لحظة من فضلك

[محمد الطويل]

لحظة أيها السائر إلى البعيد فإن هناك خلف جدران الليل فنجان قهوتي المرة تركته على أرضية مهزوزة حبلى بالزلازل والبراكين وأخشى أن ينداح ذاك الفنجان بقهوته فتحرق تلك القهوة أرض الذات أو ينشطر فيجرح أوردتي ففي الغد الآتي ولو بعد حين عيد مولدي وأنا قد دعوت الشمس أن تأتي من خدرها حافية وعارية ، ودعوت القمر ليكون ضيف شرف والنجوم قلائد مرتعشة ترقص على أنغام نسائم ذاك الليل المبهم .. لحظة أيها السائر نحو مجد الضياء فهناك لي في تلك البقعة ثمة ذكرى وأخشى أن يأتي عليها غبار الزمن فتموت مختنقة برائحة الماضي فهات لي معك بقايا ما تبقى من ذكراي في حقائبك المعبأة بأحلام مجدك .


لحظة أيها السائر نحو الخضرة والظلال الوارفة فهناك خلف تلك الظلال ثمة برتقالة من يافا لازال طعمها في فمي وقد شطرها الزمن قبل إتمامها فهات لي ما تبقى من الشطر الآخر .. فبي حنين كبير إلى الأمس ، والأمس مجد علقناه على روزنامة التاريخ وبكيناه ونبكيه حد الهلاك .. الأمس تاريخ جميل وسرد طويل لعمر بن العاص والفاتح وصلاح الدين وبطولات لا يمكن أن يعيدها الزمن أو يأتي بها .


لحظة أيها السائر إلى البعيد فهناك في ذاك النهر السائر ثمة خطوة أخيرة من آثار قدم السياب نسيتها على حافة الضفة اليسرى من بغداد العراق وفي فلسطين نسيت آخر ركعتين وآذان لقيام صلاة الفجر لم يكتمل كان صبيحة عيد الأرض فقطعوا صلاة الفجر يومها وأعلنوا إلغائها حتى تتم مراسم عيدهم في غير أرضهم .




جزء من النص مفقود .