إن الجنون .. بلا .. أدبّ

[ميلاد اليماني]

يا عاشقا ً موج الجنون ألا .. ترى
أن الجنون بلا صواب ٍ
يرتدي ثوب الغضبّ
صــَــلـّـد ُ الصخور تمزقت بسياطه ِ
لزج ٌ عظام رؤسها .. مثل الُرّطبّ

,,

شفتان ِ في وجه الجنون بها
ألف ُ شاعرة .. و نصفُ شاعر
(ينطقون بلا عتب ّ )
وعن جفناه ُ حدثني أبي وجدي
أبدا ً !! لم ينبت بها رمش ٌ
يوما ً ولم يروا بها حتى الهــَـدبّ


,,,


الجن ُّ نصف الجنون
ونصفه ُ الآخر تمرد في صباه ُ
وفي كفّ شيطان ٍ هرب ّ


,,,




ويح ٌ الجنون إذا غدا
تأج ٌ على رأس طاغية ٍ
تطاير من أوداجه ِ جمر ُ اللهبّ
وتحت كرسيّ المفدّى
ذُبح الشعب ُ بعنصرية ٍ
كما تذبح ُ النعاج ُ
بلا .. ذنب ٍ
بلا .. سببّ
ورمت بنادق جيشه ِ
زُبر .. الحديد رصاصه ُ
فغدت رماحا ً من قصب ّ
واســّـتــُــشهد الشعب ُ
في مدينة الجنائز
فقط .. ليبقى على الكرسي
نجل ُ الزعامة والحسب ّ


,,,


ويح ُ الجنون يثرثر ُ ..
لا تمل ُ به الحناجر
ولا تتعب ساقاه على المنابر
والخطيب ُ لا تجاريه الخــُـطب ّ


,,,


ويح ُ الجنون إذا غدا
صحراء قاحلة ً
يبدو بها الموت في رأس ثعبان ٍ
يحوم من حول قرنيه العَسَبّ
..
جزء ٌ من البركان
لا .. يؤمن بالغضب
به شبه حديقة ٍ
تختبيء بين زهورها الحمراء
تبقى أصيلة ً .. كي لا تعايرها العرب ّ

,,,
شتم الصبي ُّ حليم القوم
حين رآى عروقه شاحبة اللون
كعيدان الحطب ّ
قائلا ً : ثكلتك أمّك سيدي
الآن أدركت فعلا ً
أن الجنون بلا حياء ٍ أو أدب

...,,,....

بقلم اخوكم
ميلاد اليماني