مداد القاف في رثاء ابن فقيد أمس أحمد بن الشيخ زايد رحمهما الله

[جاسم القرطوبي]

ورد في الأثر إذا أحبَّ الله ُ شخصا نادى يا جبرئيل إني أحبه فاحِبّه فيحبه جبريل ويأمر الملائكة َ بحبه ثم يغرس الله في كل القلوب حبه .. لزايد الخير سرى في قلوبنا حبُّ أبناءه الذين لا يقلون درجة ً عنه في طيبه وشهامته ونخوته ، ولذلك أتت هذه الأبيات من قلبي صادقة ً أتمنى أن تلامس خلجات قلوبكم أيضا. ولا تعجبوا أحبائي إذا كان أستاذنا ميخائيل نعيمة يقول : ياللعجب أزرع قلبي على الورق فينبت في قلوب بالناس فما بالنا بمن زرع في صفحات الأيام حبه .. واسميتها(( مداد القاف في رثاء ابن فقيد أمس )) وكما هو معروف في شريف علمكم أن الكلمة الوحيدة في اللغة العربية التي إن عرفت نكرت وإن نكرت عرفت هي كلمة أمس ..

أيُّ حزن ٍ شابَ يومي منذ أمس ِ = أشروقُ الدمع ِ أم فقدانُ شمسي

أم عزاءُ الأهل ِ في جارتِنا = دار ِ شيخ ٍ يتجلى دونَ عبس ِ

لهْـوَ يُــمْنى الخير ِ في إغداقه = وهْــوَ وادي الجود ِ حقا غير َ بخس ِ

أسفي جـِدا ً لفرقى أحمد ٍ = نجل ِ ليث ٍ حلَّ في آجام ِ رمس ِ

لم يكنْ يهوى ظهورا إنّما = قد خفا حتى بدا من غير ِ طمس ِ

غَـرِقَ البحرُ به ِ حتى قضى = حقــَّهُ مِن حضنِه إغراق همس ِ

قـَدَرٌ لولاهُ حاشا ثمَّ حاشا = ينزُلَ البحرَ سوى إنزال ِ قـَمْـس ِ

بيدَ أنَّ الشمسَ في عليائِها = إنْ توارت في ضياءِ البدر ِ تمسي

ليتَ شعري ما له يسكنُني = فجفوني دمعُها وابِلُ حَـمْـس ِ

ليتَ شعري ما الذي زعزعني = لسعُ صِلٍّ أم تراهُ نابُ نَـمْس ِ

هكذا الحزنُ بِمَنْ لم يَرَهُ = كيفَ مَنْ قد عاشَ في أيام ِ عمس ِ

فلمثلي كلُّ آيات العزا = ومدادُ القافِ في أنس ٍ ونحس ِ

وسلوا المولى لهُ الحسنى ولي = ولموتانا إلى آخِر ِ نـَفس ِ

جاسم القرطوبي
1-4-2010 م