خاطرة ...جنازة قلم عاشق

[مختار أحمد سعيدي]

خاطرة

جنازة قلم عاشق




و ينحرني الظن قربانا، و تقدمني سذاجة كلماتي أضحية للأيحاء ، و ترمي بي أمواج غضبها على شاطيء الضياع ثانية حيث كنت ، في العراء... و تهب رياح الموت ، تغتال العبارات التي نفخ فيها يوما يراعي الحياة ،تتساقط كأوراق ورود أدركها خريف الأمنيات ....فما أوهنك يا حبري ، و ما أوهنك يا قلمي و أنت ترسم بصدق عرشا وهنا لهوانك، كتب عليك اليقين حمقا تنظر به الى الآتي ، فيتجاوزك بابتسامة ساخرة ، و يتعداك كما يتعدى المسافر مواقع المسافات عبر الزمن ... فماذا أنا فاعل بك ، و أنت يا قلمي تسقيني مرارة حبري ، و تشوه بوشمك الجميل على صفحاتي المشاعر ، و تزين على ظهري الاتهامات ؟...أنا الخائن يا قلمي؟...و أنت الذي يورطني بروائع لمساتك على لوحات عرضتها ريشة مرت من هنا أو من هناك...أنا الخائن يا قلمي ؟..و أنت الذي رميت الفؤاد في بحر لا حد له ، تتقاذفه أمواج مزقت أشرعته ، تدفعه الى مثلث الموت ....أنا الخائن يا قلمي ؟...و أنت تحتوي كل يراع ترد التدفق بالرفق و تحنو على الكلمات كأنها ولدت من رحم مهجتك...
ها أنا ذا أدفع ثمن سذاجتك ، فلما لا تنتحر و تريحني ؟.. لماذا تقاوم ؟..ماذا تنتظر أيها الأحمق الذي ينحني وديعا أمام زخرفة بوحها الجميل ؟ ، كيف تعتنق السراب و تؤمن بالخرافة كأنك طفل عنيد ، و تصنع من الوهم أسطورة لا يؤمن بها سواك....أما بقي في جوفك قطرة حبر رشيد ؟...
سامحني ، أي قلمي ، اني أرى في المنام أني أدفنك حيا ، و لا يهمني ما ترى ، لأنك ألين من أن تعيش في دنيا مفاتيحها حديد و ساكنها جلاد عتيد.

اللهم أرحم قلمي و ثبته
مختار سعيدي