروق الشمس
كانت عساكر الامارة ورجال الجمارك في الفرضة (الساحل) ينتظرون نزول التجّار، وبعد قليل أقبلت الجالبوت (قارب خشبي)
ونزل منها النوخذة الهندي، والتجّار، وكاتب القصر مسعود الغفني والأمير حيدرة خان, ثم صعد رجال الجمارك لإحصاء البضاعة
وحساب العشور, وأقبل التجّار من ابناء الإمارة المغلوبين على أمرهم، يساومون ويعقدون الصفقات
وشاهد كاتب القصر شقيقه الأصغر فيروز، لكن الشقيق لم يعرف أخاه، بسبب كبر سنه، وتغيّر ملامحه، إضافة إلى التنكّر
فهفت نفس مسعود الغفني واغرورقت عيناه بالدموع, فلكزه الأمير حيدرة خان بلطف, فثاب إلى رشده
وأخذ العمال يفرغون حمولة السفينة على الفرضة, ويحملون المبيعات إلى المخازن
ثم إستدعى الأمير مطلق نوخذة السفينة والتجار، ليقوم بواجب الضيافة كما هو معتاد.
وبينما كانت الأميرة ريحانة مشغولة ببعض شانها، أقبلت عليها أختها زمزم مبتسمة مستبشرة، وقالت في لهفة وإندفاع:
تعالي يا ريحانة وأنظري إلى هذا الفتى الهندي، إنّه يشبه بهلول الراقص، فانتفضت ريحانة وقد أيقت أنه ابن عمّها حيدرة خان.
فهرعت لتنظر إليه، وتتحقق منه، فلمّا وقع بصرها عليه شهقت من هول المفاجئة، فسمعتها بعض أخواتها، وأقبلنَ عليها يسألنها
وعندما إمتنعت عن كشف السر، حقدنَ عليها، وأستدعينَ عمّتهن زعفران إلى المكان، وأخبرنها بما فعلت ريحانة
وعندما نظرت إلى الضيوف، ولمحت الأمير حيدرة خان شهقت بدورها، وأسرعت تستدعي أخاها الأمير فضل
فلمّا حضر أخذت تشير بأصبعها إلى الأمير وعندما رآه نزل من فوره ثائرا هائجا، فصاحت الأميرة ريحانة:
أهرب يا حيدرة. أهرب يا ابن العمّ.
فسمعها كل من في المجلس، فخجل والدها، وإحمرّ وجهه غيظا وأحرج أمام الحضور، لكنه عالج الأمر
وكان الأمير بهاء الدين في الجوار فسمعها، وسمع ضجة في قصر الإمارة، فهم بالفرار
ثمّ تجلّد وأخذ يدنو من القصر رويدا رويد، وعلى حذر.
بينما قبضت الأميرة زعفران وبنات أخيها على الأميرة ريحانة، وحبسنها في غرفتها، بعد الشتم واللطم
أمّا الأمير فضل فنزل مسرعا، وأمر رجاله بإعتقال التاجر الهندي القاعد مع الأمير مطلق
وعندما همّوا بالإنقضاض عليه أصيب كل من في المجلس بالدهشة، وصاح فيهم الأمير مطلق: ماذا تفعلون؟
أتركوا ضيوفي أيها البلهاء. فقال الأمير فضل: إنه أحد ابناء لطيفة اللقطاء، وأمر بإعتقاله.
وعندما دنى منه العساكر، نهض الأمير حيدرة خان، ورطن بلغة الهنود، وكان لا يتحدّث بالعربية منذ وصوله
خوفا من إفتضاح أمره فقال غاضبا: ميرى هيدرا كان نيه، ميرى رفيق أعزم هيه
ففغر العساكر أفواههم، وقال كاتب القصر مسعود الغفني، بلغة عربية مكسّرة: ما هازا يا جناب حزرتل أمير؟
فقال الأمير فضل: إن هذا الرجل إبن دريقان الهالك.
فضحك الكاتب، وقال: هازا مُش ولد دريقان، إنّه ولدي رفيق أعزم ونهنو لا نأرف هيدرا هازا
غير أنّ الأمير فضل لم يصدّقه، واقترب بنفسه من الأمير حيدرة خان، وأخذ يتفحصه من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه
وبقي محتارا يحدّث نفسه، بينما كانت أعصاب الأمير حيدرة خان على المحكّ، فلقد سمع الإهانات التي لا تغتفر
لكنّه تربى على الحلم والأناءة، فنفعه التريّث في هذا الموقف العصيب. وصبر متمثلا بقول الإمام الشافعي:
يخاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أكــون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلـما ** كعود زاده الإحراق طيبا
وصرف الأمير مطلق الجنود والضيوف، وأستبقى كاتب القصر والأمير حيدرة خان، وأخاه الأمير فضل
ليتأكد من شخصية الأمير ثمَّ صعد إلى غرفة ريحانة، فصفعها صفعة مؤلمة، وقال: لقد مرّغتي سمعتي في التراب، أيتها التافهة
أين هو ابن عمّك؟ أجننتي؟
إنّه تاجر هندي أيتها المهووسة.
فقالت أخته زعفران: بل هو ابن دريقان، إنه يشبه اللقطاء تماما.
فأحتار الأمير مطلق، وقرر إحتجاز الأمير حيدرة خان، ثم إنصرف بعد ان أمر بحبس ريحانة، ومنعها من الخروج
وعندما أنفردت بها أختها زمزم سألتها: من حيدرة خان هذا يا ريحانة؟
فقالت لها إجلسي، وكانت زمزم في السابعة عشر من العمر آنذاك فأخبرتها بكل شىء يخص عمّهما دريقان، وأبنائه الأربعة
فتحمّست زمزم لمساعدة بني العم، وقد سحرتها جاذبية الأمير حيدرة خان.

يتبع إن شاء الله




رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-09-2015, 09:26 AM
الصورة الرمزية أبو مسلم الصلتي
أبو مسلم الصلتي أبو مسلم الصلتي غير متواجد حالياً
باحث في الموروث الشعبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 7,224

اوسمتي
وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام الإبداع وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

قصه رائعه
أحسنت أخي ناجي
أتمنى لك دوام التوفيق ،،،
__________________
لاتخلط بين شخصيتي وأسلوبي ...
فشخصيتي هي أنا ... وأسلوبي يعتمد عليك !
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-09-2015, 07:50 AM
غدير طه غدير طه غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: At Home
المشاركات: 605

اوسمتي

افتراضي

صفحة ماتعة
تسلم الأيادي أخي ناجي جوهر
__________________
لامَركَبٌ كجرأة المطرِ يُعجِبني
كَمَركَبٍ ورق بَينَ أشعة القمر
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-09-2015, 05:18 AM
محمد العربي محمد العربي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 268

اوسمتي

افتراضي

اليوم عدت من جديد
أطلب من ناجي جوهر المزيد
الكرم طبعه
فسيأتي إليّ بما أريد ...
أتمنى من الله عز و جل ان يسعدك في الدارين

اعذرني صديقي على التقصير في الرد على هذه الروائع
فانه يعجز الهمس أن يدرك قمم الجبال..
دمت بكل خير
__________________
وددت ُ لو أنني كـُــنت ُ بقربكم الان ،
نـُـمسك ُ بالقلم سوياً ونكتب ُ فوق صحاف الهوى
رسائل من فحــوى الكلمات ، ونـُـوّريثها للعشاق .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-09-2015, 11:25 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم الصلتي مشاهدة المشاركة
قصه رائعه
أحسنت أخي ناجي
أتمنى لك دوام التوفيق ،،،
حفظك الله ورعاك أخي الشاعر القدير / أبو مسلم الصلتي
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-09-2015, 11:27 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة umabdolla مشاهدة المشاركة
صفحة ماتعة
تسلم الأيادي أخي ناجي جوهر



تعيشي وتسلمي أخيّة أم عبدالله
شكرا جزيلا


e][/color]
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-09-2015, 11:29 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العربي مشاهدة المشاركة
اليوم عدت من جديد
أطلب من ناجي جوهر المزيد
الكرم طبعه
فسيأتي إليّ بما أريد ...
أتمنى من الله عز و جل ان يسعدك في الدارين

اعذرني صديقي على التقصير في الرد على هذه الروائع
فانه يعجز الهمس أن يدرك قمم الجبال..
دمت بكل خير


تشرّفت بمرورك أخي القدير
الأستاذ الشاعر / محمد العربي
حفظك الله ورعاك

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية