إلى الحاج سعد الطابوني في تعزية ابنه منصور

[فيصل مفتاح الحداد]

للحاج سعد سالم أبناء كُثُر ـ أبقاهم الله تعالى ومتعه بهم ـ ومن بينهم شاب صغير في سنِّه ، يدعى منصوراً ، أدركته الوفاة ، فحضر الشاعر فيصل مفتاح الحداد أيام العزاء ، وكتب له هذه القصيدة معزياً إياه في فقيده الراحل رحمه الله تعالى :

عــلام نـبـكي وما للخـطب يبكينا ............إذا النّـوائـب حلـّت أرض واديــنا
أمـن فـراق عـزيـز غــاب صـورتــه ...........أمسـت تـفـيض من الذّكرى مآقينا
ألا تـرى صـولة الأيـام غــالــبــــة............ وعـزمـها الـنـّافــذ القــهّار يـثنينا
فينا قلـوب إذا مـا اخـتـارها قــدر ...........تـدافـعـت أسـهـم الأرزاء تـرمـينـا
ياسعد لا تـبـتـئـس مما ابتليت به ..........وربّـنـا الخــالق الرّحـمـن يـكـفـينا
منصـور لبـّى نـداء الله محـتـسـبـا ..........واختاره الله مـمـن كـان يـعـطـيـنـا
تغشى ملائـكـة الـرّحـمـن روضتـه .........تـدعـو لـه رحـمـة مـنها وتـأبـيــنا
يـأوي إلى روضــة غـنـّاء عــاطـرة ..........فـاحـت مـنـابـتـها وردا ونـسـريــنا
ابـن إذا ذُكـر الأبـنــاء أطوعـهـم .............أعــــــلاهـم أدبـا أسـمـاهـم ديـنــا
قـد فــاق أقــرانـه عـلـما ومعرفة ..........حـتّـى غـدا آيــة فـهـمـا وتـلـقـيـنا
أكرم به سيـّدا من بـدء نـشـأتــه ........... كانـت مخايـلـــه الغـــرّاء تـزهـيـنا
إنّ الجوازي تأبى الضّيم مذ خلقت ..........وصـفـوة الـنـّاس مـن كانوا الطّوابينا