روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
أنشودة اهداء من ابنتي الطالبة ... [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     "دمعةٌ في عينيك… ومأوى" [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     شكر وعرفان لأم سالم [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     بـقـايــا هـلـوسـات.. [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     زحمة مشاعر [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     رحلت بطيبك الصافي [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     فراغ وللأسف ينداس.. [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     أحاسيس للبيع [ آخر الردود : أبو عبدالله - ]       »     لا تقول يلي:غدا [ آخر الردود : حمد الراجحي - ]       »     العبور على ذاكرة من المطر [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,927ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 3,200ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 9,237
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 53,098عدد الضغطات : 52,857عدد الضغطات : 52,942

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2010, 01:19 PM
الصورة الرمزية عبد الرحمان رشيد التواتي
عبد الرحمان رشيد التواتي عبد الرحمان رشيد التواتي غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: قفصة ، الجمهورية التونسية
المشاركات: 19
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبد الرحمان رشيد التواتي
افتراضي كلب ينبح على " مشينة " *

كلب ينبح على " مشينة " *

كان عندنا في قديم الزمان كلب متحمّس جدّا ، ينبح لأتفه الأسباب ، و تستفزّه أدنى حركة . ضبطته مرّة يحاصر خنفساء خلف الدار ، و ينبح نباحا متواصلا كأنّما يحاصر سبعا ضاريا . و مرّة أخرى سمعته يقلب الدنيا نباحا ، فقلت لعلّه ضفر بلصّ يتربّص بمنزلنا ، فإذا به يتابع ظلّ شجرة صغيرة كانت الرّيح تحرّك أغصانها فيتحرّك ظلّها.
كلبنا هذا أصبح موضوع تندّر عند الأجوار . يقولون كلب دار فلان تافه و أبله ، يظنّ كلّ ما يتحرّك هدفا ، و يتوسّم فيه خطرا داهما ، و لعلّهم يقولون أيضا الكلاب على أمثالها تقع .
حدّثته يوما حديثا هادئا . قلت له :
ـ اسمع يا كلب يا ابن الكلب ! لقد جلبت لنا الخزي و العار ، و جعلتنا أضحوكة بين الناس . تعقّل قليلا و دع التفاهات . ليس كلّ شيء تراه يتحرّك مدعاة للنباح . ادّخر نباحك لمسائل أهمّ ، فالدّهر طويل ، و أعمار الكلاب طويلة كذلك . ستصادفك مناسبات أخرى تحتاج فيها إلى نباحك . لا تبذّر طاقتك في ما لا يعني . ثمّ نحن لسنا وحدنا في هذه القرية ، حولنا أجوار لا يفوتهم شيء . كلّ حركة يسجّلونها . و أنت تمتّ لنا بصلة و ما تأتيه من حماقات يحسب عليك ، و علينا .
ظلّ يستمع إليّ في صمت حتّى خلته قد أدرك صواب كلامي و استوعب الدّرس .
...
ذات يوم وفد على القرية أناس غرباء ، ألوان جلودهم و عيونهم تختلف عن ألواننا ، قيل إنّهم مستعمرون جاؤوا يعمّرون البلاد . فاستبشرنا خيرا و انتظرناه ـ أي الخير ـ . مهّدوا طريقا ثمّ مدّوا عليها سكة حديدية لا نعرف مبتدأها و لا منتهاها . بعد أيام دخل القرية قطار طويل كيوم صيف . عربات يجرّ بعضها بعضا ، هذه ملتصقة في مؤخّرة الأخرى . أحدث صوت القطار ضجيجا هائلا ، و أزّت عجلاته أزيزا حادّا يثقب الأذن . وقفت كغيري من الخلق أتفرّج على القطار يمرّ أمامي ، و معي الكلب . كان هادئا في البداية ثمّ أخذته نوبة نباح . كان و هو ينبح يهمّ بين الحين و الحين بمهاجمة القطار ، و أنا أردّه إلى الصواب ، فيتراجع قليلا ثم يعيد الكرّة . يكرّ و يفرّ ، و القطار الذي لا يكاد ينتهي ماض في طريقه الحديدية لا يعبأ بنا . أنهك النباحُ الكلبَ و لم يتوقّف .
انتبهت إلى أحدهم كان يقف مثلي و مثل الكلب ينظر إلى القطار ، كان مبتسما ابتسامة ساخرة . انتظر حتّى ابتعد القطار و لم يعد ضجيجه يصلنا ، و قال :
ـ هه ، كلب ينبح على مشينة .
أحسست بالخجل من نفسي و من الكلب ، و أحسّ الكلب بالخجل مثلي .
منذ ذلك الحين توقّف كلبنا النبّاح عن النباح المباح .
أمّا قول الرجل فقد ذهب مثلا يُضرب في القرية ثم انتشر إلى القرى المجاورة حتى عمّ البلاد بأسرها . سمعت مؤخّرا أنّه بلغ أقاصي الدنيا .

أفريل 2010
*المشينة : كلمة دخيلة من الفرنسية و تعني الآلة عموما ، و لكنّها تستعمل بمعنى القطار عند أهل الجنوب التونسي .
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:40 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية