أنين الحروف

[أنور]

على عتبة الباب وجدتها مطرقة ودمعها قد بلل الأرض دنوت منها فسلمت عليها ردت السلام بصوت يخالطه الحزن سالتها أمها لماذا تبكين ومن تنتظرين يا ترى ؟
قالت أبني أبكي من أجل فقدي لأبنائي وبناتي وجلست هاهنا انتظرهم لعلهم يرجعون لي فلقد رماني بالعقوق والعصيان غالبية أبنائي وإلى الأم الأجنبية اتجهوا استبدلوا بتحية الإسلام كلمات هاي وباي
أتدرون أخوتي من هذه الأم التي رمينها بالعقوق إنها لغة الضاد لغة الدين والقرآن اللغة العربية وتكمل عتابها لنا فتقول من شجع هؤلاء الأبناء على العقوق وعلى من ترمى المسؤولية أترمى على معلمي ومعلمات اللغة العربية أولئك الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية السير باللغة العربية قدما نحو التطور والرقي فقط أم يشترك معهم باقي المعلمين والمعلمات أولئك الذين قالوا بأنهم غير متخصصين في هذه اللغة بل حل المسائل الرياضية والمعادلات الكيميائية وتوضيح تاريخ العالم والمناخ هو همهم وأنا لا أطلب منهم سواء التحدث اللغة العربية الفصحى وترك العامية أمام الناشئة أم على الأم التي تركت ابنها وابنتها عند الشغالة الأجنبية فأجاد الأبناء لغة الشغالة أني أرمي المسوؤلية على جميع المعنين ابتداءا من الأم والأب في المنزل ومن ثم لجميع معلمي وخريجي الأجيال عامة ومعلمي ومعلمات اللغة العربية خاصة وذنبهم عظيم لا يغتفر إن هم رفعوا ما حقه النصب ونصبوا ما حقه الجر فعلموا الطلبة الخطأ في الأعراب نعم بني تقول بأني أبالغ ولك بعض الأمثلة على أخطاء بعض المعلمين وليس جميعهم
نصب معلم اللغة العربية الفاعل فقال للطلبة ضرب المعلمين الطلاب وعند سؤال الطالب لمعلمة من الضارب ومن المضروب اجابه معلمه الفاعل المعلمين والمفعول به الطلاب صحح له الطالب فقال له إذن يا معلمي قل ضرب المعلمون الطلاب برفع الفاعل
وآخر في إعراب القط على الطاولة قال بأن على الطاولة خبر مجرور والصواب بأن يعرب على حرف جر والطاولة اسم مجرور وشبه الجملة في محل رفع خبر
فإن كان المعلم لايجيد التميز في الإعراب فكيف نعاقب الأبناء الناشئين فليت الزمن ينجب لي أمثال الفراهيدي وسيبويه وأبو الأسود الدؤلي أولئك الذين ألفوا المعاجم والكتب وأملي كبير
قلت لها صدقتي ياأمها ولكن ليس لدينا غنى عنك فانت لغة القرآن ويكفينا ويكفيك فخرا بأن المولى عز وجل تكفل بحفظك من الضياع والاندثار