لــــبل الانــكســار

[جمعه المخمري]

في صباحات التواضع.....
ينبلج ليل الانكسار.....
هكذا نسافر في دروبنا...
وحيدون... حائرون....
رغم اكتظاظ الأمكنة....
وتدفق
القلوب.... الا أننا لا نحس بهم....
لا يروننا ... ولا نراهم...
هل هذه هي أحلام الطفولة؟؟...

هل هذ أمنياتنا العذارء؟؟؟
باتت حبلى من المآسي...
غدونا سرابا.... فلم نعد نرى ..
(الـــ أنا ) في داخلنا....
أشرعة ممدة على خط سواحلنا....
مزقها الموج المتعتي....
ورياح كانت تعصف في ظلماء مشاويرنا.....
كانت بقربي.....
مذ كنت صغيرا.....
وعلى مهدي الصغير ....
تقاسمت معها كل شيئ...
زادي... وحلمي...
وجنون عبثي بالأشياء التي من حولي....
هل توقف الزمن؟!!!
أم أنّ الحياة لم يعد لها طعم.....
حين تعثرت بنا خطى العشرين....
فــ نمنا على تلك الدروب المتعتقة....
ولم نبلغ مرادنا في كبوة نهار يخلع
رداءه فيصير عريانا
لا تقوى أن تجالسه....
وكأن ضريبة أحلامنا هي الهموم....
فبتنا نخاف من الأحلام...
رغم أنها السبيل الوحيد....
لاِرضاء الذات....

عدت بذاكرتي حينها للوراء....
واسترسلت التحديق بصور ذاكرتي .....
أُناس كنت أعرفهم....
لا أجد لهم أثراً...
كانت حينها عشرات الأشياء....
أما الآن.... تكتظ... بـــ ملايين الأشياء..
أمهلني يا قيصر حزني....
حتى ألملم أشلائي من حولي...
وأغتسل من درن الخيبة....

من فوقي....
حسرات ... وحسرات....
...............
أقلب ذاكرتي عن شيء يطمئنني....
فما وجدت الا تلك التي تقاسمت معي
كل شيء في طفولتي....
انهـــا البـــــراءة.......
وجئت كي أقول:
في أمان الله يا بــــراءة الطفولة.....