رحيلي إليك

[سعيد اليعربي]

رحيلي إليك
آوي إلى صدركِ الحاني إذا سرقوا
منِّي رغيفاً ولا أستوحشُ الوطنـا

أظلُّ أنفثُ من صـدري مواجعَـهُ
وأحتسي حزنَه يومَ الفراقِ ضَنـا

وأنشرُ الحبِّ فـي أرجائـه قُبَـلاً
مرسومةً منذُ كان العاشقون هنـا

وأهتدي بضيـاءِ الفجـرِ أقبِسُـه
من مقلتيكِ فأُهديه الوجـودَ سنـا

وأنحني مثلَ طفلٍ فـي يديـكِ إذا
اغتالوا براءةَ طفـلٍ للحُنُـوِّ رَنـا
****
قصيدتي أنتِ أستوحـي معانيَهـا
وأسكبُ الحُبِّ فيهـا باذخـاً فِتَنـا

مسافرٌ فيـك إبحـاراً وأشرعتـي
حبي إذا أنتِ هيأتِ المَـدى سُفُنـا

أقولُ للحرفِ غرّد فـي موانئهـا
ورجِّع الصوتَ لحناً رائقاً حَسنـا

فثَمَّ نشـوةُ روحٍ لا حـدودَ لَهـا
إذ لا مكانَ يَحُدُّ الـروحَ أو زمنـا
******
يا من سكنتِ فؤادي كيف أمنَعُـهُ
إذا اصطفاكِ لميعادِ الهوى وطنـا

إذا وصفتُكِ قام الحسنُ معترضـاً
يا شعرُ حسبكَ هذا الزيفُ ليس أنا

وجهُ الجمالِ الذي صورتَه قُبَـلاً
مرسومةً لم تَعُدْ تستمطـرُ المُزُنـا

أنا حبيبتُكَ الأولى وقـد زعمـوا
أن الحبيبَ خفايا الروحِ قد سكنـا

أجل حبيبتـيَ الأولـى وملهمتـي
علمتِني كيف تغدو العاصفاتُ مُنى

وتنتشي كلماتُ الحبِّ في شفتـي
إذا رأيتُك مثلَ الصبحِ نـورَ سنـا

كتمتُ حبَّكِ في روحـي وأكتُمُـه
فالحبُّ إن شفّ لا يستعذبُ العلنـا

فحلِّقي في سماءِ الحـبِّ باسمـةً ِ
حان الرحيلُ وميعادُ اللقـاءِ دنـا