الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر ... الطقس يميل إلى الحرارة والشمس تطل باهية على الرؤوس .. الطير على أم غصنه يشدو فرحاً / طرباً / ألما / شوقاً / أو ربما مستاء من الحرارة التي تصهد جسده الهزيل .
الصمت وكأنه الليل البهيم لا أحد هنا سوى حفيف وريقات الشجر وعصفور يغرد وأنا ... أمد من خلف النافذة عيني محدقاً خارج منزلي .. أرى الغبار وكأنه يتعارك مع السراب .. تهفو روحي إلى السفر بعيداً عن هذا الصيف القائض المفعم بالحرارة والتعب ... لكن الحجوزات عبر المطارات لا مجال لمقعد واحد يأخذني معه فقد طار من أراد الطيران ومن بقي هم على الأثر وقد حجزوا مقاعدهم من زمان طويل ... الفكر في داخلي هو يتعارك أيضاً ربما لأنه لم يجد له منفذ ينقذه من الواقع المحرق .
من حولي جيران تركوا بيوتهم وأدواتهم وسافروا ... على الطريق مركبات هادرة تحمل أمتعة لمسافرين ... والكل في هذه الحياة مسافر إلا أنا .... وحيد أنتظر من يقطع لي تذكرة الذهاب على جناح طيران لا يعود قريبا .... ترى من سيغادر قبل أهو الصيف أم أنا ؟! .
المعذرة كان بوح خاطف أدركني هنا فسجلته .