موعد مع السلطان

[ذكرى]

تعودنا نحن العمانيين على الجولات السلطانية في موعد محدد ... كان موعد لا يخلفه صاحب الجلالة يجوب فيه شمال عمان وجنوبها شرقها وغربها .......موعد لا يخلفه القائد ولا يخلفه المواطنون إنتظارا وترقبا ......................
إنتشرت الأنباء الموكب الميمون في طريقه إلى صور العفية وخرجت الجموع يدفعها الحب والوفاء لسلطان جاء يمد أواصر المحبة لشعبه .
خرجنا أطفالا تغمرنا الفرحة والترقب وذقنا يومها جمرة الإنتظار يمر الوقت بطيئا جدا حتى شعرنا أنه لا يمر وفجأة شمس الصباح الدافئة إستحالت شمس ظهيرة حارقة واستبد بنا العطش ولكن الخوف الذي كان يسكننا من أن تفوتنا رؤية الحبيب منعنا من الذهاب لبيتنا القريب حتى نطفىء العطش بشربة ماء.
أنا وصديقتي إخترنا مكانا بعيدا ما عن الجموع ربما رغبة منا بالإنفراد لرؤية الموكب بعيدا عن الزحام.
كنا هناك في ثبات الجبال المحيطة بنا نرفض أن نتزحزح من أماكننا والهواجس تلعب بنا هل سندرك الموكب هل سنرى السلطان؟؟
وفجأة لاح من بعيد فجر فرحتنا السعيد وقفنا ننظر إلى من ملك القلوب وأستأثر بعقولنا وأبصارنا كأننا في حلم أنا وصديقتي حضينا بإلتفاتة كريمة سامية وإشارة من يمينه الحانية
لم يكن أحد يقف بجانبنا فقط أنا وصديقتي وكانت تصرخ فرحة لقد نظر إلينا لقد سلم علينا وجرت مسرعة موازية للموكب أما أنا فقد وقفت مشدوهة أستعيد لحظات الحلم وتعلو وجهي إبتسامة تتجدد كلما مرت بي ذكرى موعدي مع السلطان .