المحــــــــــــــــــــــــــــمدية

[جاسم القرطوبي]

ويسرني أن أذكر هنا مقولة الاديب باولو كويلو : -قد يودي بنا الحب إلى النار أو الجنة ولكنه يودي بنا حتما إلى مكان ما ، ولا غروَ حبنا للمصطفى هو ناجم عن حبنا لله واتباعنا له ظاهرا وباطنا ... هذا وقد انبرى كثيرٌ من الشعراء الذين تيمهم حبُّ النبي صلى الله عليه وسلم لمعارضة قصيدة الإمام البوصيري المحمدية وها أنا كالهر يحكي انتفاخا صولة الأســد عرضا وطولا ....

أنشر هذه القصيدة وأتمنى أن يكتب لها القبول والرضى ونصيحتي الإكثار من الصلاة على الذي كتبت فيه وعلى آله بيته الميامين وصحبه الطاهرين

مُحَمَّدٌ درّة الخلجان ِ والدِّيَــم = مُحَمَّدٌ صدَفُ الإحسان ِ والكرم ِ

مُحَمَّدٌ بهْجَة ُ الدنيا وضرَّتِها = مُحَمَّدٌ خيرُ خـــــــلق اللهِ كلِّهِــم ِ

مُحَمَّدٌ منبَعُ الإخلاص والورع = مُحَمَّدٌ خالص الإيمان والشِّيَم

مُحَمَّدٌ واضحُ البرهان ِ أبلجَهُ = مُحَمَّدٌ زاكيَ الأخلاق والهـمـمِ

مُحَمَّدٌ ملهمُ الأشعار ِ والقلم ِ = مُحَمَّدٌ أعذبُ الإنشاد ِ والنَّغَـــم ِ

مُحَمَّدٌ لفظُهُ ميما الحنـان لنا = مُحَمَّدٌ أفصحُ الأعراب والعجم ِ (1)

مُحَمَّدٌ حُبُّهُ نورٌ لمقلَتِـــــــنا = مُحَمَّدٌ بلسَمٌ يشفي مِـــنَ السَّقــم ِ

مُحَمَّدٌ رفرفت بالحقِّ رآيتُهُ = مُحَمَّدٌ في الوغى كالأُسْدِ في الأجم ِ

مُحَمَّدٌ شافعٌ للخلق ِ قاطبة ً = مُحَمَّدٌ دِيْمَة ٌ تروي فؤادَ ظـــمي

مُحَمَّدٌ بَدْرُ تِمٍّ ساطع كضحى = مُحَمَّدٌ كوكبُ الإشراق في الظلم

مُحَمَّدٌ أهدبُ الأشفار ِ ذو دَعَج ٍ = مُحَمَّدٌ فخرُ أهل الحِلِّ والحرم ِ

مُحَمَّدٌ أحمدُ الماحي وقائدنا = مُحَمَّدٌ رحمَة ٌ عمّت على الأمم ِ

صلى وسلَّمَ ربي دائما كرما = عليه ما صدحَ العصفورُ في الهرم ِ

عدَّ الذرى والدجى والنور ِ والنّعم ِ = والوحش ِ والرمل ِ والأنفاس والنّسم ِ

والآل والصحب ثمَّ التابعين لهم = أهل الهدى والندى والجود والذَّمم ِ

صلى إلهي على المختار ِ ثُمَّ على الــ = صِِّدِّيْق ِ شيخهم ُ وفَّى ولم يسم ِ

يا ربُّ وارضَ عن الفاروق سيدنا = بالعدل قام ولم يَبْكُم ولم يصم ِ

وجد إلهي لذي النورين مَنْ كملت = له المكارمُ في الإبكار والغسم ِ

يا ربنا واشمل اليعسوبَ حيدرة ً = مَنْ كان في العلم مثل العارض العمم

وجُدْ على جاسم ٍ بالعفو مكرمة ً = والمسلمين من الآزال للعـــــدم ِ

والحمدُ لله مُولي الخير ِ والنّعم = والشكر يزدانُ في بدء ٍ وفي ختم ِ

/////

1 – قيل أنه لا توجد لغة في العالم خلت من حرف الميم في كلمة الأم فالميم يأتي من الصاق الشفتين ببعض وهكذا الأمّ فهي المشفقة ، واستعرت من هذا المعنى البيتَ.