من غيمة العراف

[ذو الفقار العارضي]

صوت :
ولعــله حزني على كتف المدى
صوت تمزق والرؤى أمســاحي
متنسك بالصمت لاهِ دونــــه
تغزوا مقـــــــابره سنين كفـــاحي
أمي تعد سحابهـــــا لتقوده
من جانب القلب الجريء رياحي
وتضيءأبواب الغيـــــــاب تيمنا
بالعــــــــــابرين مدائني وجراحي

1 /العراف:

صوتُ نايٍ للمدى والليل قنديل الغيابْ
وتمتماتٌ في التشظي
النجم فيها حارسٌ
والروح قافية السرابْ
لا شيء يشبهني هنا
قلبي حنينٌ صاخبُ
عيناي من فرط الدموع تغنيان
وكل ما في الأمر أني
حبةٌ من رمل
يسكنها أنين المتعبين


لا شيء يشبهني هنا
كليِّ امتداد للأنا
والقلب مسبحة وناب
آهِ
ما أقسى انكسارك أيها القلب الحزين
كم من ضحكةٍ كسرتك
وأنت أنت تئن من فرط الكآبة والحنين
تعدو هناكَ
مضمخاً بالحب
والقلق الموثث بالشظايا والغيابْ
تعدو هناكً
وتلك أنثى تفتح الذكرى كتابْ
وتقولُ كفيِّ
أما سئمت من التنقل فوق قلبي دون غاية؟
عيناك ذئبً جائعٌ
ومدٌّ فوضوي للسرابْ
وحكاية ( العذراء) في ملكوتها
جسدٌ يؤثث من تراب
اقرئي الحزن الذي قد دسَّ في قلبي دجاهْ
لغة البكاء تشدني
وطن وقلبٌ وحصاهْ
والعابرون دموعنا
كتبوا
ولما يعرف العرَّاف بعدُ
أن العابرين هم الحفاةْ
من علم الأوطان معنى الدمع
معنى الجوع
معنى الرحلة الأولى
ومعنى كيف تمتزج الغواية بالعذابْ
متعب هذا الجسدْ
متعب حتى التعب
متعب عرافه
والحب ساحله اليبابْ

2 عطارد)
لكَ أن تزف معاركي
وتهز وجدان الغريب
لك أن تقدس رحلتي
وتقول للذكرى هلمي كي نسافر من جديد
يا كوكبي الأقرب للشمس
للحريق الأبدي
يا كوكبي المكتظ دوماً باللهيب
إني أسير على خطاك أعد
أثواب الحنين
أحترقْ بمعاركي وحدي وأنصبني كمينْ
أنا لغة التبعثر أنشر الذكرى أنين
عطارد / خذني إليك
فإن قلبي صار يدمي منذ مولده الحزينْ
خذني إليك
فإني هاربٌ من بؤس بؤسي
من عذاباتي إليك


3 ( عطارد والعذراء)

حزنان يا أمي نسامر بعضنـــــــــا
وتجوع من عري هنــــا صهواتنا
قلبان يــــــــــــــــــا أمي وكل همه
ألاّ تعيش على الأســــــى أصواتنا
جرحان يا أمي وخاصرتي المدى
ما عاث جرح كي يموت أســـاتنا
بل نحن كالجرح القديم أحبــــــة
لم تكترث يومــــــــــــــا بنا آهاتنا
شدنــــا علـى وطن الجراح مدائناَ
هــــــي ذاتنا إن عربدت هي ذاتنا
مكلومـــــــــــة بالحزن كل عيوننا
كنه الحقيقة خوفنــــــــــــا كبواتنا
لم يبق قلب لم نعش آلامــــــــــــه
لم يبق ليل دمعـــــــــــــه صلواتنا