لَوْحَتُهُ فِي جِدارِهَا !

[نوف البادية]

كائن غريب .. بودي أن أشبهه !
أترك وصفهُ هنا !

تعلق في جدارٍ أبيض ..
يراهم حوله ..
يتنفسون .. يشربون ..
وحين تشير إلى الجدار يهمسون ..
وحين تشير إلى صورته يصمتون ..
في كل ليلة تحكي له أحداث واقعها ..
فـ تحتضن أضلاع صورته وقت المنام ..
يتسلل من لوحته ليلاً ..
فـ يغمس نفسه في حمضها لـ يتلون ..
ينظر إليها .. تعيقه عن الحديث ..
أمورٌ صغيرة .. تضج بداخله ..
يجلس هادئاً .. متناغماً مع الموسيقى ..
يقيم حولها حراسة مشددة ..
لئلا يصل إليها طوفان أحلامه ..
خاف أن صمته يمكن أن يشعل الحلم ..
كحريقٍ ينشط في جسد غابة .. لا تأبه لشيء ..
إن كان ثمة لبداية جمال .. يخرج في الصباح .. متسكعاً في الطريق ..
فالشمس المشهورة بدلالها في الآفاق تحمله !
لكن صمته يوقف ابتسامتها ..
حين تمر على الشرفات الخاوية ..
نسي بأنه قد حولها إلى سفر .. استقر في رحم طائرة لا تغادر المكان !
كنورٍ يحلق داخل صندوقه الصغير ..
وعندما يتعب ..
ينطفئ ..
وينام !