![]() |
![]() |
روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الكاتب وإشكالية الكتابة
بقلم مصطفى معروفي ــــــــــ لا بد أن الكاتب عندمايهم بكتابة نصه تكون قد ساورته فكرة ما، هذه الفكرة هي التي كانت من وراء دفعه إلى الكتابة، ولا شك أنه - الكاتب - حين كان يكتب كان ينوي أن ينشر ما يكتبه في الناس ليقرأوه، ولا يهمه إن اتفق الناس معه أو اختلفوا، المهم عنده أن يكون معبرا بصدق عن قناعاته وأفكاره، بكل ما يتطلب ذلك من وضوح في الفكرة ودقة في التعبير،إذ الغاية هي الإحراز على المصداقية مع نفسه أولا ،ثم مع القارئ بعد ذلك. إن الكاتب وهو يشرع في الكتابة يعرف أنه سيتوجه بالخطاب إلى قراء من شرائح مختلفة ومتنوعة سواء في قناعاتها الفكرية أو في خلفياتها الثقافية، منهم من سيتفق معه، ومنهم من سيعارضه ومنهم من سيكون منه بين المنزلتين، ومنهم سيكون خارج الإطار، بمعنى أنه لا متفق ولا معارض. ولكنه إذا كان كاتبا حقيقيا سوف لا يهتم إلا بما يمليه عليه ضميره وقناعته،فهو بذلك فقط سيفصح عن نفسه كما هي لا كما يريدها منه القراء،وبالتالي سيكون كاتبا أصيلا. وبما أن الكتابة فعل يقوم به فاعل هو الكاتب، فهذا الفعل يكون ناشئا عن دوافع هي الأهداف والغايات التي يسعى إليها الكاتب ويرمي إليها من خلال مايكتبه، فالنص لا ينجز من فراغ، ولا يأتي هكذا جزافا وبدون مقدمات،ونحن هنا نتساءل: – حين يكتب الكاتب نصا ما لماذا يريد من الآخرين أن يطلعوا عليه؟ – لماذا لا يحتفظ بنصه لنفسه؟ إن الإجابة عن هذا التساؤل تبدو صعبة شيئا ما، ونحن سنحاول الإجابة عليه من خلال تأملنا للنصوص وما توحي به خارج مضمونها، فنقول: يريد الكاتب من الآخرين أن يشاركوه أفكاره أو على الأقل يطلعوا عليها من منطلقين، أولهما نفسي وثانيهما اجتماعي أخلاقي. فالنفسي يتعلق بالشعور بالنقص - تجدر الإشارة هنا إلى أن الشعور بالنقص ليس مرضا نفسيا - والذي يعمل في نفسية الكاتب سواء وعى ذلك أم لم يع، وهو من خلال كتابته يحاول أن يتجاوز هذا النقص أو يحاول أن يقلل من وطأته عليه لينتقل بذلك من نقطة أعلى إلى نقطة أدنى على مستقيم هذا النقص ليبدو أمام الآخرين متكاملا ،فقد ينكر الكاتب هذه الحقيقة، لكن أفكاره وآراءه تعبر بشكل صارخ عنها. أما المنطلق الاجتماعي الأخلاقي فهو يتمثل في أن الكاتب يتصور نفسه يحمل رسالة أو مشروعا للمجتمع، وفي حالة تطبيق أفكاره ونظرياته سيخطو المجتمع إلى الأمام، وسيصعد سلم الرقي بكل ثقة واطمئنان، وسواء كان هذا التصور ناتجا عن وهم الكاتب أو عن أنانيته إلا أنه يبقى تصورا من الفهم العام لدور الكاتب وما يجب عليه القيام به إزاء المجتمع.وهنا نصل إلى سؤال آخر وهو: – هل الآخرون في حاجة لمعرفة أفكار الكاتب؟ يبدو أن لا أحد طلب من الكاتب أن يقدم له أفكاره، وإنما الواقع بملابساته هو الذي أملى عليه أن يكتب للآخرين، ذلك أن التغيير -أقصد تغيير الواقع - لا يأتي عن طريق شخص واحد حتى ولو كان كاتبا، وإنما يأتي عن طريق التضامن والتكاتف والإقناع والاقتناع، والاحساس بضرورة التغيير،وهذه الأمور لا تكون إلا جماعية، من هنا كان الكاتب يسعى لتحقيق الإجماع حول أفكاره وطروحاته، فبذلك الإجماع يستطيع أن يحقق التغيير الذي ينشده ويعمل لأجله. بالإضافة إلى هذا فالكاتب -ونحن معه -لا يتصور الكتابة إلا كعلاقة رائدها هو التواصل، وإلا فهي تبقى كتابة بدون قيمة، ذلك أننا لا نكاد نتصور كاتبا يكتب لنفسه، ولنفسه فقط إلا بصعوبة بالغة، أقول بصعوبة بالغة وأنا أريد أن أقول أننا لا نكاد نتصورها البتة. هناك من ينظر إلى الكتابة على أنها وسيلة من وسائل التنفيس عن الذات وعن مكبوتاتها، وهذا التنفيس لدى الكاتب هو معادل للبوح والشكوى لدى الشخص العادي، فهو إن لم ينفس عنه سيجد نفسه عرضة للوساوس والقلق، وفريسة سهلة للتذمر المستدام والوجوم المضني مما سيؤدي به في نهاية المطاف إلى مشاكل نفسية عويصة ربما يصعب التعامل معها مستقبلا. وإذاًً، فالكاتب يمارس الكتابة من هذه الزاوية لأنه يرى فيها ملاذا آمنا من التوترات النفسية، كما يجد فيها فيها وسيلة لإبراز الذات كإشباع لإحدى غرائزه. لنعد إلى فكرة تغيير الواقع لدى الكاتب من خلال ما يكتبه والتي أشرنا إليها سابقا، فكما أن الفعل يغير الواقع فكذلك تستطيع الكتابة أن تغيره،وذلك حين تتحول هذه الأخيرة من طور التجريد إلى طور التطبيق عن طريق الممارسة والفعل. وهذا التصور لدور الكتابة نجد مثاله متجسدا في كتابات بعض المفكرين والمصلحين والفلاسفة وأدباء كبار غيروا نظرتنا إلى كثير من الأمور والأشياء في عالمنا الذي نعيش فيه،بحيث تحولت الكتابة/الكلمة على أيديهم وعلى أيدي أتباعهم ومريديهم إلى فعل جسد مضمونها عمليا، ومن هنا نفهم مقولة[الكتابة بوصفها حلما]،بحيث يكون الحلم قابلا للتحقق، وبهذا الخصوص نطرح السؤال التالي: – لماذا يريد الكاتب أن يغير الواقع وما هي مصلحته في ذلك؟ يعرف الكاتب أنه ينتمي إلى مجتمعه انتماء يحتم عليه أن ينخرط في الدفاع عن مصالحه، وعن كل ما يعود بالفائدة عليه، وهذا الانتماء الحالي للمجتمع من طرف الكاتب هو صيغة معدلة ومنقحة عن انتماء الشاعر العربي القديم لقبيلته، بحيث إن انتماءه إليها كان يحتم عليه المنافحة عن قيمها والذود عن حياضها، والتغني بأمجادها الطريفة والتليدة، إذ فضل الشاعر عليها هو كفضل المدافع عنها بالسيف ضد أعدائها ومن يروم الكيد لها. فالكتابة دائما فعل تغيير، وحتى أن ما يسمى بكتابة تكريس الواقع وإدامته هي في نظري كتابة تغيير لواقع يريد أن يصير عينا،وشخصيا أنا لا أفهم التغيير على أنه محاولة تسعى إلى الأفضل عمليا ودائما. لعلنا الآن أصبحنا ندرك أن دفاع الكاتب عن مصلحة مجتمعه إنما هو في الحقيقة دفاع عن مصلحته هو، لأنه يرى أن مصلحته مرتبطة ارتباطا عضويا بمصلحة أو بمصالح الناس الآخرين الذين يشكلون معه المجتمع الذي ينتمون إليه، وأن الدفاع عن مصلحته يقتضي منه أن يدافع عنها باعتبارها مصلحة عامة تهم الجميع، وذلك لكي يكسب تعاطف الناس وتأييدهم له، وإلا سيكون صوته صوتا نشازا طابعه البارز هو الأنانية والمصلحة الضيقة، الشيء الذي قد يجر عليه عواقب غير مرضية له، وربما قد يجعله شخصا منبوذا يشار إليه بأصبع الاتهام. من جهة أخرى تطرح الكتابة بوصفها ممارسة تسعى نحو هدف ما إشكالية متعددة الجوانب، منها ما يتعلق بالكاتب، ومنها ما يتعلق بالقارئ أو بجمهور القراء، ومنها ما يتعلق بالكتابة نفسها.فالكاتب وهو يهم بالكتابة أو يتخذها هما ومسؤولية عليه أن يكون متسقا في فكره، ومعنى ذلك عليه أن يحدد المبادئ والأسس التي ينبغي أن ينطلق منها، وأن لا يحيد عنها وهو يخوض غمار الكتابة،وهذه المبادئ والأسس هي التي ستضمن له أن لا يكون متناقضا في ما يطرحه من قضايا وحلول لهذه القضايا، إذ بدونها سيقع في منزلقات ومطبات تذهب بمشروعه الفكري إن كان له مشروع، وتودي بمصداقيته فيغدو لا يعتمد عليه في الاستشهاد به، وبالتالي سيصاب بانتكاسة قد تضع حدا لمشروعه الكتابي. وبالنسبة لجمهور القراء فالكاتب إن أراد أن يرضي الجميع فسيجد في ذلك عنتا كبيرا، لأن القراء يختلفون فكرا وقناعة ربما لدرجة التناقض الحادة، ولحل هذا المشكل يبدو لي أن الكاتب عليه أن لا يولي اهتماما للقارئ بقدر ما يوليه لما يؤمن به ويعتقده، ويكتب ذلك واضحا جليا بينا، بعيدا عن اللبس والغموض، حتى لا يفهم خطأً، فمن القراء من يفهم النص على غير وجهه وهو واضح ساطع الوضوح، فما بالك إذا كان هذا النص غامضا أوفيه تعمية أو التباس. وفيما يخص الكتابة نفسها فليس من المتوقع دائما أن تكون نظرة الكاتب إليها هي نفس نظرة القارئ ،فالقارئ قد يرى في قراءتها تزجية للوقت،بينما الكاتب يرى فيها رسالة يتوجه بها إلى القارئ، ويراها التزاما ومسؤولية، وقد يحصل العكس، وهنا بالمناسبة أذكر الكاتبة الأمريكية الذائعة الصيت مرغريت ميتشل صاحبة الرواية الشهيرة: "ذهب مع الريح"،فقد كتبت روايتها وهي مريضة بالمستشفى تزجية للوقت، وحينما اطلعت عليها إحدى صديقاتها سعت إلى نشرها، وكتب لهذه الرواية النجاح ولصاحبتها ذيوع الصيت والشهرة. حقيقة إن الكتابة تطرح إشكاليات كثيرة ومتنوعة مثلها في ذلك مثل القراءة سواء بسواء، وقد أحببت أن أطرح بعضا من هذه الإشكاليات في هذا المقال المتواضع قدر المستطاع، فإن وفقت في طرحها فذلك ماأتوق إليه، و إن قصرت فالكمال لله و حده. التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى معروفي ; 14-02-2025 الساعة 10:30 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]()
أستاذنا الفاضل : مصطفى معروفي ...قد تشرفنا بهذا الإثراء الجميل المفيد فمقالك راقي وفكرك أرقى
قد أختلف معك في كتابة الرواية وكتابة الشعر والمقال والخاطرة ...إلخ لأن كل واحدة لها مقصد نفسي يختلف عن الأخر لذا سنجد الحالة النفسية عن الشاعر أغلب الأحيان حزينة ومتألمة تتكلم عن ذاته أو ذات الآخرين وتفيض مشاعرة الوجدانية وتبداء ولادة القصيدة أما المقال فهو شعور مختلف يريد من خلاله كاتب المقال توضيح فكرة بطريقتة الفكرية الخاصة ... ولي عودة في نفس الموضوع عن الواقع والحاله النفسية
__________________
لا تلتفت للي يسولف عن الحب .... الحب أهله ما يجيبون طاريه |
#3
|
|||
|
|||
![]() أستاذي العزيز... بداية أود أن اشكرك على هذا المقال الاكثر من رائع... سؤالك: - حين يكتب الكاتب نصا ما لماذا يريد من الآخرين أن يطلعوا عليه؟ - لماذا لا يحتفظ بنصه لنفسه؟ لا أتفق معك نشره لكتاباته ليس بسبب مشاكله النفسية أو لحل عقدة النقص التي يعاني منها ولكن الكاتب عادة ما يكتب في مقالاته عن مشكله أو يطرح موضوع يهم جميع شرائح المجتمع لذلك ينشرها كي ينبه المجتمع ويحاول حل تلك المشكله عن طريق طرحه للموضوع على شكل مقال مثلا بهدف حل المشكلة وتنمية المجتمع والرقي به.أنا لا اتفق معك في الجانب النفسي ولكن ابصم بالعشرة على الآتي "أن الكاتب يتصور نفسه يحمل رسالة أو مشروعا للمجتمع،وفي حالة تطبيق أفكاره ونظرياته سيخطو المجتمع إلى الأمام،وسيصعد سلم الرقي بكل ثقة واطمئنان" - هل الآخرون في حاجة لمعرفة أفكار الكاتب؟ نعم فاليد الواحدة لاتصفق لذالك يكتب الكاتب وينشر كتاباته ليجد المساندة فمن المستحيل أن يستطيع أن يطور مجتمعه دون مساعدة أفراد المجتمع نفسه فإذا عرف المجتمع أفكار الكاتب واهدافه النبيلة ساندوه بكل طاقاتهم لتحقيق تلك الاهداف.- لماذا يريد الكاتب أن يغير الواقع؟ - ما هي مصلحته في ذلك؟ يعتمد على هدف الكاتب ياعزيزي ولكن دعني أسألك يا اخي العزيز لماذا يريد الكاتب ان يغير الواقع سواءا كان بهدف التنمية او التخريب؟ هل لأننا مثلما قال احد النقاد مجتمع لايعجبه العجب ولا الصيام في شهر رجب؟؟ التعديل الأخير تم بواسطة ليلى الزدجالي ; 01-10-2009 الساعة 02:50 PM |
#4
|
||||
|
||||
![]()
//////////
__________________
الشعر كان معلمي ومؤدبي ــ كالأم عندي في الجلال وكالأبِ
التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى معروفي ; 28-10-2009 الساعة 04:48 PM |
#5
|
||||
|
||||
![]()
متابع ومستفيد منك أستاذنا الكريم
وجودك أكثر من راقي
__________________
لا تلتفت للي يسولف عن الحب .... الحب أهله ما يجيبون طاريه |
#6
|
||||
|
||||
![]()
///////////////
__________________
الشعر كان معلمي ومؤدبي ــ كالأم عندي في الجلال وكالأبِ
التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى معروفي ; 28-10-2009 الساعة 04:48 PM |
#7
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
تسلم أخي الكريم.
__________________
الشعر كان معلمي ومؤدبي ــ كالأم عندي في الجلال وكالأبِ
|
#8
|
||||
|
||||
![]()
متابع
وسأعود حتما لهذا الرقي الفكري الرائع شكرا لك مصطفى
__________________
|
#9
|
|||
|
|||
![]()
أما السؤال : لماذايريد الكاتب أن يغير الواقع ؟فذاك راجع لكون أن الكاتب ليس نبيا ،فالنبي مكلف من الله،بينما من كلف الكاتب بمهمة التغيير؟و مادام تقدم هو بنفسه لكي يغير فما هي مصلحته في ذلك؟
محاولة الكاتب لتغيير الواقع ناتج عن رفضه للواقع نفسه ... على سبيل المثال "الكاتب اذا لم يعجبه حال المجتمع بسبب سياسة حكومته أو تقصيرها فستجد انه يستفز من قبل عقله الباطن كي يتكلم ويشرح للمجتمع ويطالب بالتغيير" يريد ان يغير الواقع بهدف التطوير والتنمية و الارتقاء بمجتمعه... أما من كلف الكاتب بمهمة التغيير فأتوقع أن عقل الكاتب وضميره وواجبه يفرض عليه أن يحاول تغيير الواقع المرير بكل مايستطيع من قوة فكرية... ولا اعتقد ان للكاتب اي مصلحة غير الارتقاء بمجتمعه واذا كان هناك اهداف اخرى فليكن ولكن من منضوري ان الكاتب لن يهدف سوى للاصلاح وليس التخريب لأن المخرب ليس كاتبا بل شخص مريض نفسيا يحاول تدمير كل ماهو جميل من حوله... أستاذي سأبقى أناقشك في هذا الموضوع الى ان تطلب اغلاقه ![]() ![]() التعديل الأخير تم بواسطة ليلى الزدجالي ; 02-10-2009 الساعة 02:32 PM |
#10
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
وعودة ميمونة إلى الموضوع إن شاء الله.
__________________
الشعر كان معلمي ومؤدبي ــ كالأم عندي في الجلال وكالأبِ
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |