نخلة علي الجدول من روائع الطيب صالح

[باسط المكي]

يفتح الله )

-(( عشرون جنيهآ يارجل تحل منها ما عليك من دين وتصلح بها حالك .. وغدا العيد وانت لم تشتر بعد كبش الاضحيه . واقسم انني لو لم ارد مساعدتك فان هذه النخله لا تساوي عشره جنيهات ))

ولكن شيخ لم يفد حسين التاجر باجابه سوى (يفتح الله ) وتمتم محجوب ( يفتح الله انا تمرتي ما ببيعها ) وردد الرجل في نفسه (يفتح الله ) وقاده ذلك التفكير لقوله تعالى ( انا فتحنا لك فتحا مبينا ) – الفاتحه – الفرج . واحس لاول مره ان عباره ( يفتح الله ) هي اكثر من كلمه تنهي بها المبايعه وتفقل الباب في وجهه من يريد الشراء انها مفتاح لمن اعسره الضيق وامضه البؤس واثقلت كاهله اعباء الحياه وما كان احوج محجوب الي الفرج والفتح حينئذ .

وجزب التاجر عنان فرسه وقال مغتاظا ( باكر بتجي تفتش الدين ) وقبل ان ينطلق ابصر محجوب ابنته الصغيره تهرول نحوحه فرحه مضربه . فتحرك في قلبه امل بدأ عسيرا ولم ينتظر الطفله ريثما تصل بل اسرع نحوها :
( شنو ؟ .. مالك …. ؟ شنو … ؟ ) وحاولت الصبيه ان تفض اليه النبأ بصوت الثغ ( الناس دالو ود ست البنات دا من مسر وداب لينا دواب من حسن اخوي )

وفي بيت ناس ست البنات انتظر محجوب بين جموع الناس وهي تهنئ ود ست البنات بسلامه العوده واخيرا لمحه الشاب بين جموع الناس وشق طريقه له وقال ( حسن قالك تعفى منه ومرسل تلاتين جنيه والطرد ده )

وفي الطريق الي بيته تحسس الرجل رزمه المال التي صرها جيد بثوبه وانحدر من عل الي غابه النخل الكثيفه



الممتده اسفل البيوت وتتميز بينها نخلته " ممشوقه شامخه وخيل اليه ان سعف النخله يهفهف ويسبح الله قائلا

( يفتح الله ….. يفتح الله ) .