الاوهام الكاذبة

[الرمش الحزين]

[في ليلة من الليالي مكتمل البدر فيها
ونجوم تتلألأ في سماء صافية والناس فيها نيام
ليس فيها سوى رياح خفيفة تتأرجح بين غصون الأشجار وأنا ...
كانت عيناي تتتوق برؤية وجه القمر المكتمل
وفي النجوم التي تتراقص في السماء الصافية
كنت شاردة الذهول، وكانت يداي متماسكتان ببعضهما
وكان شعري يتأرجح بين أكتفي بسبب الرياح
وكانت شفتاي مبهمتان، وترسم على خدودي الدهشة والذهول والأمد البعيد........
وأما حزني فكان يتمثل في رموش عيني، وفجأة سمعت صوتا يناديني
ولا أحد يسمعه سواي ، ولكن ليس بقربي بل بعيد المدى عني
لا أستطيع سماعه بوضوح، ولا عيناي تستطيع رؤيته، ولا يداي تستطيع الامساك به
ولكن الصوت ما زال يتردد بآذاني من كل اتجاه من الجبال التي حولي
ومن الأشجار ومن غرفتي وأصبح الصوت يظهر بين أحشاء صدري
وأخذت أبحث عن مصدر الصوت وعيوني تملأها الحيرة والدهشة والحزن المأسور
بدأ قلبي يخفق بسرعة وذهبت إلى غرفتي وأنا في حيرة من أمري........


وقفت عند نافذتي فوجدت شعاعا يدعوني لرؤية العالم الحقيقي
ولكن وقفت أسأل نفسي:
هل سوف أقدر العيش معه؟؟؟
هل سوف يكون صادقا نفس نوره الساطع؟؟؟

فقلوبنا تتفجر من الفرح أوقاتا، وأحيانا يتفجر بركانا من الغضب....
فأب عن أب يختلف ، وأم عن أم تختلف، وقلب حنون عن قلب يختلف ...
هذه هي الدنيا وهذا مسارنا ...

أمضي هناك وأرتاح حينا وأجلس أوقاتا وأفكر أحيانا.....
عالمنا مليء برسومات مزيفة وأساطير كاذبة....



أخذ فكري يراودني في كل شيء وفي كل سؤال
ولكن لم أجد سوى كلمات بائسة لا تعني سوى بصمات من الألم والتعاسة......



حلمت يوما أتتوج تاجا من الفرح
ولكن عندما صحوت من حلمي وجدت أنني أتتوج تاجا من الحزن ............


ليتني طائرا حرا أنتقل من هنا وهناك وبكل هدوء وسعادة وأنا أغني ..
أين ذلك الزمان الذي لا يوجد فيه غالب ومغلوب وظالم وآخر مستبد بالظلم؟؟؟!!


إنني أناجي نفسي
فهل يستطيع كل أن يناجي نفسه؟؟
ورجعت أناظر شعاع النور من نافذتي الصغيرة
وأنا أتأمل بمستقبل مليء بقصص من الحب والوفاء ...


ووقفت وأنا أيقن أن ذلك الزمان سوف يأتي بكل ما فيه من سرور..


والآن أتيت لأترك قلمي يرتاح لكي يتشوق لكتابة رحلة من العذاب والأمل البعيد]