روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
أنشودة اهداء من ابنتي الطالبة ... [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     "دمعةٌ في عينيك… ومأوى" [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     شكر وعرفان لأم سالم [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     بـقـايــا هـلـوسـات.. [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     زحمة مشاعر [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     رحلت بطيبك الصافي [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     فراغ وللأسف ينداس.. [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     أحاسيس للبيع [ آخر الردود : أبو عبدالله - ]       »     لا تقول يلي:غدا [ آخر الردود : حمد الراجحي - ]       »     العبور على ذاكرة من المطر [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,927ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 3,200ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 9,237
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 53,107عدد الضغطات : 52,867عدد الضغطات : 52,951

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2010, 12:48 AM
الصورة الرمزية عبد الرحمان رشيد التواتي
عبد الرحمان رشيد التواتي عبد الرحمان رشيد التواتي غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: قفصة ، الجمهورية التونسية
المشاركات: 19
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عبد الرحمان رشيد التواتي
افتراضي صاحب الحمار الثاني

عبد الرحمان رشيد التواتي
صاحب الحمار الثاني
تأهّبتُ للسّفر في بلاد الله طلبا للحركة ، و عزوفا عن الوقوف . لم تكن لديّ أموال فأودعَها و لا عيال فأوصيَ بهم . كنت خفيف الحمل نظيفا من وسخ الدّار الفانيّة إلاّ من حمار أركبه و زق تمر زادا ، و ركوة ماء ، و برنس صوف للصيف و الشتاء . أمّا البيت الذي أسكنه فهبة من أهل قرية نزلت بها ذات غروب منذ ما يربو على العَقد من الزّمن ، قالوا : " هذا غريب و المنزل لا يشغله أحد ، خربة يخرأ فيها الأطفال ، و يجلدون عُميرة جماعة بعيدا عن أعين أهلهم ، فليُقِمْ فيه . مَنْ يدري لعلّ الرّجل من الصّالحين ، فينفعَنا ."
جاءني كبيرهم فقال لي : " أنت منذ اليوم ضيف علينا ، و هذا البيت لك ما دمت فينا ، و ليس عليك من وزر ، فهو هبة و ليست إيجارا " قبلت و ما كدت . فقد خفت أن يشدّني البيت إليه فأموتَ معهم ، أو أصبحَ من أديم الأرض . اتّخذته للنوم ، آوي إليه ليلا ، و أتركه فجرا ، حتّى ظنّوا بي الظنون ، و قال كبيرهم " لعلّه كرهنا أو عزف عنه " . ازددت عندهم غرابة و ألبسوني عباءة الصّالحين . كنت أدعهم ملتصقين بالتراب و أخرج إلى خلاء لا يعرفونه ، فأقضي سحابة يومي فيه أعلّم حماري القراءة و الكتابة و الحساب ، و عندما أعود معه ليلا أراجع معه درس النّهار فأجده قد وعاه .
منذ وقعت عيني عليه في سوق الدّواب توسّمت فيه النّباهة فدفعت كلّ ما أملك ثمنا لصاحبه ، و لم أجد لذلك حسرة أو ندما. لم يجرؤوا على قصّ أثري خوفا من نقمة الأولياء . كانوا يسيرون أو بعضهم ورائي فراسخ ثمّ يرتدّون مرتعدين مؤمنين . جمعت من الزاد ما يقدر على حمله الحمار وإياي . الطريق طويلة و الغاية بعيدة . و لا علم لي بما وراء البصر من مفاجآت . اتفقت مع الحمار على خارطة الطريق : سفر بالليل و كِنّ بالنهار ، اقتصاد في الجهد و الزّاد . لا طعام و لا شراب إلاّ لجوع أو عطش بعدهما موت محقّق . تَرْكُ الأتُن و النساء إلى ما وراء إدراك القصد . أن نسير حتّى تنقطع الطّريق أو يكون لنا مستقرّ لا مسير بعده .
أشرفنا ذات فجر على مدينة لم نر مثلها . قلنا : " نمكث حتّى ينقضي النهار ، وندخلها أوّل الليل عملا بالاتفاق " .
أشار عليّ الحمار باللجوء إلى كهف في أعلى التلّة . وجدنا فيه متسعا للنّوم فنام كلانا من تعب السّرى ما لا نعرف من الوقت ، ثمّ أيقظنا صوت امرأة و شحيج أتان . نظرنا فإذا باب الكهف يغصّ بالنساء و الأتن . قال حماري : " نحن في ورطة . " لم أعِ القصد . فبدا عليّ السؤال . قال " ألا ترى أن ليس بينهنّ ذكر واحد " . قلت : " أنت على حقّ ، و لكن ما الضير ؟ " . قال : " قد أفسدن علينا خطّتنا ! ؟ "
رمنا مخرجا لكنّ باب الكهف كان أضيق من خروجنا و تدافعِ الإناث . فكّرنا في الزحف فخفنا الأقدام و الحوافر . قلنا : نركب ظهورهنّ ونسير كالسابِحَيْن . لكنّنا قدّرنا ما وراء ذلك من مزالق ، فأعادنا العزمُ إلى العجزِ . أشار الحمار فاقتربت حتى ألصقت بفيه أذني . قال نسدّ علينا الكهف و نمكث هنا ، و لا نستجيب لندائهنّ ، حتّى يبدو لنا نور في العتمة أو نرى مخرجا . وافقت لعلمي به حكيما .
طفقنا نأخذ من الصخور أعتاها و نرفع بعضها فوق بعض . كنّ يحاولن عرقلة بنائنا . لذنا بالحصى نقذفهن به فيبتعدن قليلا ثمّ يرتددن في إصرار أشدّ . و بين الفرّة و الكرّة نضع صخرة ، حتّى اكتمل البناء ففصل بيننا و بينهنّ . سمعنا أصواتهن تأتينا باكية حينا متوعّدة أحيانا ، أحسسنا بنشوة انتصار ، لكنّ العتمة أفسدتها علينا ، فعدنا لتدبّر الأمر من جديد . قال لي الحمار : " لا بدّ أن نجهد قبل طلوع الفجر " قلت : " هل بدا لك ضوء في آخر النفق ؟ " انتفض الحمار كالواجد كنزا و قال : " آمنت بك نبيّا ، لولا أنّه ينقصك بعثة و كتاب. " لم أتبيّن سرّ حماسته ، فسألت . قال موضّحا : " النّفق هو الحلّ ، نحفر نفقا يبعدنا عن هذا المكان ، و قد نخرج في أرض أخرى يكون فتحها علينا أيسر " .
لم أصدّقه هذه المرّة . أدركت أنّ وراء كلّ حمار فاشل أتانا .
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية